المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي
هل تعتقد أن استشهادك بمثال واحد لروائية واحدة دليل على ارتفاع مبيعات الروايات
أدعوك لمراجعة آلية المحاكمة العقلية في ذلك.
ثم لا تحسبن أننا في مناظرة ، أعتقد هي ندوة ولن يقلل من رأيك في الموضوع اعتمادك الموضوعية
شخصياً في هذا الموضوع أنطلق من خلفية نظرية تؤكدها الأرقام ولو أنها بحاجة لندوة أخرى لكن لا بأس:
الرواية يا أخي تاريخياً يسبق تاريخ القصة القصيرة كفن ناضج
وهنا سنعتمد المقياس الغربي ذلك أن الرواية فني غربي بحت، والقصة القصيرة بشكلها الموبساني فن غربي بحت
والرواية أسبق في الظهور من القصة القصيرة
فالقصة القصيرة ولدت تقريباً في القرن التاسع عشر
أما الرواية فقبلها بمئات السنين
ولست بصدد الرد على كلامك أكادمياً
أنما أتذكر وفق بعض المعطيات في ذاكرتي
فرواية دونكيخوت تقريباً كتبت في القرن السادس عشر
ولو كنت تعني القصة كقص فالسرد موجود في كل الحضارات ولا تخلو حضارة منه منذ قدم التاريخ
ولسنا بصدد ذلك إنما نعنى بولادة الأجناس الأدبية فنياً
وأعود لمنطلقي النظري، (وأشير أني أميز بين الفنون العربية والغربية) وأريدها أن تكون كذلك
لنقرأ معاً قول شيخ من شيوخ النقد
يقول الدكتور إحسان عباس" أن القصة القصيرة أكثر مناسبة لطبيعة المجتمع العربي من سائر الفنون( وإذا كان الشعر منافساً قوياً لها فإنه في شكله الجديد قد أخذ يفقد القدرة على المنافسة). وفي هذا المجال يمكن المقارنة بين الأقصوصة والرواية، فالثانية تتطلب من جملة ما تتطلبه لنجاحها عمقاً مكانياً ( كبعض روايات نجيب محفوظ) أو عمقاً زمانياً ( مثل مدن الملح لعبد الرحمن منيف) ، وكلا العمقين الزماني والمكاني يعني في الحقيقة كياناً مركباً معقداً لا تتيحه المدينة الصغيرة أو القرية – وهي الوحدة السائدة في البيئة العربية – ولذلك يسهل على كاتب القصة القصيرة أن يسلط ثقافته على شخصيات وأحداث وقضايا لا تتحمل الإمعان في النمو والتطوير ، بقدر ما تهيئه بيئته القريبة وذكرياته المتصلة بها."
يبدو أني أواجه صعوبة في الإقناع
أستاذ طارق اقرأ بتمعن ما كتب أدناه
أعدت مجلة \'الهلال\' المصرية في عدد فبراير/ شباط 2008 ملفا يحمل عنوان \'حال الرواية الآن\' واستكتبت فيه عددا ليس قليلا من الروائيين والنقاد المصريين للإدلاء بشهاداتهم على واقع الرواية العربية الآن على خلفية ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي.
وقد جاءت شهادات الروائيين في مجملها متفائلة تؤكد أن الرواية العربية تمر بمرحلة ازدهار غير مسبوق كما وكيفا، والذي تسهم في إنتاجه أجيال مختلفة الأعمار، وخاصة من الشباب الذين تتجه إبداعاتهم نحو الواقعية العائدة بقوة لتجذب جمهورا كبيرا من قراء الرواية، كما تشير مقدمة الملف.
ولا تخلو شهادات الروائيين بالملف من اتهامات للحركة النقدية التي تخلفت عن مواكبة هذا الزخم من الإنتاج الروائي، فلم ترصد الحركة الروائية في نموها وتحوراتها، ولم تتابعها بالدراسات الموازية التي تصنف هذا النتاج الفني الغزير.
أيضا لم تخل أصابع الاتهام من الإشارة إلى تقصير المطبوعات الصحفية التي رأى الروائيون أن عليها عبء نشر الروايات في دورياتها حتى تصل إلى قارئ الصحيفة اليومية، التي هو في الأغلب لا يشتري الرواية، فينضم إلى قارئي وطالبي الرواية من المكتبات.
يقدم إدوار الخراط شهادته تحت عنوان \'المشهد الآن\'، وهي دراسة في الرواية أكثر منها شهادة، بينما يعترف خيري شلبي أن الرواية في أزهى عصورها، ويؤكد على ذلك بهاء طاهر بأنه ازدهار غير مسبوق، ويتحدث فتحي إمبابي عن سحر الرواية، ويرسم إبراهيم أصلان خارطة للرواية العربية، ويرى جمال الغيطاني أن هناك عودة للواقعية، بينما يتحدث يوسف القعيد عن انفجار روائي.
إبراهيم عبدالمجيد يرى أن الرواية ديوان للألم، ويقول د. شريف حتاتة أن كتاب الرواية هم مبدعو الأمل المفقود، ويتحدث محمد الراوي عن الجيل المؤسس، وتطلق فوزية مهران على الرواية أنها قارة جديدة للسرد، ويصفها يوسف أبورية بأنها منخل من حرير، ويتحدث محمود الورداني عن أسماء أعادت الروح والاحترام للكتابة، ويرى محمد ناجي أن الرواية الآن تحتل المساحات الفارغة التي أخلاها الشعر والمسرح.
أما سعيد سالم فيعرب عن سعادته وانبهاره من التطور الرهيب الذي حدث للرواية العربية، ويرى عبده جبير أنها تقدم عوالم جديدة، ويقول حسين عيد أن الرواية تثمر نتاجا حلوا عذب المذاق فواح العبير، ويعترف علاء الأسواني بأن لدينا كتابا كبارا لا يقلون إطلاقا عن أكبر كتاب العالم، ويؤكد د. يوسف زيدان أن الرواية هي الأعلى توزيعا، وتصفها هالة البدري بثراء التنوع، ويرى حمدي البطران أنها أم الفنون ..
المصدر اتحاد كتاب الإنترنت العرب
ماذا تريد أيضا يا أستاذنا طارق ... هل ما زلت متمسكا بحكمك ، وما قاله السابقون وهم ؟
..............
أما عن قضية أن الرواية ليست من أنواع القصة فلم أعرفه إلا منك .
وعلى مدى خمس عشرة سنة من تلقي العلم وبذله ومن قراءتي واطلاعي فلم أجد أحد خلع الرواية من جلباب القصة . عابر سبيل