النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: دموع على أستار الكعبة لـ محمود خليل

  1. #1 دموع على أستار الكعبة لـ محمود خليل 
    قارئ الصورة الرمزية أنس الساهر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    لاَهٍ عن الْوَعْيِ فِي اللاَّوَعْيِ
    المشاركات
    445
    معدل تقييم المستوى
    18
    هذه الرائعة مهداة لأهل المربد الكرام
    في هذه الأيام الطيبة
    التي يسعى فيها المعتمرون في رمضان ،
    وعما قليل مناسك الحج
    التي تهفو إليه أفئدة من الناس
    من كل فجٍ عميق
    دموعٌ
    على أستار الكعبة
    شعر / محمود خليل*
    يا مَنْ أتاه النــاسُ كـي يتطهــــروا
    وأتيتُ فيهم كـي أعــــودَ مُطَهَّــــرا
    لكننــي دون العبـــادِ جَميعِهِــــم
    ذنبي عظيمٌ قد يَنُـــوءُ به الــــورى
    فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًـــا
    مُتضرعًا والعيـبُ مني قـــد جـــــرى
    ناديـتُ يــا ألله فاقبــــل توبتـي
    هَذِيْ صحيفـةُ مَنْ تَجَنَّــى وافتــــرى
    وخلعتُ ثوبـيَ والحيـــــاةَ وما بهــــــا
    ولبستُ ثوبَ الفقــرِ أشعثَ أغبــــرَا
    أنا ما أتيتكُ بالصـــلاة فليــــس لـــي
    علــــمٌ ولا عمـلً ولا ما أذْكُـــــرا
    بل جئتُ بابــكَ يا رحيـــمُ بِذَلَّتــــِـي
    وبُكل هذا الدمعِ يجـري أَنْهُـــــرا
    لبيـــــك يا ألله فاقبلهـــــــا إذًا
    مِنْ عائـــبٍ قد عــابَ ثم استغفــــــــرا
    وخطوتُ نحــو البيــــتِ يسبقنـي فمـي
    لِيُقَبِّــلَ الحجـرَ العتيقَ الأَنـْـورا
    فلثمتُـــــه وشفعتُهــــــا وأعدتُّهـــــــــا
    وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا
    وبــدأتُ أسعــــى حولــــه متثاقـــــــلاً
    فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا
    فإذا رَمَلــــتُ أقـــضًّ ذنبــي كاهلـــــي
    وإذا مشيت فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّـرا
    يا وحشتي ، لا شيءَ أحمِلـُــهُ معــــي
    غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطـَّرا
    يا رب ، إني قد أتيتـــكُ راكعًــــــــــــا
    عند المقـــام ، مُسَبِّحًـا ومُكَبِّرا
    فاغفــــر ذنوبًـــا لا يضُــرُّك حَجْمُهـــا
    واسْتُـرْ على عبدٍ رجـاك لِتَسْتُـرا
    يا ماءَ زمزم هـل ستغسِلُ عاصيًـا
    بالأمس عاش على الخطيئةِ وامترا ؟
    واليومَ قد جـاء الكريـــمَ بذنبــــــه
    يرجو من الرحمان عفوًا ظاهـــــــرا
    وأنختُ رحلي عند أحجار الصفا
    والرَّحلُ فيه من المعاصـــي ما تــرى
    وهناك ألقيتُ الذنوبَ على الحصى
    فإذا ذنوبــي تعتليـــــــه وأكثـــــرا
    فسعيتُ نحو الْمَــرْوِ أبكـي حالتي
    والكل يَسعى ضاحكًـــــا مُسْتَبْشِـــرا
    ورملتُ في بطن المسيل تأسيًـــــا
    ودعوتُ مَنْ جعل الكتابَ بَصَائـرا
    فقضيتُ سبعًا ، والرجاءُ بخالقــي
    أن يستر الذنبَ العظيــمَ ويغفــــرا
    يا راحليـــن إلى منًى . هذي منى
    هذي الجبالُ وتلك سُنَّةَ مَنْ سَـرَى
    صَلُّوا بها خمسًا كما فعـل الــــذي
    قد جاءكم بالنـــــورِ حتى أزهـــرا
    فإذا قضيتَ الفجرَ فيها فانتظــــــر
    حتى الشروق لكي تَهُبَّ مُغــــادِرا
    وازحفْ مع الجمع العظيم ملبيًــــا
    واجمــعْ من العرفـاتِ خيرًا وافـرا
    وانزلْ بأرضٍ دَبَّ فيها المصطفـى
    واحْلُـــلْ علـى وادٍ رآه وعَاصَـــرا
    واسألْ صُخُورًا ها هنا عن رِفْقَــةٍ
    حَجَّتْ مع المختارِ نـُُـورًا أنــورا ؟
    يا صَخْرَ نَمِرَةَ هل سَمِعْتَ خِطَابَهُ ؟
    أَسَمِعْـتَ مَنْ رُزِقَ البَيَـانَ فَعَبَّـرَا ؟
    أَسَمِعْتَ هَلْ بَلَّغْتُ ؟ تُسْــــأَلُ أُمَّــةٌ
    قالوا : نعم والدِّينُ أصبحَ ظَاهــرا
    أَسَمِعْــتَ اللهــم فاشهـــد حُجَّـةً ؟
    أرأيتَ والقَصْواءُ كانــت مِنْبَــرا ؟
    وأقامَ مبعوثُ السمــــــــاءِ صلاَتَهُ
    جَمْعًـــا مع التقديمِ هَدْيًــا خَيِّـــــرا
    هذا الحبيـــبُ أَحِبَّتِي مِن أجلنـــــا
    قد جاء بالديـن القويـــم مُيَسِّــــرا
    فاتْبَعْ هُدَاهُ تَفُزْ بِخَيرِ شَفاعــــــــةٍ
    من خالـفَ المختارَ يُحْشَــرُ كَافِـرا
    عرفاتُ يا جبلَ الدعـــــاء تحيــــةً
    من عاشقٍ لــكَ في هــواه تَحَيَّــرَا
    قـد جـــاء يدعـــو ربَّــهُ في ذِلَّـــةٍ
    والله يَقـْْبَـلُ مَنْ يشـــاء وينصـــرا
    يهواك ، يشهـــدُ دَمْعُــه وأنينـُُــهُ
    وَلْتَشْهَدِ الأحجـارُ عنـدك والثـَّرَى
    قِفْ هاهنا واسترجع الذكرى معي
    واســأل جبالاً ، تَسْتَجِيـبُ وتُخْبِرا
    قِفْ ، ها هنا نزل الختامُ ، فَمِسْكُهُ
    الْيَــوْمَ أَكْمَلـْـْتُ ، فَأَكْمَــلَ مَنْبَرَا
    واقرَأْ : وَأَتْمَمْــتُ فقد نَزَلَتْ هُنـــــا
    فَأَقَرَّتِ الإســــلامَ دِينـًـــــا آخِــــرَا
    واقرَأْ : رَضِيتُ وقد تَبَاعَدَ عهْدُها
    وانظر ، فقد صار الكمالُ مُبَعْثَــرا
    وتَفَرَّقُوا . وتَمَذْهَبُوا . وتَشَرْذَمُوا
    والكـــل أصبح تائهًــــا أوحائــرا
    فتحول الإفــــــكُ المبينُ إلى هدًى
    وتصـدَّر الجهــــلُ الحيـــاةَ وفسَّرا
    عرفاتُ ، قد نسي الجميعُ ختَامَهم
    الْيَــوْمَ أَكْمَلـْـــتُ ، وجئتُ مُقَــرِّرا
    أنَّ الرســـولَ هو الإمامُ لِمَنْ نَجَــا
    حَمَلَ الرسالـــةَ مُنــذرًا ومُبَشـــرا
    يا رب ، إنــي قد أتيتــــكُ بارئًــــا
    مِنْ كُــــلِّ نِدٍّ للعبـــــادِ مُــــــزَوَّرَا
    فارحـــم عُبَيْدك يا رحيمُ برحمـــةٍ
    واجعله في عِلـْمِ الشريعة مُبْصِرا
    يا رب ، إني قد رفعتُ يدي هنــــا
    فاقْبَلْ ، ولا تُرْجِعْ عُبَيْدَك خَاسِــرا
    واغفــــر لإخواني جميعًـــا ذنبَهـم
    واستر عليهــم يا حليـــم وَكَثـِّــرَا
    عرفاتُ ، قد حان الوداعُ وقارَبَـتْ
    ساعَاتُه والقلــبُ فيــكَ مُصَـــــوَّرا
    قد شـاء ربُّ العالميــن فراقَنــــــا
    بعد الغروبِ لكي أعـود القهقــرى
    وشددتُ رحلي نحو جَمْعٍ قاصـــدًا
    وِدْيَان جَمْعٍ للصــــلاة مع الكَـرى
    جمع النبيُّ بها الصلاةَ جماعـــــــةً
    والفجـــرَ قــــد أداه فيهــا مُبْكِــرا
    يا جَمْعُ ، قد فاضت دموعي حسرةً
    جاء الكسيـرُ إلى العزيــز لِيَجْبُــرا
    فأتيتُ مَشْعَــرَها ألــوذ بناصــــري
    ولِسانُ حالــي قد أبـــان وعَبََّــــرا
    فذكــــرتُ ربي عنده متمثـــــــلاً :
    فَــإِذَا أَفَضْتُــمْ والهدايــــةَ أَشْكُــرا
    ثم انتهينا والرحيـــــلُ إلى منـًـــى
    قد حان قبل شُروقها أن تظهــــرا
    يا راحليـــن إلى منـًى ، هيـــا بنــا
    هيــــا إليهــــا بادئًـــــا ومُكَـــــرِّرا
    فقصـدتُ جمرتَهـــا لأرمــي سَبْعها
    ورفعتُ بالتكبيــــر صوتــًا هَــادِرا
    الله أكبر عنـــــد كـــل قذيفـــــــــةٍ
    في وجه ذنبي كي أعود مُحَــــرَّرا
    الله أكبر قــــد رميــــتُ خطيئتـــي
    الله أكبـــر والذنـــوبَ على الثرى
    الله أكبر نَجِّـنِـي يــــــا خالقــــــــي
    مِنْ خِزْي يومٍ خاب فيه مَنِ افترى
    ومضيـــتُ أذبــح ما تيــسر مُقْتـدٍ
    بكتــابِ ربِّــي هاديًـــا ومُقَــــدِّرا
    يا رب ، هَذِي من عُبَيدك فِدْيَـــــةٌ
    قَلَّتْ . وَقَلَّ البيعُ ، قَلَّ المُشْتَـــرَى
    فاقبل من العبد الفقير سؤالــــــــه
    قد جاء بيتكَ ، هل سيرجع أفقــرا
    وحلقتُ بعد الذبح مقتديًـــــا بــــه
    تالله لا تســــأل ســـواه مُفَسِّـــــرا
    فاليومَ يَسَّرَ للحجيــــج أمورَهُــــم
    لا حـرج فيما قَدَّمُــــوا أو أُخِّـــــرا
    ورجعتُ نحو البيتِ يسبقني فمـي
    فأنا المُتَيَّـــمُ مُقـْبِـــلاً أو مُدْبِــــــرا
    واسأل دهورًا كم عَشِقـْــتُ خيالـه
    وملأت عيني منــه حتى أُبْصِــــرا
    وشربت كأسًا من هـــواه تيمنــًــا
    فَغَسَلْتُ كُلـِّـي منه طيبًـــا عَنـْـــْبَرا
    فبدأت أسعى بالإفاضة طائفـًـــــــا
    متذلـــلاً .. متضرعًا .. مُستغفــرا
    ثم اتخذتُ من المقــــام صلاتَـــــه
    قد جـــاء تنزيـــلُ الهدايـــــة آمرا
    وشربتُ من مـــاء السقاية زمزمًا
    فغسلــتُ نفسي حامــدًا أو شَاكـرا
    ثم اتجهتُ إلى الصفـــــا بدءًا بـــه
    وختمتُ بالمـرو العتيــق شعائــرا
    يا رب ، عند المَــرْوِ أَختــم حَجَّتي
    فاسْتُرْ عُبَيْدك بالهدايــةِ إذْ عَــرَى
    واختـــم لــه بالحــق عنــد مماتـه
    واجعل له من فيض جودك ناصرا
    فأنا الصغيـرُ ، فَقَـدْتُ كُـلَّ وسائلي
    ولقد هفـوتُ وجئتُ بابك صاغِــرا
    وَشَرَعْــتُ بالعَوْدِ الأخير إلى مِنـَى
    لا حَرَج في يومين تَبْقَى ذاكـــــرا
    أو مــن أراد ثلاثــــة يَبْقَـى بهــــا
    فكتابُ ربِّــك قــد أجــاز وخيَّـــــرا
    جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّــةَ بعــد ما
    كان اللقــاءُعلى القلوب مُؤَثِّــــرا
    فذهبــتُ للبيــت العتيـــق مُوَدِّعًـا
    فَاثَّاقَـلَــتْ رجــلاي أَنَّـى أَهْجُـرا ؟!
    وانْهَلَّ من تلك العيــونِ سحائـبٌ
    بالجمــرِ يغلــي هائجًــا أو فائـــرا
    فوضعت كفي فوق أحجـــارٍ بَدَتْ
    للبيتِ . هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِــرا ؟
    يا بيـــتُ هل هَذي نهايةُ عهدِنا ؟
    يا بيــتُ وَدِّعَ بالســــلامِ مُسَافِـــرا
    طَوَّفْتُـــه بالدمـــع سبعًا داعيـًــــا
    عَوْدًا من الرحمــان بـــرًّا طاهــرا
    تلك المناسكُ قد جمعتُ صحيحها
    واسأل كتاب الحج ، واسأل جابرا
    *هذا القصيد الرائع للحاج / محمود خليل ؛
    وهو مصري ـ من محافظة الشرقية ـ مدينة أولاد صقر .
    التعديل الأخير تم بواسطة ثروت سليم ; 12/09/2008 الساعة 09:21 AM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: دموع على أستار الكعبة لـ محمود خليل 
    شاعر وأديب مصري الصورة الرمزية ثروت سليم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    مصر أرضُ الكِنانة
    المشاركات
    2,453
    معدل تقييم المستوى
    23
    رائع أخي أنس في اختيارك
    وكان من حُسن حظي أن قرأها لي فضيلة الشيخ الشاعر
    محمود خليل وهو في زيارةٍ رمضانية لي
    وسمعتُها بصوته العذب
    القصيدة فقط تحتاج تنسيقاً
    وهي تحفة أدبية رائعة
    تحياتي لك
    ولأخي / الشيخ محمود خليل
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: دموع على أستار الكعبة لـ محمود خليل 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية علي صالح الجاسم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    298
    معدل تقييم المستوى
    17
    [QUOTE=أنس الساهر;61094][CENTER]هذه الرائعة مهداة لأهل المربد الكرام في هذه الأيام الطيبة
    التي يسعى فيها المعتمرون في رمضان ،
    وعما قليل مناسك الحج التي تهفو إليه أفئدة من الناس .
    دموعٌ
    على أستار الكعبة
    شعر / محمود خليل*
    يا مَنْ أتاه
    أنا ما أتيتكُ بالصـــلاة فليــــس لـــي علــــمٌ ولا عمـلً ولا ما أذْكُـــــرا ... أذكرُ
    فإذا رَمَلــــتُ أقـــضًّ ذنبــي كاهلـــــي وإذا مشيت فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّـرا ... مقصرُ
    يا وحشتي ، لا شيءَ أحمِلـُــهُ معــــي غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطـَّرا
    يا رب ، إني قد أتيتـــكُ راكعًــــــــــــا عند المقـــام ، مُسَبِّحًـا ومُكَبِّرا
    فاغفــــر ذنوبًـــا لا يضُــرُّك حَجْمُهـــا واسْتُـرْ على عبدٍ رجـاك لِتَسْتُـرا
    يا ماءَ زمزم هـل ستغسِلُ عاصيًـا بالأمس عاش على الخطيئةِ وامترا ؟
    واليومَ قد جـاء الكريـــمَ بذنبــــــه يرجو من الرحمان عفوًا ظاهـــــــرا
    وأنختُ رحلي عند أحجار الصفا والرَّحلُ فيه من المعاصـــي ما تــرى
    وهناك ألقيتُ الذنوبَ على الحصى فإذا ذنوبــي تعتليـــــــه وأكثـــــرا
    فسعيتُ نحو الْمَــرْوِ أبكـي حالتي والكل يَسعى ضاحكًـــــا مُسْتَبْشِـــرا
    ورملتُ في بطن المسيل تأسيًـــــا ودعوتُ مَنْ جعل الكتابَ بَصَائـرا
    فقضيتُ سبعًا ، والرجاءُ بخالقــي أن يستر الذنبَ العظيــمَ ويغفــــرا
    يا راحليـــن إلى منًى . هذي منى هذي الجبالُ وتلك سُنَّةَ مَنْ سَـرَى
    صَلُّوا بها خمسًا كما فعـل الــــذي قد جاءكم بالنـــــورِ حتى أزهـــرا
    فإذا قضيتَ الفجرَ فيها فانتظــــــر حتى الشروق لكي تَهُبَّ مُغــــادِرا
    وازحفْ مع الجمع العظيم ملبيًــــا واجمــعْ من العرفـاتِ خيرًا وافـرا
    وانزلْ بأرضٍ دَبَّ فيها المصطفـى واحْلُـــلْ علـى وادٍ رآه وعَاصَـــرا
    واسألْ صُخُورًا ها هنا عن رِفْقَــةٍ حَجَّتْ مع المختارِ نـُُـورًا أنــورا ؟
    يا صَخْرَ نَمِرَةَ هل سَمِعْتَ خِطَابَهُ ؟ أَسَمِعْـتَ مَنْ رُزِقَ البَيَـانَ فَعَبَّـرَا ؟
    أَسَمِعْتَ هَلْ بَلَّغْتُ ؟ تُسْــــأَلُ أُمَّــةٌ قالوا : نعم والدِّينُ أصبحَ ظَاهــرا
    أَسَمِعْــتَ اللهــم فاشهـــد حُجَّـةً ؟ أرأيتَ والقَصْواءُ كانــت مِنْبَــرا ؟
    وأقامَ مبعوثُ السمــــــــاءِ صلاَتَهُ جَمْعًـــا مع التقديمِ هَدْيًــا خَيِّـــــرا
    هذا الحبيـــبُ أَحِبَّتِي مِن أجلنـــــا قد جاء بالديـن القويـــم مُيَسِّــــرا
    فاتْبَعْ هُدَاهُ تَفُزْ بِخَيرِ شَفاعــــــــةٍ من خالـفَ المختارَ يُحْشَــرُ كَافِـرا
    عرفاتُ يا جبلَ الدعـــــاء تحيــــةً من عاشقٍ لــكَ في هــواه تَحَيَّــرَا
    قـد جـــاء يدعـــو ربَّــهُ في ذِلَّـــةٍ والله يَقـْْبَـلُ مَنْ يشـــاء وينصـــرا... ينصرُ
    يهواك ، يشهـــدُ دَمْعُــه وأنينـُُــهُ وَلْتَشْهَدِ الأحجـارُ عنـدك والثـَّرَى
    قِفْ هاهنا واسترجع الذكرى معي واســأل جبالاً ، تَسْتَجِيـبُ وتُخْبِرا... تخبرُ
    قِفْ ، ها هنا نزل الختامُ ، فَمِسْكُهُ الْيَــوْمَ أَكْمَلـْـْتُ ، فَأَكْمَــلَ مَنْبَرَا
    واقرَأْ : وَأَتْمَمْــتُ فقد نَزَلَتْ هُنـــــا فَأَقَرَّتِ الإســــلامَ دِينـًـــــا آخِــــرَا
    واقرَأْ : رَضِيتُ وقد تَبَاعَدَ عهْدُها وانظر ، فقد صار الكمالُ مُبَعْثَــرا
    وتَفَرَّقُوا . وتَمَذْهَبُوا . وتَشَرْذَمُوا والكـــل أصبح تائهًــــا أوحائــرا
    فتحول الإفــــــكُ المبينُ إلى هدًى وتصـدَّر الجهــــلُ الحيـــاةَ وفسَّرا
    عرفاتُ ، قد نسي الجميعُ ختَامَهم الْيَــوْمَ أَكْمَلـْـــتُ ، وجئتُ مُقَــرِّرا
    أنَّ الرســـولَ هو الإمامُ لِمَنْ نَجَــا حَمَلَ الرسالـــةَ مُنــذرًا ومُبَشـــرا
    يا رب ، إنــي قد أتيتــــكُ بارئًــــا مِنْ كُــــلِّ نِدٍّ للعبـــــادِ مُــــــزَوَّرَا... مزورِ
    فارحـــم عُبَيْدك يا رحيمُ برحمـــةٍ واجعله في عِلـْمِ الشريعة مُبْصِرا
    يا رب ، إني قد رفعتُ يدي هنــــا فاقْبَلْ ، ولا تُرْجِعْ عُبَيْدَك خَاسِــرا
    واغفــــر لإخواني جميعًـــا ذنبَهـم واستر عليهــم يا حليـــم وَكَثـِّــرَا... وكثرِ
    عرفاتُ ، قد حان الوداعُ وقارَبَـتْ ساعَاتُه والقلــبُ فيــكَ مُصَـــــوَّرا... مصورُ
    قد شـاء ربُّ العالميــن فراقَنــــــا بعد الغروبِ لكي أعـود القهقــرى
    وشددتُ رحلي نحو جَمْعٍ قاصـــدًا وِدْيَان جَمْعٍ للصــــلاة مع الكَـرى
    جمع النبيُّ بها الصلاةَ جماعـــــــةً والفجـــرَ قــــد أداه فيهــا مُبْكِــرا
    يا جَمْعُ ، قد فاضت دموعي حسرةً جاء الكسيـرُ إلى العزيــز لِيَجْبُــرا
    فأتيتُ مَشْعَــرَها ألــوذ بناصــــري ولِسانُ حالــي قد أبـــان وعَبََّــــرا
    فذكــــرتُ ربي عنده متمثـــــــلاً : فَــإِذَا أَفَضْتُــمْ والهدايــــةَ أَشْكُــرا... أشكرُ
    ثم انتهينا والرحيـــــلُ إلى منـًـــى قد حان قبل شُروقها أن تظهــــرا
    يا راحليـــن إلى منـًى ، هيـــا بنــا هيــــا إليهــــا بادئًـــــا ومُكَـــــرِّرا
    فقصـدتُ جمرتَهـــا لأرمــي سَبْعها ورفعتُ بالتكبيــــر صوتــًا هَــادِرا
    الله أكبر عنـــــد كـــل قذيفـــــــــةٍ في وجه ذنبي كي أعود مُحَــــرَّرا
    الله أكبر قــــد رميــــتُ خطيئتـــي الله أكبـــر والذنـــوبَ على الثرى
    الله أكبر نَجِّـنِـي يــــــا خالقــــــــي مِنْ خِزْي يومٍ خاب فيه مَنِ افترى
    ومضيـــتُ أذبــح ما تيــسر مُقْتـدٍ بكتــابِ ربِّــي هاديًـــا ومُقَــــدِّرا
    يا رب ، هَذِي من عُبَيدك فِدْيَـــــةٌ قَلَّتْ . وَقَلَّ البيعُ ، قَلَّ المُشْتَـــرَى
    فاقبل من العبد الفقير سؤالــــــــه قد جاء بيتكَ ، هل سيرجع أفقــرا
    وحلقتُ بعد الذبح مقتديًـــــا بــــه تالله لا تســــأل ســـواه مُفَسِّـــــرا
    فاليومَ يَسَّرَ للحجيــــج أمورَهُــــم لا حـرج فيما قَدَّمُــــوا أو أُخِّـــــرا
    ورجعتُ نحو البيتِ يسبقني فمـي فأنا المُتَيَّـــمُ مُقـْبِـــلاً أو مُدْبِــــــرا
    واسأل دهورًا كم عَشِقـْــتُ خيالـه وملأت عيني منــه حتى أُبْصِــــرا
    وشربت كأسًا من هـــواه تيمنــًــا فَغَسَلْتُ كُلـِّـي منه طيبًـــا عَنـْـــْبَرا
    فبدأت أسعى بالإفاضة طائفـًـــــــا متذلـــلاً .. متضرعًا .. مُستغفــرا
    ثم اتخذتُ من المقــــام صلاتَـــــه قد جـــاء تنزيـــلُ الهدايـــــة آمرا
    وشربتُ من مـــاء السقاية زمزمًا فغسلــتُ نفسي حامــدًا أو شَاكـرا
    ثم اتجهتُ إلى الصفـــــا بدءًا بـــه وختمتُ بالمـرو العتيــق شعائــرا
    يا رب ، عند المَــرْوِ أَختــم حَجَّتي فاسْتُرْ عُبَيْدك بالهدايــةِ إذْ عَــرَى
    واختـــم لــه بالحــق عنــد مماتـه واجعل له من فيض جودك ناصرا
    فأنا الصغيـرُ ، فَقَـدْتُ كُـلَّ وسائلي ولقد هفـوتُ وجئتُ بابك صاغِــرا
    وَشَرَعْــتُ بالعَوْدِ الأخير إلى مِنـَى لا حَرَج في يومين تَبْقَى ذاكـــــرا
    أو مــن أراد ثلاثــــة يَبْقَـى بهــــا فكتابُ ربِّــك قــد أجــاز وخيَّـــــرا
    جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّــةَ بعــد ما كان اللقــاءُعلى القلوب مُؤَثِّــــرا
    فذهبــتُ للبيــت العتيـــق مُوَدِّعًـا فَاثَّاقَـلَــتْ رجــلاي أَنَّـى أَهْجُـرا ... أهجرُ؟!
    وانْهَلَّ من تلك العيــونِ سحائـبٌ بالجمــرِ يغلــي هائجًــا أو فائـــرا
    فوضعت كفي فوق أحجـــارٍ بَدَتْ للبيتِ . هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِــرا ؟
    يا بيـــتُ هل هَذي نهايةُ عهدِنا ؟ يا بيــتُ وَدِّعَ بالســــلامِ مُسَافِـــرا
    طَوَّفْتُـــه بالدمـــع سبعًا داعيـًــــا عَوْدًا من الرحمــان بـــرًّا طاهــرا
    [B][SIZE=5]تلك المناسكُ [COLOR=blue][FONT=Arial]قد جمعتُ صحيحها واسأل كتاب الحج ، واسأل جابرا[/
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قصيدة جميلة ولكن حبذا لو نظر صاحبها في الإشارات التي هداني الله إليها
    بالإضافة إلى ألف التأسيس في القافية فهي أيضاً من عيوب القافية فمثلاً أحياناً تأتي القافية ( مبشِّرا ) وأحياناً ( جابرا ) وهذا يضعف النص .
    آسف لتطاولي أخي الكريم
    وأملي أن يتسع صدرك لي .
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: دموع على أستار الكعبة لـ محمود خليل 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية احمد ال رشراش
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    456
    معدل تقييم المستوى
    17
    اخي انس الساهر

    تحية لقلبك الرائع

    قصيدة جميلة جدا

    ونص وجداني ولعله مناجاة للخالق عز وجل

    سلمت اناملك على النقل الرائع

    لك مني كل الود والاحترام

    اخوك
    احمد ال رشراش
    يا ارض عنه جئت اليوم ازجيها
    تحية الود .... من مسرى نبييها
    اليك احمد .... يا اغلى غواليها
    لولا وجودك ..اشعاري سألغيها
    ان العراق له في القلب منزلة
    لا تستطيع علوج الغرب تلغيها
    عراق صدام موطن عزنا وبه
    كانت قيادتنا ... والرب راعيها
    بقلم | الشاعر لطفي الياسيني
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: دموع على أستار الكعبة لـ محمود خليل 
    أديب وقاص الصورة الرمزية محمدذيب علي بكار
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    منبج /سوريا
    المشاركات
    849
    معدل تقييم المستوى
    16
    الاخ الكريم انس الساهر جزاك الله كل خير على نقل هذه المنجاة وزاد في ميزان حسناتك اخوك محمد
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: دموع على أستار الكعبة لـ محمود خليل 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    18

    الأستاذ الفاضل

    أنس الساهر

    أتحفت قلوبنا بهذا النص الطيب

    ورقت له أسماعنا ومشاعرنا

    أسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن تلين قلوبهم للذكر

    وتخشع أسماعهم لنجوى رب العالمين

    والملاحظات التي أبداها الأستاذ علي الجاسم

    صحيحة ودقيقة فشكرا له ولأذنه العربية

    دمتم بكل خير وسلام



    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. حنين الى عين جيم مدينة جنين / د. لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19/09/2014, 02:46 PM
  2. دموع
    بواسطة كريم محسن في المنتدى الشعر
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 06/09/2009, 03:03 PM
  3. بلا دموع ...!
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22/02/2008, 12:15 PM
  4. دموع الحسرة
    بواسطة خليد خريبش في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03/06/2007, 11:19 AM
  5. تجربتي في تعريب الفلسفة ـــ خليل أحمد خليل
    بواسطة عبد الله عبد الوهاب في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20/09/2004, 06:07 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •