سبب نزول قوله تعالى :
(( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) ..
آية ( 196 ) من سورة البقرة ..
أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم متضمخ بالزعفران عليه جبة فقال كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي ، فأنزل الله (( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )) .
فقال : أين السائل عن العمرة ، قال : ها أنا ذا ، فقال له : ألق عنك ثيابك ثم اغتسل واستنشق ما استطعت ثم ما كنت صانعاً في حجك فاصنعه في عمرتك .
قوله تعالى : (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا ... )) روى البخاري عن كعب بن عجرة أنه سأل عن قوله ففدية من صيام ، قال : حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا ، أما تجد شاة قلت : لا ، قال : صم ثلاثة أيام وأطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من الطعام واحلق رأسك فنزلت فيّ خاصة وهي لكم عامة .
وأخرج أحمد عن كعب قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية ونحن محرومون وقد حصر المشركون وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تسّاقط على وجهي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أيؤذيك هو أم رأسك ؟ ، فأمره أن يحلق ، قال ونزلت هذه الآية (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )) .
وأخرج الواحدي من طريق عطاء عن ابن عباس قال : لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة تنثر هوام رأسه على وجهه فقال : يا رسول الله هذا القمل قد أكلني ، فأنزل الله تعالى في ذلك الموقف (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا ... )) ..