للنَّــاي أنَّــاتٌ ولي أنَّــاتُ

اســألْ فإنَّـك إن ســألت تريحني
يـا حلــوهـا مـن ثغرك الكلمـاتُ

إنــي انتظرتك أن تجيء كنجمــةٍ
مـن حيث كنت وخلفك النجمـــاتُ

قلبــي حكايات الربيـــع وسحره
بحرٌ يضيــع بلجِّـــه وفـــراتُ

اســألْ فإنــك إذ تبرح مهجتــي
بينــي وبينــك ههنــا خطواتُ

خبَّـأتُ طيفك فــي العيون مخافـةً
انظــرْ فإنَّـــك فيهمـا العبـراتُ

جفَّتْ ينابيعـي وغـــارتْ أدمعـي
والعمـر كــاد , وكلُّــه سـاعاتُ

عــذّبْ تجبّرْ كيف شئت فطالمــا
محـتِ الظَّــلام بنـورهـا الآيـاتُ

أنـا والفــراتُ ومنبجٌ هـذا الشتاء -
- صـلاتنــا عند المســاء شكــاةُ

إن كـان يغريك انتظــاري ههنـا
قلـــمٌ سيؤنسنـي هنـــا ودواةُ

أنـا قلبك المفطـور يا واهـي القوى
أشــواقــيَ الحــرَّى لهـا زفراتُ

الحـبُّ أن نشقـى و نؤمن أنَّـــه
بقلوبنــا تشـدو الغــداة حيــاةُ

اسـألْ فإنَّ قصيدتــي حيرى تنازِعُ -
فــوق صــدرك لـي بها رعشاتُ

كـم قــد رحلت ومن عيونك أرتجي
حسبـي إذا أكرمتنـي نظــــراتُ

يا ساكـن الــروح الذبيحة إن تكنْ
نــاراً فقلبــي هـــذه الجمراتُ

بيني وبينك إن سرحـت سكينـــةٌ
فيهــا حنين العــاشقين صــلاةُ

عشقي تعــدَّى تسميـات العشق في
لغة الهوى , فلـه الربـــا صفحاتُ

أنـــا يا قتيل الحسِّ هـذا البحر إن
ثـارت عواصف أو همـتْ غيمـاتُ

وأنــا , أنــا هذي الجداول تـارةً
إمَّــا أردتُ وهــذه ... النسمــاتُ

يتوشَّحُ الإصبـــاح وهـج قصيدتي
وبظلِّهـــا تتعــانق الأبيـــاتُ

الشعر مملكتــي الصغيرة والهـوى
زادي فقلبـــي منهمــا يقتــاتُ

كـم قــد جلست بقرب نافذتي وبين -
أصابعــي تترهَّبُ الكــاســـاتُ

هــذي معتَّقـــةٌ وتلك رشيقــةٌ
فــي دنِّهـــا تتصـــارع اللذاتُ

حتَّـــى إذا باشـرت أكتب خلتنـي
قلمــــاً خُلِقْتُ رعافُــهُُ الكلمـاتُ

ولكـــم أردت الشعر طوع مشاعري
فــأبى وخلَّفنــي وبـــي طعنـاتُ

الشعر أهـــل الشعر ليس حكايــةً
تروى ويكفـي السـامـع الإنصــاتُ

هـو مهجــةٌ تنساحُ فـوق صحائفٍ
وتذوبُ فــوق سطــورهـا الخفقاتُ

هــذي القصيـــدة أفلتتْ فلعلَّهـا
مــن مقلتيك تشـدُّهــا الرجفــاتُ

كــن مثلمـا تهـوى وعدني أن تفي
تكفــي بقربــك هــذه اللحظــاتُ

أنــا ذلك الجـرح المضمَّـخُ بالضنى
للنَّـــاي أنَّـــاتٌ ولــي أنَّــاتُ

********************
علي صالح الجاسم