القرآن كله عذب جميل .. فياض بكل ما يجعل النفس هادئة وادعة ، لها همة تعلو بها فوق الجبال ، و يد تبني وتزرع وتمسح على رؤوس البؤساء ..... وتزيل كل شر من كل طريق ..

لكن هناك سورا في القرآن أجدني أحب أن أسمعها كثيرا . من هذه السور سورة الشعراء ..

معلوم أن قصة موسى وفرعون من القصص التي أفرد لها القرآن مساحات واسعة في مواطن مختلفة ، وجاء الحديث في كل مكان بما يلائمه . فتارة يفصل في أمور ويوجز أخرى ثم يفصل ما أوجز في مكان آخر ويوجز .. وهكذا ...

أول الصور التي ترد في سورة الشعراء هي إحدى مشاهد نبي الله موسى مع فرعون .. يبدو لنا العرض هنا مختلفا عما سواه .. الحوارات متتابعة وسريعة ، لا يقف كلا الطرفين على نقاطها .. فلا يغلق باب في الحوار إلا ويفتح الطرف الآخر بابا آخر سريعا ..

استخدم فرعون أسلحة كثيرة بدءا بأن من على سيدنا موسى بتربيته ثم الاستهزاء واستنفار الرأي العام ثم التهديد ..

المميز هنا هو مساحة الحرية ( أو ما بدا حرية ) التي تركها فرعون فقد سمح له أن يأتي بآية .. بل وجمع له الناس ..

ثم عاد بعد ذلك للبطش والتهديد بعدما وهنت أسبابه وإنك لتلحظ الضعف وسخف المنطق باديا في قوله (( إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون ..)
تختم كل قصة في سورة الشعراء بهذه الآية : (( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ، وإن ربك لهو العزيز الرحيم )) .

هذه مجرد لمحة وجدت أنها قد تفتح بابا لأحد فرأيت أن أكتبها ...