ترويدة ....لمحود درويش





تمهّـلْ....تمهّـلْ

سنقرؤكَ الآنَ

سِفْـراً ...جديدا ..!



ستقرؤكَ السندياناتُ

ثانيةً....

من شقوقِ المنافي

التي صَدَعَتْ

بالغيابْ ...!؟



لقد كنتَ

حين تسربلَكَ النفيُ

حتـى توهّجْتَ

أكبرَ منـَّا ...!!



وأصبحتَ

حين ترجّلتَ

حتى تفشّيتَ

أكثَرَ ...فينا ..!؟



فنم

أيها الفارسُ العفويُّ

قريراً ...شهيدا



فأنتَ الجموحُ

الذي اندلع اليومَ

حين تركتَ الحصان َ

وحيدا ..



وأنت الجروحُ

التي انفتقتْ

وهي تشخُبُ في ضفّتيها

ورودا ...!



وأنتَ الطموحُ

الذي ولدتكَ

طيورٌ من الرعْدِ

حتى تعودا ...!!؟؟



تمهّلْ

أرى الآن زيتونةً

تذرفُ الزيتَ

في حَضْرةِ الموتِ

أنقى



وظلّكَ

وهو يسيّجُ

قنطرة الشمسِ

باقٍ



ولكن مَدّك

في خضرة العشبِ

في شرفات المرايا

ورائحة البرتقالات

في لون كل الفراشات

أبقى



لقد كنتَ طفلا شقيا

ولكن كل الدموع

التي شيّعَتكَ

وكل الجموع التي حملتكَ

وكل نشيج المواويلِ

وهي تواريكَ

أشقى...!



فسَبِّـلْ عيونَكَ..

مُـدَّ يديكْ ...

تحَنّيكَ ... ترويدةٌ

أنتَ فيها وما زلتَ

تعبق في زهرة اللوزِ

في نكهة الأقحوانِ

وفي كِسرة الخبزِ

أكثرَ ...عِتقا



شعر....
يوسف أبوسالم
16-8-2008