جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرق الأوسط الأيراني الجديد !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الكلمة الإذاعية الأسبوعية للحزب الديمقراطي الأمريكي رأى السيناتور جاك ريد ان الديمقراطيين لن يتوافقوا مع استراتيجية الجمهوريين التي تعودت ان تكتب ( صكوكا على بياض ) لتمويل الحرب في العراق ، وتلك من الحقائق التي يتداولها الشارع الأمريكي ، وهي من الحقائق شبه القاتلة لمستقبل الحزب الجمهوري في البيت الأبيض ، من حيث ان مصدر هذه ( الصكوك على بياض ) هم دافعو الضرائب الأمريكان الذين ملّت و قرفت نسبة ( 70% ) منهم في الأقل من هذه الحرب وكذّابيها في البيت الأبيض والمضبعة الخضراء .
جاك ريد قال في كلمته تلك : ( في الوقت الذي تكلف فيه الحرب عشرة مليارات دولار شهريا ، يدفع الأمريكان اربعة دولارات لكل غالون من وقود السيارات ، واقتصادنا يعاني بشدّة ، ولذلك لايمكن ان نستمر في السير على الطريق الذي يريده لنا الرئيس جورج بوش ومرشح حزبه للرئاسة جون ماكين ، وان نكتب صكوكا على بياض بعد صكوك على بياض لتمويل هذه الحرب ) !! . كلام واضح جدا ، وصريح جدا ، يوصّف طريقين متناقضين تماما في رؤى الحزبين الأمريكيين المتنافسين على كرسي الرئاسة .
وعلى الجبهة التي لم يتطرق لها جون ريد ، ربما لتكتيكات إنتخابية ، لم يحن موعدها ، حيث توظف مشكلة إحتلال العراق على أجندات ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) في كل دول الشرق الأوسط ، قال اللواء محمد علي جعفري ، قائد الحرس الثوري الأيراني ، مشكورا مرتين :
مرة ، لتأكيد حقيقة يعرف العراقيون تفاصيلها واسرارها ، وتتجاهلها دول الجوار العراق عن عمد ، وربما عن حماقة كما تفعل إدارة بوش حاليا لأسباب مختلفة ، وهي ان ايران صارت : من دول الجوار المباشر لتركيا وسوريا والأردن والسعودية والكويت ،،
ومرة ، لأنه اعلنها ( معجزة ايرانية ) على ركامات الإحتلالات المركبة الموجهة ضد الشعب العراقي ، وهي معجزة سرطانية قابلة للإمتداد ببساطة الى هذه الدول .
قال قائد الحرس الثوري الأيراني : ( الأمريكان رغبوا في تشكيل حكومة مناهضة لأيران ولكنهم فشلوا ) !! . ولم تنته الصفعة الأيرانية لأميركا وحلفائها عند هذا الحدّ . سر ( الفشل ) الأمريكي هنا معروف للعراقيين ولكل شعوب دول الجوار ، ولكنه فشل يعد من اخطر الفضائح الإنتخابية لإدارة بوش وحزبه الجمهوري ، من حيث ان نسبة لاتقل عن ( 95% ) من الشعب الأمريكي لاتستسيغ فكرة ان تحقق العمّات الأيرانية ارباحا مثل : الإستيلاء على العراق ، بأموال دافعي الضرائب الأمريكان وعن حماقة ارتكبها الجمهوريون وحلفائهم هناك .
من المعروف ان ادارة بوش المؤمنة ايمانا دموية بأن ( الغاية تبرر الوسيلة ) قد إستعانت بميليشيات عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة ، وهما ايرانيتان اصلا وفصلا ، على أمل ان صانع المعجزات الأمريكي قادر على ترويضهما في اقفاص التقية الأمريكية لاحقا بحرارة الدولارات المنهوبة من ثروات العراق ، ولكن أيران كانت أفطن ، وهذا يحسب لها بكل تأكيد ، من حمقى اميركا والشرق الأوسط ، فربحت الدولارات مع كل المفاصل العسكرية والأمنية في حكومة المضبعة الخضراء ، وبقيت تحمل السلاح ( مهادنة ) في ذات الفندق تحت راية الولي الفقيه الأيراني .
تقارير عسكرية وأمنية أمريكية كثيرة نشرت قبل سنين عن هذا النفوذ الأيراني في العراق ، ولكن خلت وسائل الإعلام الأمريكية من كل هذه التقارير في هذه الأيام ، بشكل خاص ، لئلا تكون سببا مباشرا لفضيحة جمهورية امريكية بإمتياز أيراني تطيح من خلال صناديق الإنتخابات بصناع الحروب الخاسرة من الحزب الجمهوري المولع بالأكاذيب الحربية ولصوص ما بين النهرين . وقد تكون وسائل اعلام الحزب الديمقراطي قد أعدّت لهذه الفضيحة ما يناسب ظرفها الإنتخابي ، على حقيقة ان القوات الأمريكية تواجه في العراق الآن نارا أيرانية مباشرة مهادنة حب توصية الولي الفقيه ، فضلا عن نار مقاومة عراقية مفتوحة منذ اليوم الأول للإحتلال .
دافع الضرائب الأمريكي الذي قيّم ( المعجزة التي لاسابق لها في التأريخ ) ، التي تحدث عنها قائد الحرس الثوري الأيراني واصفا حكومة المالكي الحالية ، لايستاء من صنع معجزات أيرانية في العراق على نفقة الشعب الأمريكي حسب ، بل سيوجّه صفعة قوية جدا ، كما يروج في شوارع اميركا ، للحمقى الأمريكان الذين ساهموا في صنع هذه المعجزة الأيرانية من ( الصكوك المكتوبة على بياض ) الدفوعة من جيوب دافعي الضرائب الأمريكان ، وعندها ستتوقف ( صكوك ) الحمقى لمنح صناع المعجزات في العراق فرصة الظهور العلني في شوارع بغداد وتخوم مابين النهرين المحتلين.
حسنا !! .
جون ريد على حق .
وقائد الحرس الثوري الأيراني في ( معجزته الأيرانية ) في العراق على حق !! .
ولكن هنيئا لمن يأكل ( حصرم ) الإحتلال المركب في العراق بدلا من ( عنب ) معجزات الرؤى الشخصية القاصرة في عموم ..
الشرق الأوسط الأيراني الجديد .