النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: العتبة والكيان

  1. #1 العتبة والكيان 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    28
    معدل تقييم المستوى
    0
    رأيت البحر تيها يتهاوى والجبل إباء ينهدّ وينقاد والماء ظمأ يتبخّر والتفتّ فإذا سحيق الأشباح الباهتة لا تكاد تُرى أو عشي منّي حادّ البصر وتطلّعت فإذا سواد اللّيل يركمه ظلام القهر يقع في غيابات رعديد الكيان وارتدّت العين إلى وعثاء الأرض فدوّى صوت العهر :"ها.. ها .. ها.." وانهالت حمم فجور الغدر :" هذا يوم لا ينفع العليلَ دواءٌ لم يكن رَكّـَبَ من قبلُ ولا يحيي الرّميمَ ترياقٌ لم يكن فـُجِّرَ من صخر.. " فـلـُذ ْتُ بالسّماء أستصرخ حتّى انساب في أعماق الرّوح عذب شدو الهزار : خذ الأرض بقبضة اليد وخذ السّماء بالأخرى ولتذرع الوجود ثمّ كن امتلاء تملأ واحتلب الغمام تنفجر ينابيع الحياة واحذر أن يغريك كاذب الأمل أو يستهويك رقيق البريق فإنّما الحياة جدّ والبقاء عنت " ثمّ تلاشت الأصوات فما دريت أفي لذيذ الحلم أنا أم في متاهات اليقين ونظرتُ فعَمِيتُ ونَشَدْتُ فتقطّعت الأسبابُ واسترقت السّمع فانبعث ثاقب الشّهب يلاحقني حتّى كاد يصيب منّي مقبور الرّفات .. يا ويلتى أَمِنَ شياطين الجنّ حُرِّمَ عليهم السّمع أنا أم من الإنس فازوا بوحي السّماء ؟.. انقلبت إليّ أبغيني لكن عميت الأذن وصمّت العين حتّى للأضداد أفضلُ المترادفات ثمّ لا حرّ ولا برودة ولا لين ولا خشونة .. وهذا اليوم أتراه الغد المرعب أم هو الإعصار شبّت له النّار يرقص منها صاعق البرق ؟ لكن ما لهذا الوجود يغرق في قتامة الدّجى تلقيه إلى مهالك النّوى؟ بل مالي أَنْشُدُنِي والوجودَ ؟ ..أيّـُنَا أحقّ ُ؟ بل ما الأحقّ ؟ يا للغباء!هل يكون الأحقّ قبل أن يكون الحقّ ؟ تردّى الوجود و أودت السّـَكْرَة ُ بالفكر وحام صدى غابرالأشباح :" إذا هوى اليقين فلا يقين وإذا عيي المنطق فلا منطق"ثمّ انبعث من غروب الشّمس ساحر إيقاع الغناء : إذا كان اليقين واحدا فلا يقين وإذا كُنـْتَ ذاتـَكَ فـَلَسْتَ... أفلا تنظر إلى الحدّ طواه طريف الدّولاب أوإلى الضّدّين يملأ مابينهما المتعدّدُ لاينتهي ؟ أولا تنظر إليّ فـَتـَرَاكَ؟ فغمرتني نشوة ُغريبِ الغروبِ وحلّ فيّ ساحر نور ٍ سرابٍ خـُلّـبٍ ورأيتني أسطع حتّى لكأنّي صوت الشّمس توارى بالحجب فلا أنا ولا أبي ولا أمسي ولا يومي وإنّما هو في ذاتي فأنا هو و ذهب خلّب سنا برقه بالأبصار فرأيتني وقد عاودني بصري وانقشع الأسى فإذا الوجود وقد ملأته أنوار القرون وقلت:"هي ذي سبيلي أميل إليها على بصيرة أنا ومن يستهويه رحيق ديانتي أنوارا عذابا " لكنّ صوتا غريبا ربّما عرفته يوم كنت أرقب الشّمس مشرقة تصرع الظّلمات نهض من رَيْمِ أنقاضي :" فأمّا اليقين فلا يهوي وأمّا السّرابُ الخلّبُ فالزَّبَدٌ يذهب جُفـَاءً " وعادت إليّ بِكْرُ السّبيلِ وانتصب السّؤال صرحا يقوم إلى عيني ذهب بها رمد التّلاشي و مرارة الابتلاع :" أفتنشد السّبيل ولمّا تـَكُنْ؟ قلت :" أوَلَسْتُ؟ قال السّؤال :" كلاّ ولكن حلّ بك الوهم " قلت :" و ما الوهم؟" قال :" إذا كنت فيه فلن تراه وإذا استعصيت وتناءيت تتعالى فإنّك قاهره." قلت : أفأطلّق الأرض وأهيم في السّماء أم أوغل فيها وأنفي العلا ؟ قال :" ذلك العجز والعيّ " قلت :" فما ترى أنفع لي ؟"قال :" لاتذكر نفعا قبل أن تكون فإنّما الكون أن تجهد وتـُحِـدَّ النّظر حتّى ترى فإذا رأيت أدركت وإذا أدركت ملكت وإذا ملكت كنت على خطر عظيم فإن اقتحمت عقبة الخطر العظيم فقد خطوت خطوة الكون فأقبل تـُقـْـبَلْ واستعن تـُـعَـنْ " قلت :" أراك تـُغـْـرِبُ" قال :" هذه عتبةُ بكر السّبيل"
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شكري بلحاج ; 16/07/2008 الساعة 08:37 AM
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •