جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
نكات ( كوندي ) في تزوير معاني المفردات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
مع ان نكات البيت الذي كان ( ابيض ) فقدت حرارتها ولمعانها ، مذ أرّخ الأميركان لإدارة حرب الأكاذيب الحالية ( 935 ) كذبة رسمية ، كثرة منها لأوّل وزيرة خارجية في التأريخ ( تتنزه ) في شوارع بغداد مخوّذة مدرّعة وتدعي انها في ( امان ! ) ، حتى هذه الأيام التي بلغ حصيدها واقع ارقع الديمقراطيات واكثرها دونية في تأريخ إلإنسانية ، ومنذ فكر اول انسان بكتابة اول مفردة ، على ارض العراق ، حتى اليوم الذي تعاطت فيه ( كوندي ) آخر النكات ( الديمقراطية ) عن مستعمرتها في العراق .
في مقابلة لها مع شبكة ( بلومبرغ ) الأوربية قبل ايام ، القت الآنسة ( كوندي ) نكتتها على وصف قرار احتلال العراق : ( انا فخورة بالقرار الذي اتخذته هذه الإدارة ) !! ومن مقارنة على جملة رددها معظم المسؤولين الأمريكيين الكبار الرافضين لحرب ( كوندي ) بأن هذه الحرب تمثل ( اكبر كارثة لأميركا ) في مستهل هذا القرن ، يتضح ان هذه تستخدم مفردة ( الفخر ) معكوسة المبنى والمعنى في آن ، اذا ماعاد ( يفخر ) بهذه الكارثة غير من صنعها منبوذا من كل شعوب الأرض .
( كوندي ) افادت للشبكة الأوربية ايضا انها : ( فخورة بتحرير " 20 " مليون عراقي ) ، وقد ظن البعض انها ضعيفة الذاكرة بعد ان بلغت الثالثة والخمسين من عمرها ، ولكنها قالت ماتحلم به على حساب ان ( 27 ) مليون عراقي قد نقص عديدهم مليون قتيل مع ستة ملايين مهاجر ومهجّر ، من الرافضين ( لديمقراطيتها ) ، من عرب العراق ( الإرهابيين الشوفينيين ) ، ولم تبق على الأراضي التي صارت إرثا لأتباعها غير ( 20 ) مليون مرشحين مثل من سبقوهم ( للتحرير ) على الطريقة ( الكوندية ) لاحقا .
الفهم العكسي للمفردات ، الذي تتعاطاه وزيرة خارجية الأكاذيب ال ( 935 ) ، موثق مشهود ، يعلن عن اصابته بالشزوفرينيا بلا حدّ ولا حدود، ففي الوقت الذي تتحدث فيه المخوّذة المدرّعة ( كوندي ) عن ( تحسن الظروف ) ، وفق مقياس فرق الموت التي زرعتها لتمرير خلف مثل ( مكين ) اتعس من سلف مثل ( بوش ) يهوى الإقامة في العراق لمدة ( 100 ) عام ، تسارع إمّعاتها ( العراقية ) لعقد الإتفاقيات الأمنية ، وتعزز خنادق دفاعاتها خوفا ورعبا من المجهول العراقي ، ولا أدل على ذلك من صولات ( ملاّ فسيفس ) الخلّبية على محافظات الشمال والجنوب والشرق والغرب ، كما حروب الفارس الأسباني الأحمق شبه الأعمى ( دون كيشوت ) .الذي كان يشن غاراته على طواحين الهواء .
ولاأدل ّ على ذلك غير الجولات المكوكية ، المعلنة وغير المعلنة ، من قبل عصابة ( الكف الأسود ) التي إقتبعت العرب الشيعة راية دون اذن من الشيعة ، وعصابة ( الكف الأبيض ) التي استعارت العرب السنة قناعا دون علم من السنة العرب ، وعصابة ( ما بين الكفين ) ، من الذين اعلنوا ن ( بوش هدية الله ) لتجار الحروب ( الكوندية ) ، اذا يراهم المرء في سباق محموم مع العدّ التنازلي لمجئ رئيس جديد للولايات المتحدة قد يقلب موازين تجار الحروب المحليين الذين استأجرتهم ( كوندي ) وادارتها بأموال العراق المنهوبة .
المعاني تفارق المباني في كل المفردات التي تتعاطاها إدارة صانع الأكاذيب والحروب ، الراحلة بعد اشهر قليلة ، دون أسف ، والتي حققت لنفسها حيزا غير مسبوق في عالم المغالطات الإنسانية الكبرى التي خلقت كل هذه المأساة العراقية التي تعوم عليها مفردات ( كوندي ) في وصفها ضحاياها من الجنود الأميركان : ( لن نستطيع استبدال الذين قتلوا ، ولن نتمكن ابدا من تخفيف معاناة العائلات والأصدقاء الذين تركوهم ، لكننا نرى تغيرا في العراق نحو .. الأفضل ) !! .
واذا كانت الآنسة ( كوندي ) تقايض ، واهمة او متظاهرة بالوهم ، مأساة عوائل ضحاياها من الجنود الأميركان ال ( 4113 ) ب ( تغير نحو الأفضل ) في العراق ، وهي تعرف ان كل مانالته ادارتها من النفط العراقي ، ومن المكاسب الأمريكية من تدمير كل البنى التحتية والفوقية لبلد مثل العراق ، يدفعه المواطن الأميركي غير المستفيد ، وغير المؤيد لهذه الحرب ، مضاعفا من امواله مئات المرات ، فهي توثق في اشهر عدّتها الأخيرة ( نكتة ) مختارة من بين قاموس من نكات ( كوندية ) وثقت لواحدة من اكبر جرائم الحرب ضد الإنسانية ، ساهمت في صنعها مساهمة شريك فاعل غير غافل .
وعلى وقع تأسّيها ( لعائلات واصدقاء ) ضحاياها من الجنود الأميركان ، لم تتأس ولم تحزن ( كوندي ) ، على ضحاياها العراقين ، من (عائلات واصدقاء ) سبعة ملايين عراقي بين شهيد ومهاجر ومهجّر من جراء ( فوضاها الدموية الخلاّقة ) ، في ساحات حواضن الشرق الأوسخ الجديد التي حاولت صنعها في العراق ولم تفلح جهودها حتى ايام ولايتها التي توشك على النفاد غير مأسوف عليها ، وعلى يقين الا ّ عراقيا وطنيا واحدا سيذكرها بخير عدا من ولّتهم بقوة السلاح لصوصا قتلة يحكمون عراق اليوم .
( كوندي ) !!
سيلعنك التأريخ العراقي ، كما سيلعنك تأريخ اميركا ، فتريثي قبل الشروع في كتابك الذي ستعكفين على كتابته بعد التقاعد من غرفة العمليات الحربية التي ادمنت العيش فيها طوال السنوات الماضية .