هل من سبيل
غرقت كيانا مريدا في أعماق القهر يمحق رحيق ثمالة الأمل البكر حتى لكأنّ النّفس عصارة اليأس الجارف يستحيل غضّ النّور ينبعث من دياجير زمن الغدر أرى الجبل الكئيب يستصرخ أنين الثّكلى وزفير المعدمين :"آه يا بحر العهر والمكر ! ألم يكن عظيم أمواجك يلقاني يترشّف من عصارة مهجتي تمتدّ تتلقّى خير السّماء يتلقّفه من قُدّر له الارتقاء إلاّ من أبى ؟!.. ألم تكن تمتدّ تملأ الأفق وأمتدّ أملأ السّماء فنحن البهاء وروعة جمال الوجود ؟!.."
ضحك البحر سمّا يسري في الشّعاب والكهوف حتّى لكأنّ رحيق النّـُورِ التّليد ظلمات بعضها فوق بعض وادلهمّ الكيان وهوى حالك اللّيل على نديّ النّـَوْرِ وصغير الأشاء ينقضّ وانطلق فحيح الأفعى تنتصب :" إنّه اليوم أنا .. إنّه اليوم أنا.. " وانفجر في حيرة أعماقي السّؤال :" أأنا أم هو أم هم ؟ أأنا هم أم هم أنا ؟ أأنا لهم أم هم لي ؟ أتراني وإيّاهم منه بديلا ؟ أنحن أم هو ؟ .. وأظلمت النّفس فلا السّماء ولا الأرض ولا البحر ولا الصّخر ولا الماء ولا القحط ولا الحرّ ولا البرد و انهدّ الكيان فكأنّما هو الزّلزال زلزال الأرض و لا قيامة أولا بعث ودوّى الرّعد والبرق و الدّم والماء :" هل من سبيل ؟ ...
هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو
ما أنا إلاّ به
ما نحن إلاّ به
ما الجميع إلاّ به
