المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أبوسالم
كوثر
وأحلامٌ تمرُّ كأنها تبقى
وأحلامٌ تعيش بخاطري وهماً
مع الأيام أنسجهُ
وللأيام أحكيهِ
فيزهر حبنا وردًا
وينثر شوقنا عطرًا
فهل تصغي ولا تسمعْ
وتبكي دونما مَدمعْ
وهل ترنو ولا تبصرْ؟
وهل ترجو ولا تقدرْ؟
وهل تصبرْ؟
تمر أمامك الدنيا
تقود زمامها كوثرْ
ليبقى طيفها سطرًا
يعيش بخاطر الدفترْ
كوثر ْ
أيا نهرًا على خدِّ الهوى سالَ
ففاض القلب أحلام وآمالا
بأنَّ الليل لم يأتِ
بأنَّ الفجر لم يتعبْ
بأنَّ الحلم مازالَ
وأن الحب لم يذهبْ
ففاض القلب أشجاناً
وجنَّ الليل ألحانا
وصار الشوق لي بابًا
وصار الدمع عنوانا
كوثرْ
وأحلام الصبا رُسمت على لوح ٍمن المرمرْ
يوَّقع سحرها مزهرْ
تلون حرفها نارٌ
يباري طعمها السكرْ
كوثر
تجن الأرض لو مرت على قربٍ من الدار ِ
فيهتف خافقي كوثرْ
فديتُ خطاكِ يا جاري
كوثر
وكم نرجو بأن تبقى
وكم نأملْ
وكم ترحلْ
تجر وراءها عمري ولم تدري
بأني واهبٌ نفسي فلا أبخلْ
كوثرْ
بأي حروفنا أكتبْ؟
أبالضوءِ ؟
أَبالعطرِ ؟
أبالأحلام والزهرِ ؟
وهل يُكتبْ؟
عن الأضواءِ بالضوءِ
عن الأحلام بالحلمِ
عن الأزهار بالزهرِ
وهل يُعقلْ بأن أسألْ؟
وهل أسألْ بما يُعقلْ؟
كوثرْ
كأنك طفلة تلهو مع القمرِ
فتاراتٍ تخاصمهُ
وتاراتٍ تلاعبهًُ
فياليدٍ من الذهب تلاعب طابة الفضة
كوثرْ
ويشعل حسنها ناري
فلا تخبى
ويحرق حبها قلبي
ولا يأبى
كوثر
يقال بأنها أسطورة الحسن ِ
وأن عيونها دنيا من الألوان والفتن ِ
يقال بأنها ليلٌ طويلٌ رائعُ البدرِ
يقال بأنها فجرٌ منيرٌ فاغمُ العطرِ
كوثرْ
يقال بأنكم بشرٌ
وأحلف أنكم بشرُ
ولكن من سواك يزينُ بحر عيونها القمرُ
كوثر
وتحكي عينها قصصا
عن التاريخ والبشر ِ
عن الأحلام والقدر ِ
عن النجمات والقمر ِ
ولا تدري
بأن عيونها قمري
وأن غرامها قدري
وأن جمالها سحرٌ
يفوق تصور البشر ِ
كوثر
وما طلعت على الدنيا
سوى عينيك من شمس ِأطلي لحظة أخرى
فقد سكرت بخمر لقائكم نفسي
كوثر
وأي صبابةٍ ذكراك قد أشعلْ
وما غبتم عن البال ِ
ولكنَّ الذي صارَ
بأن فؤادنا حارَ
سباه جمالكم كوثرْ
سباه صفاؤكم كوثرْ
سباه نقاؤكم كوثرْ
لقد هذا الذي صارَ
بأن فؤادنا حارَ
كوثرْ
وأبحث بعدُ في المنفى
عن السفن التي تبحرْ
بلا بحرٍ ولا مرفى
عن السفن التي راحتْ
إلى عينيك وارتاحتْ
كوثرْ
وأبحث بعدُ عن وطني
أجوب أزقة الحزن ِِ
أجول شوارع الماضي
فلا هي هذه أرضي ولا هي هذه أرضي
أخاف الموت في المنفى
بلا بر ٍ ولا مرفى
فأين طريقكم قولي؟
أفي عينيك قد ضاعتْ
أما كانت لنا سكناَ؟
أما كانت هي الوطنُ
فمدي صوبنا جسرًا
من المنفى إلى الأملِ
من الماضي إلى الحاضرْ
من الليل ِ
إلى صبح ٍ يغني ضوؤه الأشقرْإلى عينيك يا كوثرْ
الشاعر الأمير نزار
مساء الورد
قصيدة تعبر عن حالة شعورية تدفقت فيها المشاعر
بلا توقف كما يتدفق نهر الكوثر
الإسم المتناغم مع دلالاته
صور كثيرة جميلة
وسرد سلس رائق كسلاسة انسياب الكوثر
وانتقاء عفوي لكلمات رقراقة تتناسب مع مضمون القصيدة
وشجى شفيف وحزن نبيل يخيم على أبيات القصيدة
وهي تبحث عن مأوى
وتشعر بمرارة المنفى
ودمج خلاب بين الحبيبة والوطن
التي تتماهى لتصبح هي الوطن ذاته
وهي المأوى
لكن أخي نزار
لاحظت ما يلي
يا نهرًا على خدِّ الهوى سالَ
ففاض القلب أحلام وآمالا
بأنَّ الليل لم يأتِ
بأنَّ الفجر لم يتعبْ
بأنَّ الحلم مازالَ
في هذا المقطع
لو أنك تركت القافية ممدودة هكذا لكانت أفضل وهي ..
سالَ .......سالا
مازالَ......ما زالا
فحرف المد يناسب الوزن أكثر من الفتحة ولا يخل بالمعنى
وهنا ..كلمة
فلا تخبى.....اليست الأصح فلا تخبو
وفي هذا المقطع
ولكنَّ الذي صارَ
بأن فؤادنا حارَ
لو استعملت حرف المد الألف لكان أنسب من الفتحة
حارَ ....حارا
صار ..صارا
وهذه الصياغة لهذا البيت
لقد هذا الذي صارَ
هذه أضعف صياغة في القصيدة لقد هذا
أرى أن تعيد صياغة هذا البيت حاى لا يخدش جمالية القصيدة
ولكن هذه الملاحظات لا تقلل من جمالية القصيدة
ولعل اهتمامنا بها هو الذي دفعنا إلى قراءتها بتمعن
وإزالة أية هفوات صغيرة
لتكتمل جمالياتها ورونقها
شكرا لك يا شاعرنا
أبدعت
أخي الكريم
بالنسبة لجميع ملاحظاتك حول إطلاق الفتحة ألفا فهي كما قلت في الأصل فأنا أصلا قد قصدت إشباع الفتحة وذلك واضح كي يستقيم الوزن ولكنني لم أكتبها على الشكل الذي رأيته ظنا مني أنما لا يجوز كتابة الكلمات كما تلفظ
أما ملاحظتك الأخيرة حول صياغة البيت فهي في مكانها ولك الشكر
