صفحاتُ الحياةِ لم تكن سوى لوحةَ رسامٍ رسمَ كل الأعاصيرْ ..

فهناكَ كوخٌ أكلَ الدهرُ عليه وشَرِب , وحوله بئرٌ هَرِمْ ..

وهناك أزهارٌ يانعةٌ تشربُ من ماءِ السماءْ ..

وشجرةٌ عجوز تستظلُ تحتها أرجوحةُ الطفولة ..

وخلفَ ذاك الكوخ تلالٌ خضراء , تُخفي معالمَ حياتهِ الغامضة !

لم تكن لوحةٌ فنية تَكسِبُ فيها أذواقُ العامة !!

بل لوحةٌ تَصِفُ حياتهُ البائسة ..

فشمسٌ قد غابتْ ! , وقمرٌ كُسيَ بستائرِ الليلِ الحزين . .

تخطُ عصاهُ أثاراً لتبقى للزمن حكايةً لكلِ جيل ..

ويبقى يتأملُ كل لحظةٍ وكأنها مجلداتٌ مرت في خطفةِ العيونْ ..

يستندُ بظهرهِ المنحني لشجرته التي كَبُرتْ معه ..

فيبقى واجماً تدورُ أسئلةٌ حائرة لم تجد مرسى الجواب بعد عمرٍ طويل !

ما الذي حققناهُ في أيامنا ؟

ما الذي كنا نريد ؟!

قواريرٌ كأنّهن لؤلؤٌ مصفى خُدِشنَ من تبعاتِ الزمن ..

من نحنُ ومن نكون ؟

غموضٌ تجرفهُ تلك الخطوط لنرسم , لنكتبَ , لنعبّر , لنبكي ويخشانا الأنام ..

نحنُ جرحى ذووا قلوبٍ جوفاء , وأذانٌ صماء وأعينٌ عمياء ..

نحنُ ذووا آمالٍ محطمة وتشتتِ أحلام , وتمزقِ طموح ..

ذلكَ رسمُ الحياةِ في أعيننا بلا رسامٍ يحاكي أفئدةً معذبة ..

نحنُ سطورٌ في ورقٍ عتيق ! وماءُ حياتنا ملحٌ تصببَ من العينين ..

كذلك كنا ! وسنبقى ! ونكون ! ونوقع :

أننا لوحةُ رسامْ ..

فراولة ..