رجلٌ ) خارج الأقواس (
نظرتُ للقصاصة..التي بين يديّ..تأملتُها بفرح..و تأملتُ صورته التي تقفُ شامخةً إلى جانب المقال..
- مجنونة..
التفتُ إليها اصطنعتُ البلاهة ..
- هااه..!!
- مجنونة .." كررتها و هي تكز عل شفتيها"
- فلأكن كذلك!
تجلس على أقرب كرسي..تتنفس بتوءدة..ثم تلتقي عيناها بعيني..
- و هل سيكون شيئا آخراً ..هو ذاته هنا أو هناك..
- بالطبع هو ( هو ) ..لكنه يختلف كثيراً في كلا الحالتين .. إنه رجلٌ خارج الأقواس يا صاحبتي..
تعيد النظر إليّ و بشفقةٍ مريرة ..أناولها القصاصة ..
- اقر أيها ستعلمين حينها من يكون..
ترد ساخرة لتثير حنقي " و من سيكون يا ترى..!!"
تتصفحها سريعاً " لا أحب المقالات و لا القصائد.. لماذا لا يكتب القصص ؟"
-و ما شأنكِ أنتِ؟
أتبعها بضحكتي " لقد أوقعتُ بكِ"
تمعن النظر إليّ مرات و مرات "و مالفائدة من جمع هذه المقالات إن كان كاتبها معكِ"
- لا أدري غير أني أحببتُ فعل ذلك..
أشرد للبعيد ..حين يبزغ أمامي كضياء جميل ..كجمال روحه..يتراءى لي .. بابتسامته التي لا تفارق شفتيه ..إنه رجل لا يشبه إلا نفسه..
أعود من رحلتي صوب عينيه..
"هل تعلمين يا وجد أني أشعر بالفرح و أنا ألتقط هذه الآثار التي يتركها لي ..لا أدري غير أني أشعر بأني أحاول التشبث بشيء عظيم ..بشيء عبقري..بقربه تغدو روحي وديعة هادئة ..كطفلة مبتسمة أكون إلى جواره.."
-يالك من امرأة !! سيأتي يوم يخذلك فيه لأنه رجل ..و ستمزقينه و أوراقه!
ابتلع على مضض صمتي بل لعله يبتلعني.."هل سأمزقه .. لا أقوى على ذلك ..فتراتيل فرحي لا تتم إلا بوجوده..إن مزقته فسأمزق روحي أيضا ..و سأمزق زهرة الأوركيد التي أهداني إياها ..سأمزق كل شيء ..ما أقساك يا وجد ..ألم تجد في هذه الحجرة غيري حتى تكيلي لي سياط مؤلمة تعيث بقلبي.."
لكني أشعر به يربت على كتفي كما كل مرة أجده إلى جواري ..أقبض على كفه " لن أمزقك أبدا لأنك أجمل صفحة قرأتها"
- انهضي يا مدللة فقد حانت حصتك !! و اتركي تمزيقه لحين عودتك إلى البيت!!..