لماذا طردت الجزائر آلاف المغاربة سنة 1975؟
في يوم رهيب من دجنبر 1975(شهر بعد المسيرة الخضراء) اقتيدت خمس وأربعون ألف أسرة مغربية إلى الحدود، مطرودة من الجزائر، ببساطة ودون ترتيب أو تهييء أو إنذار أو إعلام، أمر عسكري صارم، هكذا دون أن يصحب هؤلاء معهم أي شيء سوى ما يسترون به عوراتهم، لماذا؟ هل كانوا عملاء لبلادهم؟ هل كانوا يخربون الاقتصاد الجزائري؟ هل يقيمون بطريقة غير شرعية؟ لم يشفع للمغاربة الذكور كونهم متزوجين من الجزائريات، ولا لكون بعضهم ذابت هويتهم منذ سنين فلم يعرفوا وطنا غير الجزائر.. ما ذنب هؤلاء المغاربة الذين كانوا ضحية انتقام سياسي قررته السلطات العليا دون اعتبار للدم والملح المشترك
لم يستطع المغرب استغلال هذا الحدث إعلاميا، كان هناك عناد سياسي من جانب الحسن الثاني، الذي قرر أن يبرهن للجزائريين أن المغرب قادر على تحمل عبء أبنائه أينما كانوا وكيف ما كان عددهم، فلم تحدث ضجة إعلامية دولية متناسبة مع حقيقة المأساة، ومر الحدث وكأن شيئا لم يقع، ولذلك ظلم مغاربة الجزائر مرتين، من طرف الجزائر الاشتراكية التي تبكي على مآسي الشعوب وتقيم المآتم للشعب الصحراوي المسكين بينما هي تطرد شعبا آخر اقتسم الحياة مع شعبها، ومن هنا فكروا معي مليا في حب الشعوب على المقاس الجزائري. وظلموا من طرف بلدهم المغرب الذي لم يقم بما يستوجبه القانون الدولي في هذا الصدد، إذ أن هؤلاء المغاربة انتزعت منهم أملاكهم المادية والعينية وحملوا في ظروف مأساوية إلى الحدود، لا تختلف عما عرفته مخلفات الحروب، ولم يقم بلدهم يتعويضهم عما لحقهم من أذى بسبب قرارات سياسية، ذلك أن استرجاع الصحراء بعد المسيرة الخضراء كان هو السبب الذي دفع الجزائر إلى "إغراق" المغرب بمزيد من العاطلين والمتسولين (في تصورها لاعتبار ما سيكون)ومن ثم خلق أزمة اجتماعية(وهو ما لم يتحقق للجزائر) بعد هذا نقول، هل بعد ما فعلته الجزائر نستطيع أن نقول أن الجزائر لا علاقة لها بقضية الصحراء؟
قبل سنة 1975 وبعدها خسرت الجزائر ملايير الدنانير من أجل دعم الصحراويين بالأسلحة والمال المباشر وتدبير المساعدات الدولية وشراء دعم الدول الإفريقية الفقيرة خاصة أو مقايضة الدول القوية بالبترول إلى غير ذلك مما كانت الجزائر لن تفعله حتى مع قضية وطنية جزائرية محضة. ولا يزال المجتمع الدولي لم يدرك إلى اليوم حقيقة طمع الجزائرين ومدى كرههم لكل ما هو مغربي، ومن ثم فإن كل ما يبكي المغرب يسر الجزائر(وصلت بهم وقاحة الحقد وبشاعة السم الذي يجري في دمائهم أن ساندوا احتلال جزيرة ليلى وسبتة ومليلية) وبذلك يتضح أن طرد آلاف المغاربة آنذاك لم يكن سوى الفصل الأول أو الثاني من خطط تحطيم المغرب ووضع العصوات في عجلات تاريخه، فقط لأنه دافع عن نفسه في حرب الرمال 1963
ستظل حكومة الجزائر عدوة للمغاربة، ليس إلى أن ينتهي مشكل الصحراء ولكن إلى أبعد نقطة من التاريخ تستطيع فيها تدمير المغرب بعد التفوق عليه عسكريا واقتصاديا(ومن هنا وجوب محو جميع أوهام المغرب العربي أو الشعب الشقيق أو كل المستهلكات الإعلامية الديماغوجية فبين المغرب والجزائر أخطر مما بين المسلمين واليهود)، أما حضاريا فهي لن تصل ذلك اليوم أبدا
كتبها علي الوكيلي في 03:11 مساءً ::