بسم الله الرحمن الرحيم
يبتلينا الله عز وجل ويمتحننا ولكنه يطلف بنا برحمته ، ويضرب لنا الامثال في كتابه العزيز الحكيم لنتدبرها ونعقلها ونميز الخبيث من الطيب ولانفتتن بمظاهر الزهد والدين ولنتعض من العبر القرآنية ونتوب ونعود الى الطريق المستقيم.
قال تعالى :(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
و قد ابتلينا بالمعممين من الفقهاء غير العاملين الذين يدعون انهم ينتسبون لرسول الله ويتشدقون بهذا النسب ولكن افعالهم أو سكناتهم لاتنم عن اية صلة بما امرنا به الله ورسوله صلوات الله عليه وعلى آل بيت وصحبه المنتجبين.
اين كانت عقولنا حين تبعناكم وقلدناكم ؟؟؟ والله ضرب لنا مثلا إبن نبينا نوح عليه السلام إذ قال عز وجل :
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود:46)
إذ يقول لنا الله سبحانه أنه ليس كل من انتسب بايلوجيا للرسل والانبياء والاوصياء فيه خصوصية الرسل والانبياء والاوصياء و أهل بيتهم عليهم السلام ... ومن يدعي هذه الخصوصية ويطالب بحقوق اهل البيت ع لنفسه دونما حق أو حجة شرعية فذلك مفتر كذاب استحق لعنة الله وملائكته ورسله وانبياءه وأوصياءه والناس أجمعين ... لما في هذه الدرجة العظيمة من اهمية عند الله عزوجل في هداية الناس وتحصينهم من الضلال ولها اصطفى عباده الصالحين...
قال تعالى : (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (الحج:75)
وضرب الله لنا مثلا أيضا في عم الرسول ص وضرب لنا مثلا في إمرأة نوح عليه السلام وفي إمرة لوط ...
فالعمل الصالح هو الذي يزكي الناس ويرفع منزلتهم فسلمان المحمدي عليه السلام رغم بعد نسبه من الرسول ص اصبح من اهل البيت عليهم السلام.
و من حديث لسيدنا ومولانا الامام السجاد (ع)إذ قال : «والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخا رسول الله (ص) بينهما فما ظنكم بسائر الخلق ، إن علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله الاملك مقرّب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال : وانما صار سلمانمن العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء»( الكافي : ج 1 ص 401وبصائر الدرجات ص 45.
وبتدبرالحديث أعلاه يتوضح لنا إن درجة العالم هي من خصوصيات آل البيت عليهم السلام ولابد أن نسأل كل من يدعي و يقول انه عالم وراسخ في العلم ويدعي الأعلمية ... هل انت من اهل بيت النبوة صلوات الله عليهم وسلامه ؟؟؟ فأتنا بما يثبت ذلك؟؟
تدعون ان حديث العلماء الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقصدكم إذ قال (ص): " العلماءمصابيح الارض وخلفاء الانبياء وورثتي وورثة الانبياء " ( ميزان الحكمة ج3 ص2067)
هل اصبحتم من ورثة الانبياء بعد ان قرأتم بعض الكتب وقمتم بتأليف البعض الآخر ولم تعملوا حتى بما كتبتم ... إذاً فاسمعوا و اقرؤوا ماذا قال اهل البيت ع (الذين تدعون نسبهم ) في من يدعي الرسوخ بالعلم والاعلمية وهو ليس من اهل البيت ولعل الناس تستفيق من غفلتها وتنتبه الى أية هاوية التي تسير اليها باتباعكم وتقليد حركاتكم ...
قال صلى الله عليه وآله وسلم :« نحن أهل البيت لايقاس بنا أحد »
فهل قستم انفسكم بأهل البيت وتطلبون الخصوصية والخمس ؟؟؟
قول أمير المؤمنين(عليه السلام): ((أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا، كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطى الهدى، ويستجلى العمى)) / نهج البلاغة ج:2 ص:27
َعنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الْأَئِمَّةُ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ قَالَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ أَصْحَابُهُمْ وَ أَهْلُ وَلَايَتِهِمْ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) وَ الْأَئِمَّةُ (ع )". الكافي ج : 1 – ص :415
فأن كنتم راسخين بالعلم كما تدعون فأولوا لنا القرآن والمتشابهات ؟؟؟ ... والله لانراكم راسخين الا في الجهل و الضلالة وجمع أموال السحت ممن غررتم بهم ليقلدوكم ...
وعن الصادق (ع) انه قال : (يَغْدُو النَّاسُ عَلَىثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ عَالِمٍ وَمُتَعَلِّمٍ وَغُثَاءٍ فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُوَشِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَسَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ ) الكافي ج : 1 ص 51 .
وعن علي عليه السلام قال يا كميل !.. احفظ عني ما أقول لك : الناس ثلاثة : عالمٌ رباني ،ومتعلمٌ على سبيل نجاة ، وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لميستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق. أمالي الطوسي، المجلس الأوّل: 20ح23; البحار 1: 188 تحف العقول: 113
فأي الثلاثة أنتم ؟؟؟ ان قلتم انكم العلماء تضعون أنفسكم في درجة أهل البيت ع إذا قد كذبتم وحقت عليكم اللعنة الى يوم الدين وان قلتم انكم المتعلمين فلماذا تتنازعون الاعلمية وشمختم بانوفكم تعاليا على عامة الناس وجعلتموهم طبقتين سادة وعوام ... مثلما فعل اسيادكم افلاطون وارسطوا اذا قسموا الناس الى اسياد وعبيد ليبنوا مدينتهم الفاضلة ومن قبلهم سيدكم ابليس لعنة الله عليه اذا ابى الا التكبر و ان يرى نفسه احسن من آدم عليه السلام ... إذاً لم يبقى لكم غير الغثاء والهمج الرعاع ...
انظروا كيف وصفكم أمير المؤمنين عليه السلام وصفا دقيقا إذ تفتنون الناس بلباس الدين والزهد وغيبتم كلامه عنهم بكتبكم ورسالاتكم العملية التي اسقطتم منها باب الجهاد تجنياً على دين الله سبحانه...
قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته وهو يذم من يتصدى للحكم والاعلمية وهو ليس من اهلها:
إِنَّ أَبْغَضَ الخَلائِقِ إِلَى اللهِ تعالى رَجُلانِ: رَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، مَشْغُوفٌبِكَلاَمِ بِدْعَة، وَدُعَاءِ ضَلاَلَة، فَهُوَ فِتْنَةٌ لَمِنِ افْتَتَنَ بِهِ، ضَالٌّ عَنْ هَدْي مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلُّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ في حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ. وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً ، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الاُْمَّةِ ، غادر في أَغْبَاشِالفِتْنَةِ، عِم بِمَا في عَقْدِ الهُدْنَةِ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالمِاً وَلَيْسَ بِهِ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْع، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاء آجِن، وَأكْثَر مِن غَيْرِ طَائِل ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِمَا التَبَسَ عَلَى غيْرِهِ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى المُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواًرَثّاًمِنْ رَأْيِهِ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ في مِثْلِ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ: لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، إنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ. جَاهِلٌ خَبَّاطُجَهلات، عَاشرَكَّابُ عَشَوَات، لَمْ يَعَضَّ عَلَى العِلْمِ بِضِرْس قَاطِع، يُذرِي الرِّوَايَاتِ إذْراءَ الرِّيحِ الهَشِيمَ ، لاَ مَلِيٌـ وَاللهِ ـ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلاَ هُوَ أَهْلٌ لِما فُوّضَ إليه، لاَ يَحْسَبُ العِلْمَ في شيْء مِمَّا أَنْكَرَهُ، وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ منه مَذْهَباً لِغَيْرهِ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِلِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ، وَتَعَجُّ مِنْهُ المَوَارِيثُ.
نهج البلاغة خ 17 ص 61-63
--- يتبع