من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
حكاية : بيت الحكمة
على لسان الآباء والأجداد
جمع وبحث وكتابة : تحسين يحيى حسن أبو عاصي
tahsseenn2010@hotmail.com
***************************************
تزوج شيخ قبيلة أربع نساء ، وقد بلغ من العمر عتيا ، ولم ينجب منهن إلا طفلا واحدا وحيدا ، كان الشيخ ينتظر الأيام والسنين ، حتى يكبر ابنه ويصبح رجلا ، يعتمد عليه في إدارة شؤون العشيرة ، والقضاء بين الناس ، وإصلاح ذات البين ، وكان حريصا كل الحرص على أن يجلسه إلى جواره في قضائه ، وإصلاحه بين الناس .
عندما بلغ ابنه من العمر عشر سنوات ، أراد أبوة الشيخ أن يختبره فسأله :
ماذا تتمنى يا ولدي ؟
أجاب الابن : أتمنى كرة ألعب بها مع أصدقائي .
قال الأب : لا زال ولدي طفلا .
وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره ، سأله والده الشيخ السؤال السابق نفسه :
ماذا تتمني يا ولدي ؟
أجاب قائلا : أتمنى دراجة هوائية .
قال الأب : لم يصل تفكير ولدي بعد ، إلى مستوى تحمل المسؤولية .
وعندما بلغ سن الثامنة عشر سأله أيضا والده :
ماذا تتمنى يا ولدي ؟
أجابه ابنه قائلا : أتمنى أن أصلح بين اثنين .
قال الأب لقد بلغ ولدي الآن مدارك الرجال .
جمع الشيخ كبار عشيرته ، وابنه جالس عن يمينه ، قاصدا في هذه المرة أن يتحمل ابنه مسؤولية العشيرة والفصل بين الناس .
قال الشيخ : قل لي يا ولدي : إن جاءك اثنان ، واحد منهما أحمق متهور، جاهل لا يفهم ، والثاني عاقل رزين واعٍ ، فكيف تقضي بينهما ؟
قال الابن : آخذ من كوم وحصة العاقل ، وأرضي بها الأحمق الغير العاقل .
قال الشيخ صدقت .
يا ولدي : إن جاءك اثنان ، متهوران أحمقان غير عاقلين ، فكيف تقضي بينهما ؟
قال الابن : أدفع من جيبتي من أجل إرضائهما .
قال الشيخ صدقت .
ثم قال يا ولدي : لو جاءك اثنان عاقلان متزنان واعيان فكيف تقضي بينهما ؟
قال الابن : يا أبي العاقلان لا يأتياني .
قال صدقت .
خلع الشيخ عباءته ، وألقى بها على ظهر ابنه ترسيما لشرف المشيخة ، وقد أصبح ابنه وهو في عمر الشباب ينطق بالحكمة ويقضي بين الناس بالخير .
زياراتكم لمدونتي وتعليقاتكم على موضوعاتها شرف كبير لي
www.tahsseen.jeeran.comواحة الكتاب والأدباء المغمورين
tahsseen.maktoobblog.com قلب يحترق في واحة خضراء