كانون
كانونُ يا صغيرتي
يَنسجني مُلاءةً لابنته الحبيبهْ
والبردُ يَسْتحِثُّهُ
يَستعجلُ الرحيلْ
والعيدُ هذا العامْ
بسمتُهُ .. غريبةٌ .. غريبهْ
فما الذي أقولهُ لكِ؟
أأستطيعُ أن أقولَ: كلَّ عامْ
وأنتِ في سَلامْ؟
أمْ تَسمعينَ قصّتي؟
فقصّتي..
يا طفلةَ الكانونِ..
يا حبيبتي..
عجيبهْ
* * *
سأُكملُ الحديثَ يا صغيرتي
فالدمعُ لمْ يَقِفْ
والحزنُ لن يزولْ
ورحلتي..
كالشمسِ نجمٌ ساطِعٌ
لكنّهُ يسيرُ للأُفولْ
فهلْ أتاها المُستَقَرُّ أمْ أتَتْهُ يا تُرى؟
لغزٌ حياتي كلُّها
وأجْهلُ الحلولْ
وكلُّهم يقولُ لي بأنّها قريبهْ
أجهلُها.. لكنّها قريبهْ
* * *
كانونُ يا صغيرتي
يقتلهُ الحنينْ
والعيدُ هذا العامَ قدْ تعرّى مِن زِينتهِ
كأنّهُ تشرينْ
وفي الزوايا ظُلْمةٌ
وكلًّهم يشير نحو زاويهْ
والدمعُ في العيونْ
يَلُوحُ في ظُلْمَتِها
طَيفُ بقايا قِطعةٍ مِن طينْ
منَ اليسيرِ يا صغيرتي
أنْ يُحْرِقُوا شجرةَ الزيتونْ
* * *
لَمْ تَفهميها قصّتي
ففَهمُها مُحالٌ أنْ يكونْ
والدّمْعُ لَمْ يَقِفْ
والحزنُ لن يَزولْ
أخبرْتُهم:
"لغزٌ حياتي كلُّها، وأجْهلُ الحلولْ"
وكلُّهم يقولُ لي بأنّها قريبهْ
أجْهَلُها...
لكنّها قريبهْ
* * *
وعندما اختفَوا في ظُلمةِ الزوايا
وما تبقّى أحدٌ سِوايا
صرخْتُ: " أينَ؟ أينْ"
ويَرجِعُ الصدى مُجَلجِلَ الرنينْ
لو، يابنةَ الكانونِ، لو تَدرينَ
ما في العيدِ لو تدرينْ
العيدُ يا أمّاهُ هذا العام
بَقيَّةُ البقايا في زاويةٍ مُظْلِمةٍ
لا تُبصرينَ فيها غيرَ
طفلِكِ الحزينْ...
أحمد عبد الحميد ديب