القصة الأولى : ( أسبرين )
تتناول واقع المرأة حين تنغمس في عالمها الخاص وتسعى لتحقيق ذاتها من خلال وظيفتها التي تمارس فيها سلطة قد تكون غائبة في محيطها الأسري ؛ فتشبع ذاتها التي لم ترتو . لكنها في الوقت ذاته قد تسقط من حسابها جزءا مهما يتوارى في خبايا النفس إما تجاهلا ، وإما اتكالا ، وإما ... . وتجري السنون وهي في لهاثها المستميت لبناء أرضية صلبة ، وتثبيت أقدامها التي لا تلبث بعد مدة من الزمن أن تجتث من فوق الأرض مستبدلة غيرها بها ، ومعلنة أن الوقت قد حان للترجل وإخلاء المكان ؛ فالتقاعد قد حان . هنا تصطدم النفس بهذا الواقع وتصحو بعد إغفاءة طويلة ؛ فتبحث عن علاقتها القديمة وتفتش ، وأول تلك العلاقات حياتها الخاصة ؛ التي تناستها في خضم الحياة . هنا تذهلها الصورة التي تهشمت وعلاها الغبار ، وأخرجت بعد زمن من المستودع - كما هو حالها - لتقفها على واقع مرير أضاعت فيه زوجها وأسلمته إلى إحدى طالباتها . وتأتي عوامل الزمن وتعريته للجسد ونحته مكملة للصورة ؛ التي تحاول تجميل الواقع وإصلاح ما أفسده الدهر ، لكن هيهات .
يتبع...