...ببرودة ، وضع السمّاعة.. تاهت نظراته.. وأغمض عينيه.. تناول رأسه بين يديه وأطرق للحظات طويلة.. ثم رفع رأسه وأرسل زفرة حادة من أعماق أعماقه
.. مبللةوجنتاه.. أشاح بوجهه ، استدار ، قام ... ثم تسمّر في مكانه لا يدري أكان في يقظة أم منام ! أراد أن يجري.. إلى أين ؟ أغمض عينيه مرة أخرى..
الصوت لا يزال ملء أذنه .. وتومض صورتها ، آخر قبلات الوداع ، تومض بين كلمات الخبر لترسم علامات حزن ، علامات استفهام حزينة لآخر مستحيل حدث
بعيدا عن الأرض.. شريط اللحظة الصاعقة يمرّ متثاقلا ، بطيئا بطيئا ... ( مات جميع ركّاب الطائرة).