0 0 0 التروبادورز 0 0 0

0
0 [/CENTER]


0 سأظل احلم بطيفك في الليل .... واذكرك وابحث عنك في كل مكان ....في كل اغنيه وفي كل لحن ...سأحمل معي صورتك من بلد الي بلد ....فحبك جعلني بلا وطن ...هذه هي حياه التروبادورز 0
0

قليلون هم من يعرفون هذه الاغنيه واظن ان من يعرفون مغنيها يكادون لا يذكرون ...... فقد مات ذلك البائس منذ وقت ليس بالقصير عل ما احسب ....فالبكاء المغني و الذي كان يجيده هذا ولا يزال يستعذبه البعض قد اختفي منذ زمن بعيد

و الغريب هو ان تلك المجموعه القليله التي تعرف المغني و الاغنيه علي حد سواء لا يكادون يعرفون معني كلمه ( التروبادورز ) ............. ولعل 0( بول أنكا 0) نفسه لما تغني بهذه الاغنيه لم يكن يعرف الدور الحقيقي لهؤلاء ( التروبادورز ) في الرقي بالنص الشعري في مجموع الاداب الاوربيه

وهؤلاء ( التروبادورز ) هم مجموعات من الشعراء المتجولين لم ترق الي مستوي الطبقه الاجتماعيه وانتشرت في جنوب اوروبا إبان فتره العصور المظلمه هناك في الشمال بغرض الترفيه و إقامه المهرجانات وهم اشبه بمجموعات الغجر في بلادنا
وعلي عكس غجر المشرق نجح (التروبادورز) في ان تكون لهم بصمه مؤثره في الحضاره الغربيه و أن يخرجوا بجماعتهم من نطاق الهامش الثقافي دون الهامش الاجتماعي عندما تمكنوا من نقل البصمه العربيه إبتداء من الاوزان الثابته و إنتهاء بالملاحم الفروسيه العربيه ذات النزعه الفرديه الي النص الشعري الاوربي
وليس من الخافي علي دارسي تاريخ الادب الاوربي في مختلف اللغات الاوربيه أن الشعر كان يعتمد علي تساوي عدد المقاطع الوتيه في السطر الواحد مع تام الاغفال لما يسمي بالاوزان داخل السطور الشعريه ............... حتي ظهرت طبقه ( التروبادورز ) في جنوب اوروبا و تأثر شعراؤها بالاداء العربي و الذي كان في عصره الذهبي في ذلك الوقت في الاندلس

و بعيدا عما قد يدور في ذهن القاريء من ان ما سبق اتي في سياق الاستهلال من الوقوف علي الديار وذكر الليالي الغابره دون علاقه حقيقيه بصلب الموضوع .....نجيب بالنفي علي ان تكون الاجابه في سياقها الطبيعي داخل المقال دون ولاده قيصيره تخرج الفكره الي فضاء التصور بهيئه مسخ اشوه غير مكتمل الاطراف
0
0 النص الادبي ... الفكره و الصنعه 0
0

ولكي نبدأ الحديث عن النص الادبي بين الفكره و الصنعه يجب علينا اولا ان نحاول ان نصل الي مفهوم واضح المعالم او لنقل سهل المراس للشق الثاني من المصطلح وهو ما يسمي بـ( الادب )
وهذا امر لا يستلزم وضع قيود او حدود اشبه بالحواجز الماديه كتلك الحدود السياسيه التي تفصل بين الكيانات السياسيه كأن تقول ....( هذا الخط إن تجاوزته صرت في السودان و إن اعدت اجتيازه بالطريقه المعاكسه كنت في مصر )

يمكن القول ان اقدم استخدام لمصطلح الادب كان علي يد الفيلسوف ارسطو حين عرف الشعر كصوره من العمل الادبي علي انه 0 ( الشعر هو محاكاه الطبيعه )0
ةتعريف ارسطوا علي بساطته الا انه لم يمنح الادب او الشعر ما يستحقه ...... بل ولقد خالفه الكثيرن في القول ان مجرد محاكاه الطبيعه لا يمكن اعتباره عملا يستحق ان يرفع الي مصاف الاعمال التي تستحق التقدير دون ظهور اثر شخصي للكاتب علي العمل يضفي عليه انعكاسا نفسيا يحاكي اثر الطبيعه علي البشر في حين تتسع الطبيعه لتشمل العديد من المؤثرات بعيدا عن المعني المجرد لها
ويمكن ان نجمع كلا النقيدين في ان الادب او الشعر دو النظر الي الهيكله البنائيه هو البصمه الشخصيه او لنقل الانطباع المتولد عن مؤثرات الحياه في صوره انفعال صوتي قد نظم في كلمات
و التعريف الاخير اجتهاد شخصي اقترب من بعض الرؤي التي طرحها العديد من المتكلمين
هذا المبحث قد لا يعنينا كثيرا في دراستنا للنص الادبي العربي وإن كنا نحاول من خلاله ان نقف علي ما يحيط الكلمه حتي في الاداب الاوروبيه من عدم التحديد الكامل

ولنعد الي لغتنا الجميله لنبحث فيها عن معني لكلمه الادب ......
اول ما يلاحظه الباحث عن معني لهذه الكلمه هو ان معناها لم يكن دوما ثابتا عبر العصور بل و يمكن الجزم ان الكلمه تنقله بين اكثر من معني من قطر الي قطر ومن وقت الي اخر دون ان تنفصل عن السياق الحضاري للفكر العربي و الثقافه الاسلاميه بشكل عام
ففي العصر الجاهلي و الذي لم يستقر معني لكلمه الادب فيه الا في اواخره عرف الادب علي انه 0 الجيد من الشعر و النثر 0
و الشعر معروف بلا جدال و شمل النثر الرسائل يوانيه كانت او اخوانيه اضافه الي الخطب و الاقوال و الامثال و ما الي ذلك
إلا ان هذا التعريف الواضح المختصر لم يمنع الكلمه من ان يتسع مجالها فتصبح اقل وضوحا وتحديدا علي ما في تعريفها من الاختصار فحملت اكثر من معني كان من ظاهره استخدام ذات الكلمه في وصف ما يحمد من الخلق و الصفات .... فالنبي الكريم يقول ( ادبني ربي فأحسن تأديبي ) ونحن لا نزال نستخدم ذات السياق و بذات الصوره دون ان ننفي المعني الاول للكلمه وهو الجيد من النثر و الشعر
و يمكن ان نقول ان المصطلح ( الادب ) تطور مع تطور البنيه الثقافيه للمجتمع العربي و المدنيه الاسلاميه بوجه عام كما اسلفنا فإتخذ الادب معني يقارب ما قد نسميه الا ( ( الفن )
فأنت إذا مررت علي الحلاق وجت مكتوبا علي خانه ( فن تصفيف الشعر ) وعندما تريد اصلاح سيارتك وجدتها عريضه تعلو الورشه (( الورشه الفنيه لإصلاح السيارات ))
ناهيك عما استحدث من معني للكلمه في ما يسمي ( التعليم الفني ) وكيف تجاوز الامر الي حد تسميه فتيات الليل و الممثلين و المشخصين بالفنانين مع ان مصطلح فنان في الاساس كان لوصف النحات و الرسام
ذات الصوره نجدها إذا فتحنا مجله ثقافيه فسنري فيها مقالا سياسيا يذيله توقيع لشخص يوصف عاده بالاديب ومع قراءتك لروايه مترجمه تجد مكتوبا تعليقا عليها (( قدم لها الاديبي الفلاني ))) و ( ترجمها الاديب العلاني )
مع ان هؤلاء لايصح وصفهم بالاديب في حين ان كاتب الشعر يسمي شاعرا وكاتب القصه يسمي قاصا رغم انهم اولي الناس بالتسميه بالاديب
و الكلمه ذاتها كان لها معني كاد ان يندثر وهو معني الاتقان او الجوده او الابداع في اي مجال حاله حال الفنان إن صح الوصف فتجد هذا المعني يقترب في تسميه كتب كامله مثل ( ادب الكاتب وادب طلب العلم )

و الخلاصه يمكن ان نلخصها في ان كلمه ادب لم يتغير معناها كما اوردنا سابقا و أنما اتسع ليشمل العديد من الفروع و التي لا يمكن فصلها عن السياق الادبي بأي صوره من الصور

وهذا ليس حكرا علي هذه الكلمه وحدها بل يمكننا ان نقول ان المنهج المادي الموروث عن الثقافه الاوربيه العامد الي التحديد و التشخيص الدقيق لا يمكن قبوله و إستنساخه من ثقافه الي ثقافه .... وهذه المعضله وقفت عائقا امام العديد من المتكلمين في فهم الموروث الثقافي العربي خاصه و الاسلامي عامه قد يصل بهم الي حاله من الازدواجيه لا يمكن معا الوصول الي مصالحه حقيقيه مع العقل بل قد يتطور الامر الي حرب معلنه مع النفس
وهذا يظهر واضح في تلك التجارب الفكريه الجديده علي المجتمعات حديثه العهد بما يحيط بها من مؤثرات سياسيه و إجتماعيه لا ريب يكون لها انعكاس علي الحياه الثقافيه
ولنضرب علي هذه مثالا ...
و مثالنا هنا ليس لغرض غير التمثيل و الدليل .....وهو كيفيه ترجمه الشعور الوطني في تلك المناطق حديثه العهد بالشعور الاستقلالي و التي لم يكن الاستقلال السياسي في اولوياتها الثقافيه في يوم من الايام
فعلي سبيل المثال لا يزال مفهوم الوطنيه في بلاد المشرق العربي او لنقل ذلك الشعب الواحد الذي افاق صبيحه يوم علي ابواق الاستقلال السياسي المفتعل من قبل الاستعمار الذي قسم المنطقه الشرقيه من بلادنا الي امارات متداخله تداخلا لا يسمح لاي منها ان يكون وحده سياسيه مستقله بصفه منصفه .

و اقول ان الشعور الوطني الاستقلالي عن الوسط المحيط لا يزال مفقودا لدي اغلب سكان تلك البلاد علي ما احسب وهو ما يفسر لنا معضله الوطنيه و التي لا يمل مثقفوا تلك البلاد من العزف علي اوتارها تأكيدا علي قوه اسسها والاقرب انها هرب ونفي للواقع الشاهد بضعفها
والمحصله هو عدم الوصول الي مفهوم حقيقي واضح متأصل منصف لهذه الكلمه بل يصل الامر الي ان تصبح الوطنيه مجرد تبعيه سياسيه يحاول البعض ان يضفي عليها هاله مقدسه كما نري في مصطلح ( الله -الملك- الوطن )
بل وقد يتطور الامر الي الوصول الي مرحله من الصراع النفسي في محاوله للمزاوجه قسؤا بين الوطنيه وما قد يتعارض معها (( كما يظن البعض ) من روابط اخري دون وجود محاوله حقيقيه لإحداث تناغم طبيعي يمكن أن يجعل الوطنيه مكوننا اوليا في فضاء اوسع
و نخلص هنا ان طريقه التحديد الاشبه بالتصوير بالاشعه تحت الحمراء و المعتمده علي اسلوب الفكر المادي الغربي حول تأصيل المفاهيم و منهجيتها لا يمكن إقامتها بصوره تطبيقيه سليمه مع الموروث الثقافي العربي خصوصا و الاسلامي عموما فالثقافه العربيه بوجه عام مبنيه علي الادارك المعنوي دون الادراك المادي ولعل اروع ما يوضح هذا قول الشاعر

0 0 0 تقشع غيم الهجر عن قمر الحب*** و أشرق نور الصلح من ظلمه العتب 0 0 0


فالهجر و الحب و الصلح و العتب كلها لا يربطها بالغيم و القمر و النور و الظلمه إلا رابط معنوي لا يمكن لمسه و إن كان من السهل الشعور به وفهم معناه و تخيله بل إن المتلقي قد يتفوق في تفاعله مع النص (( خيال اتباعي )) عما طمح اليه الشاعر ذاته ( خيال ابداعي )
فأنت ببساطه يمكنك ان تستشعر حركه غريبه بين ضلوعك لا يمكنك وصفها او حتي التدليل عليها بفعل مادي يتناسب مع تلك النشوه التي احدثها لديك استماعك لهذا البيت .... لأن البيت و ببساطه كما وصفه بديه الزمان الهمذاني (( لا يمكن لمسه ))
و إذا كانت الاداب العربيه تعتمد بصوره اساسيه علي الخيال و التفاعل النفسي بين الملقي و المتلقي فيمكن ببساطه من هنا التدليل علي ان العقل العربي لن يتمكن من تبني منهجيه فكر مادي كالعقل الاوربي الذي اعتمد بصوره اساسيه في ثقافته علي فنون كالنحت و التصوير تعتمد بشكل اساسي علي الملموس المحسوس و المرأي
وهذا ما يجعلنا و ببساطه نحكم بالفشل التام علي محاوله بناء قيود وحدود جدليه من باب تأصيل و منهجيه المفهوم علي اي من موروثاتنا الثقافيه او الفكريه
هذا لا يعني بأي صوره من الصور اننا ندعو الي تسطيح فكري مبنيه علي هلاميه ورخويه الموروث الثقافي الشرقي او المفهوم بوجه عام في الثقافه العربيه
و إنما نذهب الي ان المعني المجرد للمفهوم من جهه نظرنا لا يمكن ان يكون بلا حمي يصحبه او لنقل انها اشبه بنقطه المركز الذي يمتد حولها مدي تأثير قد يخضع جزء منه في ذات الوقت لتأثير نقطه مركزيه اخري
بل وقد تلتقي النقطتان فتحتوي احداهما مدي تأثير الاخري دون ان تمحوا تأثيرها كليه فتصبح اشبه بعلاقه الجزء من الكل او المشاركه بل قد نستعير تعبيرا رياضيا في هذه اللحظه وهو ( الاحتواء في نظريه المجموعات )
ومدي التأثير ذاته لا يمكن ان نحدده علي بعد كذا من المركز علي سبيل المثال و إنما يمكننا ان نقول انها رؤيه نسبيه فهذا اقرب الي التعبير عن المفهوم ......وهذا اقرب من الاخر وعلي هذا السياق
انا هنا لا اتحدث عن كائنات هلاميه او عفريت او كما يسمونه في بلادي ((عمل سفلي )) يظهر تاريه بصوره وتاره اخري بصوره مغايره غير متضح الهويه او الملامح و إنما يمكنني الول ان الهويه مجموعه عناصر اساسيه تعرف المفهوم و إختلاف الملامح والرؤي لا يعني بصوره من الصور الخروج بالمفهوم من سياقه او نطاقه الطبيعي




يتبع