شرفة ليلى مراد كنموذج للقذارة الفكرية والأدبية
كتبه عبد الحميد ضحا
لقد أضحَتِ الحربُ التي تقودها وزارة الثقافة المصرية على الإسلام بلا هوادة حربًا سافرةً كما لم تكن من قبلُ، وصار الأمر يزداد وضوحًا بمرور الوقت، فمن رواية "وليمة لأعشاب البحر" للملحد حيدر، إلى إعطاء جائزة التفوُّق الإبداعي - زعموا – للملحد حلمي سالم، ونشر ما يسمونه "قصيدة شرفة ليلى مراد" في مجلة "إبداع"، وأخيرًا: إعطاء مائتي ألف جنيه لعدو الإسلام سيد القمني – قاتلهم الله.
وعندما يهبُّ المسلمون للدفاع عن دينهم وعقيدتهم، ترى تبجُّح هؤلاء الملاحدة والعلمانيين، وتراهم يدخلون في جدل سوفسطائي، يتحدثون عن حرية الإبداع - أو حرية التخريف كما قال أحد الكتاب - حتى نغفل عن نقد تفاهاتهم وترهاتهم.
بداية:
إذا أتاك رجل وقال لك: هذه قصيدة شعرية، فقرأتَها ووجدتها لا تمتّ للشعر بصلة؛ حيث لا وزن، ولا بلاغة، ولا خيال، ولا عاطفة، ولا صور بيانية؛ ولكنْ فيها أمر آخر بعيد عن الشعر؛ مثل التطاول على الله - تعالى الله عما يقول الملحدون علوًّا كبيرًا - أو سبِّ الإسلام، أو نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - فتجد أناسًا يحتفون بها، ويعتبرونها قمة الإبداع ونهاية الاختراع.
هذه المقدمة تؤدي إلى نتيجة واحدة لدى كلِّ ذي عقل، أو حصاة من عقل، وهي أن من يحتفي بهذه القصيدة المزعومة يناصر ويؤيِّد التطاول على الله تعالى وسب الإسلام.
وحتى نضرب هؤلاء الملاحدة والعلمانيين في سُوَيْدَاء قلوبهم الخربة، ولنظهر دَجَلَهم واستخدامهم للمَخْرَقة والتمويه (والمَخْرَقة: احتيال الدَّجاجِلة بالحِيل الخفيَّة)؛ نتناول – بإذن الله تعالى - ما يسمونه "قصيدة شرفة ليلى مراد" بالعرض والتفنيد، بوصفها نموذجًا للزبالة الفكرية والأدبية، التي يمجِّدونها ويحتفون بها، وليظهر للقارئ – والأمر واضح وضوح الشمس - مدى تفاهة إبداعاتهم المزعومة، وأدبياتهم الموهومة.
ما يسمونه "قصيدة" هي في مجملها رديئة، ولا تحتاج إلى تعليق، وقد هاجمها الجميع؛ ففي ندوة "حرية الإبداع" التي عُقدت بنقابة الصحفيين المصريين بعد أزمة القصيدة، أنقل لكم قول أحد الكتاب – أسامة أنور عكاشة -: " ليس كل نتاج أدبي يُطلَق عليه فن؛ فللفنِّ معاييرُ ومقاييس، منها الجمال والرقيِّ في التعبير، وأما القصيدة، فهي سيئة للغاية من الناحية الفنية؛ فالألفاظ غير مناسبة، والصورة الشعرية رديئة، والقصيدة في مجملها لا ترقى لمستوى الشعر، ولا تضيف إلى الإبداع؛ لكنها استغلال سيِّئ لحرية الإبداع، وتسيء إلى المبدع نفسه، وهذا النوع من الكتابة يكون بهدف الشهرة أكثر منه رغبة في الإبداع؛ لأن هناك مساحاتٍ شاسعةً يمكن أن يصول ويجول فيها الفنان أو المبدع، دون أن يصطدم بالخطوط الحمراء للمجتمع؛ فالحرية شيء مقدَّس؛ لكنها يجب ألاَّ تمسَّ المقدسات".
إذا سألت: ولِمَ تناوُل هذه التفاهات؟!
أجيبك: أن المتتبع لقضية ما يسمى "قصيدة شرفة ليلى مراد" يجد أن المدافعين عن كاتبها هذا الغِرِّ الشُّعْرُور (والشعرور: هو الذي يخبط في العروض والقوافي، ويلفِّق التراكيب الهشَّة، ويضع كلمة سطرًا، وجملة سطرًا آخر، وثلاث جمل سطرًا، ثم يرجع من جديد حتى يسوِّد مساحة كبيرة من الورق بغثيان لا معنى له) لم يتطرقوا لجوانب القصيدة الفنية، ولم يحاول أحد نقَّاد الملاحدة والعلمانيين استمالةَ القارئ، وإبراز جانب قوة – ولو واحدًا - في القصيدة؛ وإنما قاموا بالبكاء والعويل علي حرية التعبير - التخريف - وعصر الظلام الذي بتنا نعيش فيه!!
أولاً: بالنسبة للعروض فيما يسمونه "قصيدة شرفة ليلى مراد": ليس في هذا الكلام الذي يسمونه "قصيدةً" وزنٌ، وليس فيه أي موسيقا شعرية.
ثانيًا: بالنسبة للصور البيانية: هي ركيكة جدًّا من حيث الكلماتُ والمعاني، وتجمع في طياتها بين النقيضين: الإبهام الشديد – وهو جِدُّ مَعيب - والوضوح لدرجة الحكاية المباشرة بكلمات ركيكة – وهو أشد عيبًا، وأبعد بلاغة وأدبًا - والقصيدة في مجملها رديئة – كما ذكرنا - ولا تحتاج إلى تعليق، وعرضُ أجزاءٍ منها كفيلٌ وحدَهُ ببيانِ أنها أقلُّ مِن أن توصفَ حتى بأنها كلامٌ مفيد!!
المقطع الأول:
أسمهان
صادفوها
وهي تحمى بأَسْوَدِها
أَبْيَضَها
الذي يجرُّ عليها قَذَى الشوارع
مأزقها:
أن الانطباعات الأولى
تدوم
كيف إذن ستغني
أسقيه بيدي قهوة؟!
العرض: يتحدث في المقطع السابق عن المغنية الراحلة أسمهان، ويذكر أن أناسًا مجهولين - كالمارة في الشارع مثلاً - صادفوها – شاهدوها - وهى تحمي بأسودها أبيضَها...إلخ: يلمِّح إلى اهتمامها بمظهرها عن موهبتها لاسترضائهم.
وهناك نكتة طريفة: الصورة البيانية في هذا المقطع هي الطباق، ومع أن الطباق يوضِّح المعنى ويظهره، فالطباق بين "أسودها" و"أبيضها" – كما ترى - زاد إبهام المعنى؛ أرأيت التجديد؟!
نظرية
البكارة
مِلْكُ الأبكار
وحدهم
حتى لو كرهوا
نظرية التملُّك
العرض: يتحدث عن موضوع البكارة، التي تدل على عفَّة الفتاة وشرفها عند العرب والمسلمين، يتحدث وفقًا للمنظور الغربي؛ حيث إن الفتاة هي التي تملك جسدها، وهي حرة تفعل به ما تشاء.
حتى لو كرهوا نظرية التملك: من الذين كرهوا؟ العرب، المسلمون، الرجال..إلخ، ينادي بحرية ملك المرأة لجسدها، وألاّ تهتمَّ بمن يكره ذلك.
رومانسية
نقاوم الشجن بعصر ما بعد الصناعة
لكن مشهد عبد الحليم وأخيه
في حكاية حب
ينتقم للقتلى
يتحدث عن العصر الحديث وضياع الرومانسية، التي يرى وجودها في فيلم عبدالحليم حافظ "حكاية حب"، وفيه مشهد ينتقم للقتلى! ولا يخفى ما فيه من ركاكة شديدة في الكلمات والتعبير.
البلياتشو
تعبنا من توالي الامتحانات
فلماذا لا يصدق الناسُ
أن الأرض واسعة؟!
لنعطِ أنفسنا للمفاجأة
راضين
مرضيين
البلياتشو جاهز للوظيفة
حتى لو شك الجميعُ
فى إجادته العمل
العرض: لم أجد تعبيرًا أفضل مما يقولون: أي حاجة في أي حاجة، ولا زيادة.
الأزبكية
يقسو على نفسه موبخاً: يا لطخ، الجميلات لا يصح أن يصعدن السلالم وهن معلقات على ذكرى الأب الذي يظهر خفيفًا في القصص.
ظلت دعوة الشاي مؤجلة حتى ماتت التي فى مقام الأم أثناء حمى الطوائف، وقبل موتها بربع قرن اعتزلت ذمية تياترو الأزبكية ليصير لديها وقت لتناول الينسون كطيف من زمان السلطنة.
لعلني أنا الذي في الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام، مصطنعًا الاعرجاج في ساقي، والعكاز تحت الإبط، فهل أنتِ الواقفة في شرفة ليلى مراد؟
العرض: أذكِّر السادة القرَّاء أن وزارة الثقافة ومثقفيها من العلمانيين والملحدين يعتبرون هذا الكلام شعرًا إبداعيًّا؛ بل قمة الإبداع، وينشرونه في مجلتهم "الإبداعية" – زعموا - ويعطون عليه جوائز الدولة في التفوق في الإبداع، ولا تعليق!!!
طائرات
البيوت تأكلها الرطوبة
لذلك يطلقون الطائرات الورقية
على السطوح
ليثبِّتوا بها المنازل على الأرض
العرض: أرأيتَ إبداعًا كهذا؛ يُطلقون الطائرات الورقية على السطوح؛ ليثبِّتوا بها المنازل على الأرض؟!
حراسة
ليس من حل أمامي
سوى أن أستدعي اللهَ والأنبياءَ
ليشاركوني في حراسة الجثة
فقد تخونني شهوتي
أو يخذلني النقص
العرض: ليس أمامه حلٌّ إلا استدعاء الله تعالى والأنبياء – تعالى الله عن هذا الكبر والبطر والضلال - لماذا؟ ليشاركوه في حراسة الجثة - أية جثة؟! – لماذا؟! فقد تخونه شهوته أو يخذله النقص، والسؤال المهم: ماذا سيفعل بالجثة إن خانته شهوته أو خذله النقص؟!
فانظر – يا رعاك الله – إلى هذه الجرأة على الله تعالى وعلى أنبيائه – عليهم السلام.
طاغو
تنام متخففةً من شدَّادة الصدر
وعندما تصحو في مواجهة السقف
تلوذ غوايش طاغور
فرقة الإنشاد
تشنجات حلقة الذِّكْر
تقبيل يد القُطْب
هذا هو تأصيل الرغبة
تهكّم الجراحون على أهل العواطف
وعيناك ترفضان النصيحة
بسبب المنام رأتا فيه
البلطة تتدلى مكان الفلورسنت
العرض: ثانية: لم أجد تعبيرًا أفضل مما يقولون: أي حاجة في أي حاجة، ولا زيادة.
الأندلس
أنت خائفة
وعماد أبو صالح خائف
والطفلة التي اتخذها النذل
ذريعة للنجاج
خائفة
يا رب أعطهم الأمان
لم يتحدث أحد عن الأندلس
كل ما جرى
أنك نظرتِ في المِرْآة
فوق
رمزية الترمس
وسماء تحتَكُّ بُرْهَةً بنَهْدَيْنِ
ثم تلتف حول نفسها مسطولة
فوق
ونحن معلقان في الفراغ
كان لا بد أن تقال كلمة مشبوهة
قبل أن تضمحل الدول
العرض: أنت خائفة، وعماد أبو صالح – من هو؟! - خائف، والطفلة التي اتخذها النذل ذريعة للنجاج خائفة: أعجب لدخول كلمة شديدة الغموض ونادرة الاستعمال في كلام شديد المباشرة؛ فكلمة نجاج من نجج: نَجَّتِ القَرْحَة تَنِجُّ بالكسر نَجيجًا: سالَتْ بما فيها؛ قال جرير:
فإنْ تَكُ قَرْحَةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ فإن الله يَشفي من يَشاءُ [الصحاح في اللغة، الجوهري].
وباقي المقطع كالعادة: أي حاجة في أي حاجة.
الأحرار
الرب ليس شرطيًّا
حتى يمسك الجُنَاة من قفاهم
إنما هو قروي يزغِّط البط
ويجسُّ ضرع البقرة بأصابعه صائحًا:
وافرٌ هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذي يضعه الرب آخِرَ كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة
العرض: الرب ليس شرطيًّا حتى يمسك الجناة من قفاهم: كلام واضح ومباشر وقبيح.
إنما هو قروي يزغط البط، ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحًا: وافرٌ هذا اللبن: أخيرًا وجدنا أسلوبًا يمتُّ للعربية بصلة؛ فهذا أسلوب حصر وقصر بمعنى: ما الرب إلا قروي – ساذج طبعا، تعالى الله عما يقول الظالمون والملحدون علوًّا كبيرًا - يزغِّط البط، ويجسُّ ضرع البقرة بأصابعه صائحًا: وافرٌ هذا اللبن – تعالى الله عما يقول مكرَّمو وزارة الثقافة علوًّا كبيرًا – ربما قال أحد هؤلاء الملحدين والعلمانيين - ليهربوا من المواجهة كعادتهم -: وما أدراكم أنه يقصد الله تعالى، فهناك رب البيت، ورب العائلة...إلخ، ولكن حتى هذه لم يتركها لهم، فأتبعها: "الجناة أحرار لأنهم امتحاننا الذي يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ قبل أن يؤلف سورة البقرة".
أهذا شعرٌ يكرَّم يا وزارة الثقافة، الله تعالى الذي لا إله إلا هو، يقال عنه ذلك: يؤلف سورة البقرة.. وقروي...إلخ، قاتلكم الله وأخزاكم.
الطائر
الرب ليس عسكري مرور
إن هو إلا طائر
وعلى كل واحد منا تجهيز العنق
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرؤوس؟
هل تريدين منه
أن يمشي بعصاه
في شارع زكريا أحمد
ينظم السير
ويعذب المرسيدس؟
العرض: الرب ليس عسكري مرور، إن هو إلا طائر: ما العلاقة بين نفيه عن الرب أنه "عسكري مرور"، وإثباته له – كيف وقد استخدم أسلوب الحصر والقصر - أنه "طائر يرفرف".
وعلى كل واحد منا تجهيز العنق: لأنه سيقطعها، أسأله تعالى أن يقطع رؤوسكم بما فيها من قاذورات فكرية؛ حتى يستريح الناس من فسادكم وطغيانكم.
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرؤوس؟ هل تريدين منه أن يمشي بعصاه في شارع زكريا أحمد ينظم السير ويعذب المرسيدس؟: كلام ركيك لا يمت للشعر بصلة، وتطاول على العزيز الجبار – سبحانه وتعالى – قاتلهم الله أنى يؤفكون!
• • •
انتهى ما يسمونه "قصيدة"، تخيَّل – أخي الكريم - لو تُرْجم هذا الكلام إلى أيّة لغة من اللُّغات، والله لاستلقى القارئون على أقفيتهم من الدهشة والضحك!
هذا الذي تُطْلِق عليه عصابة الملحدين والعلمانيين بوزارة الثقافة شاعرًا مبدعًا؛ بل متفوِّقًا في الإبداع، وأعطوه خمسين ألف جنيه من أموال الشعب على ذلك - أهذا إنسان مُفيق؟! أهذا خَلْقٌ يتكلَّم في الآداب وفي الشِّعر؟! أهذا تصوُّر يليق بمَن يحمل رأسًا فيه ذرَّة مِن عقل؟!
جواب كلِّ ذي عقل، أو حصاة من عقل: لا، ولا كرامة!
هل يُتَخيَّل أن لهذا الصَّديد المنبثق من كلماته معنى يُفهم، من أيِّ أديم شُقَّ وجهُ هذا الرجل؟!! بل وجوه تلك العصابة؟!
كيف يستحلُّون لغِرٍّ لا يُحسن أن يتكلَّم كلامًا يربط بين جُمَله عقلٌ، هو عبارة عن مقاذع الألْسنة (والمقاذع: الكلام القبيح والفحش) أن يلزِقوا باسمه لفظ "الشاعر"؟! أليس فيهم من يفهم في الأدب والشعر يستنكف أن يغمسَ مدادَ قلمه في كَذبٍ مفضوح؟!
ألا يوجد عندهم ملحد أو علماني يستطيع سترَ عواره ودمامته بالمَخْرَقة والتمويه (والمخرقة: احتيال الدَّجاجِلة بالحِيل الخفيَّة)؟!
أهذا هو إبداعكم يا ملحدي وعلمانيِّي وزارة الثقافة، يا من كسرتم رقبة البلاغة، أي إبداع هذا الذي يصف الله - عز وجل - بعسكري المرور الذي ينظم حركة السير بشارع زكريا أحمد؟!! أي إبداع هذا الذي يشبِّه الله العزيز الجبار بالقروي الذي يزغِّط البط ويجسُّ ضرع البقرة بأصابعه صائحًا: وافر هذا اللبن؟!!
ومن أعجب العجب أن أحمد عبدالمعطي حجازي – رئيس تحرير مجلة "إبداع" - من أشد المحاربين لقصيدة النثر – إن لم يكن أشدَّهم – وأسأله:
أتنسى معركتك وتتجاوز عن كل شيء لمجرد أن سمعتَ فيها التطاول على الله تعالى، هل تنتشي بسب العزيز الجبار إلى هذه الدرجة؟! أليست هذه قصيدةَ النثر التي تحاربها؟! أم أن أذنك سمعت التطاول على الله تعالى فعدَّته موسيقا شعرية تفوق موسيقا الوزن والإيقاع؟!
تخيَّل معي أيها القارئ الكريم، أنهم يطلقون على هذا الانحطاط والإسفاف "إبداعاً"، ويتهمون الآخرين بأنهم لا يفهمون قراءة الشعر؛ أي شعر هذا؟! شعر ملحدي وزارة الثقافة وعلمانيِّيها.
افرحوا يا أهل الأدب، فقد جدّدوا تعريف الشعر – وأي تجديد! - فهو عندهم: لا وزن ولا قافية، ولا صور بيانية، ولا خيال ولا عاطفة، العنصر الأساس فيه هو سب الإسلام وشريعة المسلمين، والتطاول على الله، تبارك وتعالى.
هذه العصابة المجرمة تلقِّن تلاميذها الكفر والإلحاد والفجور، تدعو إلى الثورة على القرآن والسنة حينًا بدعوى إعمال العقل، وحينًا تدعو إلى نبذ السنَّة والأخذ بالقرآن فقط، لا تهتم هذه العصابة إلا بتدريس الجنس وإثارة الغرائز، يرون أن الشريعة الإسلامية أكبر معوِّقات التقدم والنهوض، وأن اتباعها يؤدي إلى التخلف عن ركب الحضارة الحديثة، يحاربون هُوِيَّة الدولة أن تكون إسلامية، وينادون بتغيير الدستور، لا لشيء إلا لتغيير إسلامية الدولة، وألاّ يصير الإسلام هو المصدر الرئيس للتشريع – مع أنه أمر شكلي كما يعلم الجميع.
أرأيتم هؤلاء الظلاميين الرجعيين، الذين يريدون أن يرجعوا بالمسلمين إلى الجاهلية – عصر ما قبل الإسلام - بعد أن أعزهم الله بالإسلام؟! يريدونهم أن يرجعوا إلى الظلمات بعد أن منَّ الله عليهم بإخراجهم من الظلمات إلى النور؟! هل رأى من عنده حصاة من عقل رجعية كهذه الرجعية؟! هل هناك في تاريخ البشر ظلاميون كهؤلاء الظلاميين، هؤلاء الضالون المضلون؟!
والسؤال: إلى متى يظل العلمانيون في مصر يعتقدون أنهم المحتكرون للفكر والثقافة والإبداع دون غيرهم؟!
أما أنت يا حلمي، يا من كسرت رقبة البلاغة، فأقول لك من شعري:
فَلا تَلْبَسْ رِدَاءَ الشِّعْرِ يَوْمًا أَغَرَّكَ مَا اسْتَقَأْتَ مِنَ الفُجُورِ
وَلا يَغْرُرْكَ أَغْرَارٌ لَدَيْهِمْ عُيُونُ الشِّعْرِ مِثْلُ قَذَى الشَّعِيرِ
وهاك قولَ الشاعر:
فَعَدِّ عَنِ الْكِتَابَةِ لَسْتَ مِنْهَا وَلَوْ لَطَّخْتَ ثَوْبَكَ بِالْمِدَادِ