الرئيس السوداني يدفع إلى الانفصال وتمزيق بلادنا؛ السودان
ما فتئ الدجال عمر حسن البشير يكذب على شعبه بتصريحاته حتى افتضح أمره قبيل الاستفتاء على الانفصال بحيث طلع علينا بعدة إجراءات تصب كلها في صالح الانفصال، وهو كما يبدو لا يريد الانفصال، ولكنها غباوة منه وخبث أسود، وكذب حقير، وتمثيلية لممثل مبتدئ..
إن الذي لا يريد لبلده الانفصال لا يتصرف تصرف البشير، فقد طلع علينا اليوم بعدة إجراءات، وكان الأولى أن يدخرها على الأقل لما بعد الاستفتاء..
إن رفع الرسوم على المواد الأساسية كالسكر والبنزين ورفع الدعم عنهما يصب في صالح الانفصال لأنه يثير التذمر لدى الذين لا يرغبون في الانفصال لأنهم سيصوتون على الوحدة في الغالب، ولكنهم بإجراءات البشير قبيل الاستفتاء يدفعهم إلى التصويت ضد الوحدة خصوصا في وسط الجنوبيين علما بأن أكثر الجنوبيين يريدون الانفصال، وقد نجح الغرب، ونجحت الأمم المتحدة في الدفع بالاستفتاء إلى الانفصال..
هل يتصرف السياسي والمسئول تصرف البشير إذا كان حقا لا يريد الانفصال؟
هل دخول موجة الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 40 في المائة قبيل ساعات عن الاستفتاء تصرف يعكس حقيقة البشير ورغبته في عدم الانفصال؟
هل ما أوعز به الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل السوداني بكري يوسف عمر بشأن ارتفاع أسعار السلع إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية وحركة سعر الدولار؛ حقيقي؟ وهل هو مناسب في هذا الوقت؟
وهل ليس هناك وقت يثار فيه بعد الاستفتاء وليس قبله؟
وهل دعوته إلى تكامل اقتصادي بين الشمال والجنوب حتى في حال الانفصال دعوة إلى الانفصال، أم دعوة إلى الوحدة؟
وهل ما أعلنته الحكومة السودانية اليوم ـ الجمعة 07 يناير 2011م ـ من إجراءات اقتصادية قبيل الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب رفعت بموجبها أسعار الوقود، وخفضت رواتب شاغلي المناصب الدستورية بنسبة 25% وقلصت تكلفة سفرهم إلى الخارج بنسبة 30%؛ دعوة إلى الانفصال، أم دعوة إلى الوحدة التي يدعيها كذبا البشير وعصابته؟
إن انفصال جنوب السودان عن شماله قد حسم أمره خارج السودان قبل أن يحسم في داخله، ولو صوت الشعب السوداني على الوحدة، فإن الوحدة ليست رغبة الغرب وليست رغبة أمريكا تحديدا، وعليه إذا طلعت نتيجة الاستفتاء لصالح الوحدة، ولن تحصل، فسيعاد الاستفتاء ليساير الرغبة الغربية في فصلنا عن بعضنا البعض، وزيادة تجزيئنا وتشتيتنا ليسهل أكثر السيطرة علينا وعلى مقدراتنا وخيرات بلداننا..
إن البشير هو الذي دخل في صفقة خبيثة مع أمريكا من أجل الانفصال شرط أن تحميه من ملاحقة محكمة الجنايات الدولية، وتدعمه للبقاء في رئاسة الدولة ولو صمتا، أو بتصريحات لا يراد بها إلا عكس ما في مضمونها من العبارات..
تبا لكل الانفصاليين في جميع البلاد العربية والإسلامية، وتبا لكل داعم لها من أوروبا وأمريكا وكل المثقفين بسكوتهم المشبوه، وكل الحكام العرب بصمتهم على الأقل، وحبا وكرامة للمقاومين والمجاهدين والأحرار في وقوفهم ضد الانفصال في السودان والعراق والمغرب..
لن يهدأ الجنوب بانفصاله، ولن يسعد الغرب وينتشي ويشرب نخب الانتصار لأن الأحرار والمجاهدين والمقاومين في السودان وغيرها ليسوا نائمين، وسينهضون لإعادة الوحدة كما كانت، بل سيعملون على تحقيق وحدات أخرى في جميع البلاد العربية والإسلامية رغما عن الغرب وعملائه، لأن الوحدة من قيم حضارتنا، ومكون أساسي في ثقافتنا..
..............
طنجة الجزيرة
طنجة في:
07 يناير 2011م