قَومِي فِي المَحَافِلِ
كَأَيِّن مِنَ الأَقوَامِ بِالسُّلَّمِ ارتَــقَى
إِلَى المَجدِ إِلحَاحًا فَطُوبَى لِمَن رَقَى
وَقَومِي استَكَانُوا لِلهَوَانِ فَلاَ تَرَى
لَهُم فِي المَحَافِلِ اتِّفَاقًا وَمُلــــتَقَى
وَقَفتُ عَلَى أَمجَادِهِم مُتَحَــسِّرًا
بِنَاءٌ مَشِيدٌ بِانتِظَامٍ تَنـــــَسَّقَا
لِقَومِي مَعَالٍ سَامِقَاتٌ عَرِيـــقَةٌ
بِكُلِّ بِقَاعِ الأَرضِ غَربًا وَمَشرِقاَ
فَأَينَ الدِّيَارُ العَامِرَاتُ بِِذِي الرُبَى
وَأَينَ بِنَايَاتٌ سَنَاهَا تَأَلَّـــــــقَا
وَأَينَ رِجَالاَتُ الصَّلاَحِ وَمَرتَعُ
الشَّهَامَةِ وَالعِزِّ الأُبَاةِ ذَوِي التُّقَى
وَأَندَلُسٍ كَانَت مَلاَذَ مَنِ ابـــتَغَى
عُلُومًا وَآدَابًا وَعَيشًا وَمَرفِــــقَا
خَلِيلَيَّ قُومَا اليَومَ صَارَت بِلاَدُنَا
أَسِيرَةَ أَعدَاءٍ أَبَاحُوا مَنَاطِــقَا
فَمَا خَرَجَ الغَازِي لِأَرضِ جُدُودِنَا
ا
وَأَرسَى لَهُ فِيهَا خَدِيمًا وَمُلحَـــقَا
فِلَسطِينُ صَارَت لِليَهُودِيِّ مَلجَأً
وَصَارَت أَعَادِينَا تَحُجُّ تَدَفُّــقَا
وَبَعضُ الأَعَارِيبِ استَكَانُوا لِمَوثِقٍ
مَتَى كَانَ يوما لِليَهُودِيِّ مَوثِـــــقَا
تَدَاعَى عَلَى الدِّيَارِ غَازٍ يَسُومُنَا
عَذَابًا وَتَقتِيلاً وَمَا كَانَ مُشــــفِقَا
يُقَتِّلُ صِبيَانًا وَشِيبًا وَنِســـوَةً
بِلاَ رَحمَةٍ يَلتَذُّ بِالدَّمِ مُهــــرَقَا
صُحُونٌ تُذِيعُ السَّفكَ فِي كُلِّ مَوقِتٍ
فَنُصبِحُ آلاَمَا وَنُمسِي مَـــآرِقَا
أَقُولُ وَقَد سَاءَت أُمُورٌ كَثِيرَةٌ
أَغَبنَا ضَمَائِرًا وَعَقلاً وَمَنطِقَا
أُنَاسٌ بِلاَ مَأوَى يُرِيدُونَ مَأمَنًا
وَنََاسٌ بِرَاحٍ تَستَمِيدُ النَّمَــــارِقَا
أَقَومِي تَقَاعَستُم وَطِبتُم تَوَاكُلاً
تَعَالَوا نُقَلّد نَاجِحِينَ فَنَلــــحَقَا
فَأَيُّ مَنَالٍ فِي الحَيَاةِ تَوَفَّــرَت
شُرُوطٌ لَهُ حَتمًا دَنَا وَتَحَــــقَّقَا
أَقَومِي هَلُمُّوا أَجمَعِينَ لِلــعُلاَ
فَمَن لَم يُعَانِد جَاهِداً يُحرَمِ البَقَا
أَقَومِي زِمَامُ المَجدِ سَهلٌ مَنَالُهُ
إِذَا كُنتُمُ لِلمَجدِ سَاعِينَ أَســـبَقَا