[align=center:eb6cb1f925]» شيفرة دافنشي "الرواية التي هزت الأوساط المسيحية" [/align:eb6cb1f925]
الضجة العالمية حول هذه الرواية جاءت مبكرة وقبل نحو عامين لمنعها، وصلتنا متأخرة ربما بسبب ترجمتها بعد فترة من صدورها إلى العربية.
يقول أحد الباباوات "البابا رفعت" وهو من أوائل المعارضين لهذه الرواية أن شخص السيد المسيح تعرض على مدار تاريخ الكنيسة لمحاولات دراسة وتحليل. والكثير من هذه المحاولات لا ترتكز على معطيات الكتاب المقدس ولا على أي أسس علمية. "النظريات يجب أن تحترم الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة الذي لا ينكر أن فيه بعض الأخطاء، بحكم أن الكنيسة تدار من قبل بشر، إلا أن هذا الأمر لا يبرر الإساءة".الأب رفعت بدر استند في الكثير من نقاط انتقاده ورفضه لهذه الرواية إلى البيان الذي نشره المركز الكاثوليكي للإعلام في بيروت.
بينما يرى الأب حنا الكلداني من مطرانية اللاتين أن كون الكتاب يتعرض لشخص السيد المسيح لا يجعله محظورا، ويضيف أن من الخطأ التعامل مع الناس على أنهم قاصرون وغير قادرين على اتخاذ قرار بشأن كتاب سواء أكان جيدا أم سيئا.
* وثنية مسيحية أم مسيحية وثنية؟!
المثير أن ردود الفعل متقاربة سواء في الوسط الإسلامي الذي دهش لهذا السرد التاريخي المغير لحقائق دينية مسيحية عديدة أو حتى الوسط المسيحي الكاثوليكي المتشدد في كل ما يتعلق بعقائده الموروثة.
الرواية المثيرة للجدل والتي تقع في نحو 500 صفحة من القطع المتوسط تحاول كشف التأثيرات المتبادلة والتفاعلات بين الأديان السابقة للمسيحية وبين المسيحية نفسها، وتحديدا بين الوثنية وبين المسيحية وكثيرون ممن قرأوا الرواية وجدوا فيها الكثير من محاولات التشكيك بأسس العقيدة المسيحية التي تنص علي بعضها أيضا العقيدة الإسلامية.
وأقل ما يمكن أن يقال في هذا الشأن أن بين أيدينا نموذجا حيا لثنائية الدين والسياسة.
واللافت أن هذه الرواية لمؤلفها دان براون والتي بيع منها حتى الآن أكثر من 9 ملايين نسخة ومن 50 لغة، والتي قامت "الدار العربية للعلوم" - بيروت، بترجمتها وطباعتها، وظفت مقولات مقدسة ومقبولة دينيا إسلاميا ومسيحيا لتسقطها على أحداث وتحولات وصراعات تاريخية ودينية وسياسية.
وتحاول الرواية عبر شخوصها وأحداثها وعقدها، عرض أفكار تناقض العقيدة المسيحية الحالية على نحو جوهري، بل إنها تنسف أحيانا بين سطورها حقائق عقدية غاية في الأهمية.
* قصة الرواية!
قصة الرواية المثيرة تحكيها مجموعة شخصيات رمزية غير حقيقة تبدأ في متحف اللوفر وبنفس بوليسي للوصول إلى حقائق تاريخية مدفونة، تسلط الضوء على جماعة دينية تدعى جمعية "سيون" الدينية التي تثير بمعتقداتها الكثير من الإشكال حول صحة معظم معتقدات المسيحيين، ويعد ليوناردو دافنشي أحد أبرز أعضائها
التسلسل البوليسي لجريمة قتل في اللوفر تتطور لسرد تاريخي حول هذه الجمعية التي يعد القتيل أحد أفرادها لتعود بنا إلى تاريخ قسطنطين الذي يعتقد "السيونيون" أن المسيحية دخلت منعطفا تاريخيا عندما تنصر الإمبراطور قسطنطين، وأدخل تعديلات خطيرة على المسيحية، مخالفة لسياقها وانتمائها الأصلي لسلسلة الديانات والرسل من قبيل ألوهية المسيح. وأن لمسيحية الحالية هي مسيحية من صنع قسطنطين وأن المسيحية الحقيقة هي ما يؤمن به هؤلاء "السيونيون".
وتعرض القصة من خلال سردها للأحداث لكثير من المعتقدات التي تشكل خطا أحمرا بالنسبة لمسيحي اليوم على اختلاف طوائفهم، ومثال ذلك أن المسيح باعتقاد جماعة "السيونيون" رجل عادي تزوج من مريم المجدلية، وأنجب منها بنتا سميت "سارة" وأن ذريتها الملكية باعتبار أن المسيح من ذرية داود وسليمان باقية حتى اليوم"..
وإن وظيفة أعضاء جمعية سيون حماية هذه الأسرة الملكية من نسل المسيح ومريم المجدلية والحفاظ عليها وبالعودة لأحداث القصة فإن "سونيير" مدير متحف اللوفر هو آخر رئيس للجمعية، وهو أيضا من هذه السلالة الملكية.
القصة لذا تعرض وتبشر بـ "المسيحيين الجدد" وهؤلاء المسيحيون (الجدد) بحسب السرد التاريخي الذي امتزج بالروائي في "شيفرة دافنشي" هم "السوينوين".
* "السيونوية " .. والمسيحية الوثنية!
والسيونية التي تعرض لها الرواية تبدو مزيجا من الوثنية والمسيحية فهي تؤمن بالمسيح وتعتقد بأتباعه، وتعتقد أيضا ببشريته وبالمعتقدات السابقة للمسيحية.
وخلاصة القول إن مؤلف رواية "دافنشي كود" Da Vinci Code يتطرق لمواضيع حساسة تتعلق بصلب الاعتقاد المسيحي، وببساطة يمكن القول إن الرواية تتعرض للدور الخطير الذي قام به الإمبراطور قسطنطين الروماني في ترسيخ المسيحية الحديثة عن طريق خلق دين هجين يجمع بين المسيحية والوثنية، التي كان يؤمن بها.
ووردت في الكتاب أيضا أمور تشكك في مجمل الاعتقاد المسيحي، كقول مؤلفه إن 25 ديسمبر هو عيد ميلاد الإله الفارسي "مثرا" الذي يعود إلى ما قبل ميلاد المسيح. وإن الهالات التي تحيط برؤوس القديسين هي أقراص الشمس المأخوذة من المصريين القدماء.
وإنه في البداية كان المسيحيون يتعبدون يوم الشبط، أو السبت اليهودي، ولكن قسطنطين غيَّر اليوم ليتوافق مع اليوم الذي يقوم فيه الوثنيون بعبادة الشمس Sunday.
وإن مدينة "نيقية" هي التي شهدت، عن طريق التصويت الذي شارك فيه كهان مسيحيون، ولادة فكرة أُلوهية المسيح وغير ذلك من الأسس الأخرى.
ورأى قسطنطين أنه يجب اتخاذ قرار حاسم، إذ قرر عام 325 توحيد الإمبراطورية تحت لواء دين واحد هو المسيحية، لكنه أنشأ دينا هجينا مقبولا من الطرفين، وذلك بدمج الرموز والطقوس الوثنية والمسيحية معا.
وتنسف الرواية حقائق عقدية مسيحية غاية في الرسوخ من قبيل أن ألوهية المسيح حاجة ملحة وضرورية للسلطة السياسية تم اعتمادها كضرورة فقط.
والمثير ما تقوله الرواية من أن قسطنين أمر بإنجيل جديد أبطل الأناجيل السابقة التي تتحدث عن إنسانية المسيح وبشريته وجمعها وحرقها كلها
* تصوير القصة :
بعد حصوله على موافقة وزارة الثقافة الفرنسية يقوم المخرج الأمريكي رون هوارد صاحب أوسكار 2002 عن فيلمه "رجل استثنائي" بتصوير أحداث الرواية المثيرة "دافنشي كود" التي كتبها دان براون وبيع منها ما يزيد عن 20 مليون نسخة بمختلف لغات العالم والتي تبدأ أحداثها في متحف اللوفر بالقرب من اللوحة الأشهر في العالم الموناليزا أو الجوكندا التي رسمها "فلتة الزمان" ليوناردو دافينشي.
سيقوم توم هانكس بتجسيد الشخصية المحورية في الفيلم وهي شخصية البروفسور الأمريكي الخبير بفك الرموز أما جان رينو سيقوم بأداء شخصية مفتش الشرطة.
وقد ذكر هنري لواريت، مدير متحف اللوفر، أن مباحثاته مع الجهة المنتجة للفيلم ركّزت بشكل خاص على عدم تعارض شروط التصوير مع النشاط المعتاد للمتحف، الذي يرتاده السياح يوميا بالآلاف من كل حدب وصوب، وكذلك دراسة السيناريو بدقة من أجل تقدير الاحتياجات الأمنية الضرورية واللازمة لحماية التحف والأعمال المعروضة.
منقول دون تصرف
الناقل عن الناقل كالوارث عن ابيه :wink: