واسمع وعه سرا عجيبا كان مكتوما من الأقوام منذ زمان
فأذعته بعد اللتيا والتي*** نصحا وخوف معرة الكتمان
جيم وجيم ثم جيم معهما*** مقرونة مع أحرف بوزان
فيها لدى الأقوام طلسم متى*** تحلله تحلل ذروة العرفان
فإذا رأيت الثور فيه تقارن الجيمات بالتثليث شر قران
دلت على أن النحوس جميعها*** سهم الذي قد فاز بالخذلان
جبر وارجاء وجيم تجهم**** فتأمل المجموع في الميزان
فاحكم بطالعها لمن حصلت له*** بخلاصة من ربقة الايمان
فاحمل على الأقدار ذنبك كله*** حمل الجذوع على قوى الجدران
وافتح لنفسك باب عذر اذ ترى*** الأفعال فعل الخالق الديان
فالجبر يشهدك الذنوب جميعها*** مثل ارتعاش الشيخ ذي الرجفان
لا فاعل أبدا ولا هو قادر*** كالميت أدرج داخل الأكفان
والأمر والنهي اللذان توجها*** فهما كأمر العبد بالطيران
وكأمره الأعمى بنقط مصاحف*** أو شكلها حذرا من الألحان
واذا ارتفعت دريجة أخرى*** رأيت الكل طاعات بلا عصيان
ان قيل قد خالفت أمر الشرع قل*** لكن أطعت ارادة الرحمن
ومطيع أمر الله مثل مطيع*** ما يقضي به وكلاهما عبدان
عبد الأوامر مثل عبد مشيئة*** عند المحقق ليس يفترقان
فانظر الى ما قادت الجيم الذي*** للجبر من كفر ومن بهتان
وكذلك الارجاء حين تقر بالمعبود تصبح كامل الايمان
فارم المصاحف في الحشوش وخرب البيت العتيق وجد في العصيان
واقتل اذا ما اسطعت كل موحد*** وتمسحن بالقس والصلبان
واشتم جميع المرسلين ومن أتوا*** من عنده جهرا بلا كتمان
وإذا رأيت حجارة فاسجد لها*** بل خر للأصنام والأوثان
وأقر أن رسوله حقا أتى*** من عنده بالوحي والقرآن
فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا*** وزر عليك وليس بالكفران
هذا هو الارجاء عند غلاتهم*** من كل جهمي أخي الشيطان
فأضف الى الجيمين جيم تجهم*** وانف الصفات وألق بالأرسان
قل ليس فوق العرش رب علم*** بسرائر منا ولا اعلان
بل ليس فوق العرش ذو سمع ولا*** بصر ولا عدل ولا احسان
بل ليس فوق العرش معبود سوى العدم الذي لا شيء في الاعيان
بل ليس فوق العرش من متكلم*** بأوامر وزواجر وقران
كلا ولا كلم اليه صاعد*** أبدا ولا عمل لذي شكران
إني وحظ العرش منه مخط ما*** تحت الثرى عند الحضيض الداني
بل نسبة الرحمن عند فريقهم*** للعرش نسبته الى البنيان
فعليهما استولى جميعا قدرة*** وكلاهما من ذاته خلوان
هذا الذي أعطته جيم تجهم*** حشوا بلا كيل ولا ميزان
تالله ما استجمعن عند معطل*** جيماتها ولديه من ايمان
والجهم أصلها جميعا فاغتدت*** مقسموة في الناس بالميزان
والوراثون له على التحقيق هم*** أصحابها لا شيعة الايمان
لكن تقسمت الطوائف قوله*** ذو السهم والسهمين والسهمان
لكن نجا أهل الحديث المحض أتبـ***ـاع الرسول وتابعوا القرآن
عرفوا ما الذي قد قال مع علم بما*** قال الرسول فهم أولوا العرفان
وسواهم في الجهل والدعوى مـ***ـع الكبر العظيم وكثرة الهذيان
مدوا يدا نحو العلى بتكلف*** وتخلف وتكبر وتوان
أترى ينالوها وهذا شأنهم*** حاشا العلى من ذا الزبون الغاني