حبيبتي :
في يومٍ من الأيام وفي بلادٍ قريبةٍ جداً منك. وفي وقت ٍ أقرب ما يكون إلى الفناء, مات أنا.
نعم مات أنا .
لم تجري مراسم التشييع في أي مسجدٍ أو كنيسة, وحتى لم يسمع أحدٌ بموتي إلا أنا.
عندما أدركت أني آويت إلى برزخٍ سيبعدني عن هذا العالم الدامي , قمت واغتسلت غسل الميت وحملت نفسي باتجاه مسجد أبعد ما يكون عن عيون الناس وصليت على جثتي في الوقت الذي شغل فيه الناس بسكرهم وعربدتهم وأموالهم . لم يراني أحدٌ وقتها . وحدي أنا من قام بهذه المراسم وأذّنت على نفسي . وأنا على قارعة الفناء أشيع فتات بقائي وعندما أحسست بالظمأ احتسيت كأساً من الحب ودثرت قبري فيه . القبر الذي لم يوضع عليه أي حجر . ولم يدفن في أي أرض. قبري الذي حفرته في بقعة ٍ من اللا وجود في لحظةٍ من اللا وقت على مرمى من أعين اللا شيء .
لقد كان من المبكي أو المؤسف أو ربما من الأجدى لي أن أدفن نفسي هناك.
فهناك لن أجد ما قد يجعلني أفكر في من أكون أو لماذا أكون.
لأن اللا زمن الذي فتحته بسيف موتي أستطيع فيه أن أنئ عن كتائب العربدة الإنسانية . فيد الوجود أقصر من أن تصل إلى فقاقيع احتراقي . أو رماد فنائي .
أنا الآن أجلس على شرفة الغياب , وأرتشف قهوة الصمت وتتلاشى في عينيَّ أمواجٌ من اللا عودة فهناك صرت
أنا خارج حسابات الزمن والبشر .
فلا تفكري في إعادتي إلى لغة الأرقام لأن المسرحية انتهت .
المرسل: حبيبك الميت
مكان الإقامة: لا وجود
تاريخ الإرسال: لا وقت
هامش: يحظر الرد على الرسالة لاستحالة الوصول إلى المرسل .