أنا وحذائي
أنظر أرضا حيث يقبع حذائيّ .. ففيهما الأحلام و بهما ستتحقق .. أرفع رأسي .. تلتقي عيناي بعيني زوجي .. ذو العينين الشاحبتين .. أغمضهما سريعا فلدي حلم .. سيضيع إن واصلت النظر إلى هذا الزوج البليد .. أرتدي الحذاء .. بعد تلميعه جيدا فقد تحتفظ به متاحف العالم ذات يوم .. وقد يباع بملايين الريالات ..!
- أيا امرأة .. هل من طعام ..؟
أكتم غضبي .. ليتك تشعر بي و بهمومي التي تثقل قلبي
بدلا من التفكير الدائم في الطعام ..
-هيا يا غبية .. احضري لي ما آكله ..!
آهـ لأيام كنت تتزلف بالقرب من حذائي و حذاء والدي العجوز .. لكن سأجعلك تخضع بعد أيام لهذا الحذاء ..
أرتدي حذائي ذو الكعب .. أسير الهويناء .. كأميرة ضائعة تترقب مقدم منقذها .. ألج المطبخ .. أشرع بفتح باب ثلاجتنا الهرمة ..أصرخ و لكن بصمت ..( لا شيء يستحق الأكل هنا ..!)
أدخل رأسي جيدا أشعر به كتلة من ثلج ..! أبحث عن شيء سيؤكل ليقذف به في متاهات أمعاء زوجي ..
الذي صمت و على حين غرة ..!
بالطبع هو لا يصمت إلا إن كان ينوي فعل شيء ..!
(أخيرا وجدتها!!)
أصيح بفرح و أنا أحمل بيضتين .. منسيتين .. أبدأ في قليها ..
و يبدأ الحلم يشتعل في رأسي .. و الجنون يلاحقني .. لأكن مجنونة مادمت سأكون مشهورة .. و ستحاز لي الدنيا .. و ستنشر لي بعض حروف كنت قد كتبتها أيام مراهقتي عن فارسي المغوار القادم على حصان فضي ..!
لكن لابد من تنظيم و تخطيط .. فالمجد لا يأتي بالفوضى والغباء .. حسنا .. سأرتدي حذائي .. بعد توديع بيتي و حتى زوجي و سأقول له استوصي بأحلامي خيرا ..! و كذلك أوراقي ..! و لا تنسى أن تزورني إن سجنت في السجن المركزي .. و تحضري لي في كل زيارة وردة .. كما أوصيك بأن لا ترد على رسائل المعجبين بي .. و إن جاء محاموا العالم للمرافعة عني و بالمجان فلا تتذاكى عليهم .. و ستأتيك الصحافة من كل بقاع العالم لتصور بيتنا ..
ومكان جلوسي .. و أوراقي التي كتبتها أيام مراهقتي ..فدعهم يلتقطون الصور .. و أخبرهم أن لدي كتاب أسميته
( أنا و حذائي ... نصوص حلم سندريلا بفارسها القادم على صهوة جواد فضي )
و لا تكن غبيا كما أعرفك .. فتطلب منهم النشر .. بل كن واثقا من نفسك .. و معتزا بي ..و بكتاباتي .. أعلم أنك تقول في قرارة نفسك إنها سخيفة .. لكن لا عليك ستفتح لنا أبواب مجد لا تعد ..
ألقي بنظرة خاطفة للحذاء .. ثم أتنفس بهدوء ..
( من هنا سيبدأ تحقيق المجد ..!)
- يا صفية الكسولة .. أين الطعام ؟
انتبه لصوته الغاضب .. و لوقع حذائه يمر بجانب رأسي ..
و لقلبي الذي كاد أن يتوقف ..!