الغرب حرق عشرات الالاف من انصار العولمة الاسلامية والذين استوردوا الافكار الشرقية
الغرب حارب انصار المشرق وهدم مدنهم وحرق مزارعهم ولم يترك منهم ولا شخص واحد بوسط وجنوب فرنسا وحتى بايطاليا
اظن ان حال العرب الان سياسيا وثقافيا واجتماعيا لا يختلف الكثير عن حال اهل الغرب منذ عشرة قرون تقريبا , لكن اظن ان الكثير من اهل الغرب في ذلك العهد كانوا أوعى من الكثير من العرب الان
لو ننظر الى العرب الان
الدولة ككيان ليس لها وجود , عصابات تحكم هنا وهناك وتظن ان الدولة هي ملكهم الخاص , السلط الثلاثة المعتبرة كركن اساسي للدولة وهم السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية نجدهم في يد الحاكم واقاربه , كل من يصعد للحكم عن ظهر دبابة يقول: انا بداية التاريخ وانا نهايته وفكر مثلي واعبدني او مكانك المقبرة الخ…..
الاسلام او العرب والعولمة
نجح العرب او المسلمون في ذلك العهد في نشر دين شرقي في منطقة البروفانس بفرنسا وبعدة مناطق اخرى بايطاليا وكانت عاصمتهم الدينية مدينة Albi بجنوب فرنسا
شهروا معتنقي هذا الدين ب Albigenser و cathares و bogomiles
هنا اظن ان العرب او المسلمون في ذلك العهد تصرفوا مثلما يتصرف الغرب الان ( اشك في مقاله روسال وغيره بان الدين الذي انتشر بالغرب كان gnosticisme لاننا نجد روسال يقول ان هذا الدين انتقل من الشرق الى بلغاريا وبعدها يوغسلافيا الخ …
الاتهامات التي وجهت لمعتنقي هذا الدين هي انهم كانوا يتصرفون مثل العرب اي المسلمين وانانيين ولا يفكرون الا في ملذات الحياة والتنعم بها ) ( اظن هذا ما نقوله عن اهل الغرب الان )
قام معتنقي هذا الدين بهدم الكنائس ورفضوا سلطة البابا والسلطة الدينية ككل , اسسوا دويلات تطورت كثيرا مقارنة ببقية الغرب بمساعدة العرب بطبيعة الحال
تحركت الكنيسة وانصارها من الاقطاعيين وقاموا بحرب صليبية ضدهم دامت حوالي 20 سنة في اواخر القرن الحادي عشر وقضوا عليهم وعلى كل ما هو فكر شرقي
اهل الغرب كانوا في القرن العاشر أوعى منا بكثير الان حيث انهم حددوا من هو عدوهم وبدأوا يتغنون بضربه وازالته وطرده من اراضيهم ( انظر في تاريخ الادب الغربي ما يلقبوه ب Les chansons de geste
الاف الشعراء الشعبيين كانوا يتنقلون من قرية الى قرية ومن مدينة الى مدينة ومن مزرعة الى مزرعة يرتلون ملحماتهم لكي بنشرون الوعي بين العامة هذه الملحمات بها الاف والاف من الابيات الشعرية قصص عن رولند وعن معاركه ضد Sarrasin اي المسلمين وعن فارس ومعاركه ضد الخائن Makaire de Lausanne الذي كان من جانب المسلمين وعن القدس وتحريرها من الوثن الخ ….
من الجانب الفكري
اظن ان محاولة ابن رشد او ابن سينا او الكندي او ابن عربي وغيرهم في ذلك العهد التنسيق بين ارسطو او افلاطون او افلوطين المصري او المسيحية الخ …. والاسلام اراه انه نداء بالعولمة لكن ردة الفعل الغربية كانت صارمة ورفضت كل ما هو عولمة اسلامية لو ناخذ مثلا رائد من رواد الفكر الغربي في ذلك العهد وهو طوما الاكويني نجد انه من جهة نقل عن الفرابي حرفيا واعني هنا حرفيا افكاره ىونقل ما كان الغرب في حاجة له للتطور لكن بجهة اخرى في كتابه حوار مع الوثن Somme contre les gentils نجده يهاجم افكار المسلمين ( انظر مثلا السؤال 61 – 70 - 73 - 76 الخ …. )
الغرب حارب العولمة الاسلامية بكل الوسائل ,
عرب اليوم
لقد وصل بنا الجهل والغباوة الى درجة اننا نتغنى بجلادينا ونعبدهم , الذين خلقوا للعنصرية قواعد مثل فولتير وباسكال وشكسبير وماركس ودانتي الخ …. حولناهم الى ابطال ينادون بالعدالة والتسامح والتنوير
الذين باعوا المنطقة الى الغربي من اجل الكرسي مثل ماسينيسا وكليوبترا وغيرهم حولناهم بين عشية وضحاها الى ابطال سنقتاد بهم لنتحول كلنا الى عبيد في يد الغربي العنصري
لقد تمكن اجدادنا من القضاء على العولمة الثقافية ولكم كمثال دور النصارى النستوريون ببلاد الشام( بالنسبة الي ارى انهم نصارى وليسوا بمسحيين )
اظن ان قياهم لعب اكبر دور للقضاء على الفكر الهليني وتحرير الشرق واعني هنا المنطقة العربية , وبدون الدخول في عالم الاديان لكن عدم اعترافهم بالتاويلات المسيحية الهلينية لصفة مريم كام للرب سنة 428 م وطردهم من الاجتماع الكنسي سنة 431 ب Efsos
كان اكبر ضربة قاضية للهلينية
رغم التتبعات التي تعرض لها الاف الاقساس ( اعني جمع قس ) من النستوريون في ذلك العهد نجد انهم صمدوا وقضوا على كل ما هو هليني مستورد ونشروا افكار شرقية بحتة باسيا الخ ….
( ملاحظة فقط الثورة ضد الفكر الهليني قامت بمصر وسوريا )
القضاء على العولمة
اكرر مرة اخرى اننا لم نصل بعد الى مستوى الوعي الذي وصله اهل الغرب كمجموعة في ما نسميه بعصر الظلام عندهم
اتفق معكم بان امريكا قوة ضاربة عسكريا وماديا وتكنولوجيا الخ …. لكن اظن مثلما نجح النستوريون في ذلك العهد يمكن لنا ان ننجح ان هناك ارادة
مع احترامي لكل الاراء
………………………………
ملاحظة فقط الى كل من لقبته وسائل الاعلام العربية بمفكر ومثقف الخ …. من انصار العولمة اتمنى ان يقراوا كتاب ارتر الفرنسي الذي لعب اكبر دور في صعود الفاشية في اواخر القرن الثامن عشر والذي دافع عن الجنس الابيض والعنصرية العمياء ضد الشعوب الاخرى وافكاره الى يومنا هذا معمول بها بالغرب لربما يرجعون الى حجمهم الاصلي
Arthur de Gobineau
Esaai sur l inegalite des races humaines
1853