Originally Posted by
عبدالله الطليان
من هذا العجوز الجالس بقرب الباب ,إنني أشفق عليه وقوفه في هذا البرد القارس , إنه صاحبي العربي الذي أنهكه الدهر, وأتعبه الإنتظار, ومازال يحلم منذ خمسين عاماً في أن يحصل على العدالة والحق من أجل قضيته التي في كل يوم تسمع و تشاهد عنها عبر وسائل الإعلام المختلفة , لقد أصبح يهذي ويردد الأمم المتحدة أين انتم ها أنا أقف أنتظر على بابكم الإنصاف والنزاهة وعدم الإجحاف .
إنه المسكين وكما عهدته منذ وقوفه هنا يفرح عندما يناقشون قضيته فيوزع الإبتسامات و يلبس أفضل الملابس فيقال له : لقد أجلت الجلسة الى الأسبوع القادم وسوف تقتصر على الأعضاء الدائمين , لكن شعبي يموت , فيقال له : إن القرار يحتاج الى المراجعة والتدقيق لكي يخرج متوازناً , فيذهب إلى فراشه وهو يقول إني لاأملك سوى الانتظار , لعلهم يشفقون على منظر الطفل الممزق الأشلاء او الشيخ الذي يقتل وهو أفراد أسرته تحت أنقاض منزله بفعل القصف .
قرر المجلس عقد هذه الجلسة للمندوبين فقط وسوف تقتصر على الاستماع لغياب المندوب السامي , أيها العالم المتحضر إن أهلي يموتون وهم عزل من السلاح .
الجلسة الحاسمة !! قرر المجلس وبعد جلسة مغلقة في أن المستوطنين لم يكونوا هم بدأ بالاعتداء لذلك يجب وقف الأعمال ( الإرهابية ) عفواً ( المقاومة ) لكي يتم الهدوء أولا ثم يبحث في عملية السلام , يصرخ ويثور ويحتج صاحبي العربي على القرار , وينتظر خروج المندوبين , لماذا هذا يا مندوب شرق , لماذا هذا يا مندوب الشمال , نعرف أن القرار غير منصف لكن ليس في اليد حيلة
أن الأمر في يد المندوب السامي ( الكابوي الغربي ) عليك بمناقشته , يذهب إليه المسكين ويستجدي منه مراجعة موقفه , لكنه يصر على موقفه ويقول لم يكن النص متوازناً لقد حاولنا مع مندوب المستوطنين فوافق على إدارج كلمة فقط ( إنه لا يساعد ) في عملية السلام , لا عليك في المرات القادمة سوف يكون هناك مناقشات جادة لقضيتك , إنني أريد الحل العادل؟
لقد جلست معه في احد المرات وانا في اسى على حاله , ورحت أواسيه و استعرض معه بعض القضايا التي حلها هذا المجلس , فقال لي :إنني اشعر بالحزن والأسى على شعبي الذي يقتل كل يوم , انني استغرب كيف حلت مسالة تيمور الشرقية , وكيف حلت مسالة البوسنه والهرسك إنها لم تأخذ قدراًً كبيراً من الوقت , فقلت له انه ليس حباً في تيمور الشرقية بل إنه النفط الذي يجب أن يذهب إلى الرجل الأبيض في ( استراليا ) وبأرخص الأثمان , أما البوسنه والهرسك فهي في وسط العالم الذي يدعي التحضر وهو لا يريد أن يرى انتشارا (لهلالاً فوق مئذنة ) واستمر النقاش فقلت له اخيراً عليك بالعودة الى وطنك وتحريره أنت بنفسك وبطاقة ومجهودك , فأنت هنا تعيش على وهم , وسوف أقول لك عندما احتلت الأرجنتين جزر ( الفوكلاند ) لم يأتي هنا أي شخص من بلاد التاج لكي يثير القضية كما تفعل الآن , لقد استعملوا القوة وحرروا الجزر في وقت قصير ..اتسمعني جيداً هل تشعر بالنعاس ... نعم أرجوك اتركني أنام ..رحل في شخير ثم أخذ يحلم ... أرجوك ياعم سام دولة فلسطينة .