لا نريد دولة دينية في سوريا ولا دولة علمانية ؟؟
- ولا يوجد عبر التاريخ الإسلامي مفهوم كهذا
لم تسمى الدولة الأموية بالدولة الإسلامية الاموية - ولم تسمى الدولة العباسية بالدولة الإسلامية العباسية ، لم يكن الخليفة حاكماً بامر الله، لكن كانت المؤسسات المدنية فاعلة و تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كمؤسسة القضاء ومؤسسة الفقه الإسلامي وحتى المعتزلة كان لهم مؤسسة لها كلمتها
وللأدباء والشعراء مؤسستهم الشهيرة
وحميت الحريات الخاصة حتى لغير المسلمين ، فالمجوس كانوا يمارسون طقوسهم في الدولة العباسية بكل حرية ، والمانوية كانت منتشرة ولهم اتباعهم ، وعلى الصعيد الشخصي وممارسات البعض : حفلات الغناء وحتى الخمارات
المهم في ما يسمى الحريات الشخصية أن لا تتنشر في الشارع وتكون علنية الممارسة ، وهذا الشأن يسن له قانونيا حتى في دول علمانية كفرنسا وبريطانيا ، كما إن العلمانية قد فقدت بريقها واظهرت حجم مشاكل الحكم بها - وإن كانت في مفهومها السوري تعبر عن علمانية مؤمنة بالله مؤمنة برسالة نبيه صلى الله عليه وسلم
كما يقول البعض ويشرح فكرتها
إذن ماذا نريد لسوريا وكيف هو الشكل الفكري الذي يضمن للجميع حريتهم الفكرية
إن هذا الأفق يعد غائماً للجميع ولكل التيارات ، وأزعم أنه لا يوجد طرح واحد مطمئن يشرح الواقع الفكري الحقيقي للبل وتطلعات الشعب الحقيقية
و هذه الضبابية تشكل نوعاً من التخوف
إن الأحداث قد ولدت مستقبلاً جديداً لسوريا
نحن نريد نظاماً أكثر قوة ومنعة ، كذلك نريده أن يكون أكثر علمية وتمسكاً بالأخلاق
إن شكل الدولة ونظامها سيحدد بالتعددية واجواء الحوار والتنافس ليس فقط بين الأحزاب بل بين مختلف المؤسسات المدنية التي ستكون الحاضن لسوريا الغد
يجب أن لا نحدد شكل مستقبل سوريا قبل العمل
يجب أن نعمل وسوريا الجديدة ستولد مع هذا العمل وستسمي نفسها بنفسها
دعكم من المسميات ومن الجدل العقيم
ادخلوا لساحة العمل وحينها ستطمئن كل تيارات الشعب وكل مذاهبه وأطيافه
وإن أي تهميش لأي طائفة أو جماعة أو منطقة ما أو محافظة ما
سيعني اختلالاً في عدالة هذه الدلوة وستولد مشكلات جديدة وتكبر حتى نصل لأزمة جديدة لا سمح الله
إذا أراد القائمون في القيادة السورية منعة وقوة لهذا البدل واستقراراً له ، يجب تحصينه من كل أطرافه ، وإن تمثيل كل الفئات يعد تحصيناً ومنعة وقوة للدولة بأسرها ولمستقبلها الطويل لا للنظام الحكام فقط
تعالوا أيها الناس لنتفق على كلمة سواء بيننا
الأخلاق
العدالة
العلمية
وأن يكون الله منبع هذه الخصال على اختلاف التأويل من شتى المذاهب والطوائف
ولا أظن أن الإيمان بالله يختلف عليه دين أو عرف أو مذهب في سوريا
الأخلاق مفرز لكل المذاهب وإن اختلفت تصوراته وشواهده وآياه وأمثلته
العدالة مطلب إنساني لن يختلف عليه اثنين
العلمية لا تتعارض مع كل من العدالة والأخلاق بل هي مكمل لهما
لقد كنا نحظى بحكومات علمية لكن لا أخلاق فيها
لقد كانو الأمهر والأذكى للتحايل القانوني على الشعب لخدمة المؤسسات الرأسمالية الجديدة في سوريا ولخدمة " الخزينة " لقد كنا نقول إذا جاء احد الوزارء وقال لقد جئناك أيها الحكام باموال جديدة ، فقل له : وكم فقيراً أفقرت وكم مظلوما ظلمت حتى جلبت هذه الأموال
وكان هذا الكلام يضرب عرض الحائض ولا يسمع
ونحن اليوم نريد ذات الموظفين الأذكياء وذات الحكومات التي زادت خزينة الدولة أن تعود ولكن أن يعود معها الأخلاق