الحقائب
تَتَشابَهُ يا أُخْتَ رُوحي الحَقَائِبْ
مِثْلَما تَتَشابَهُ في زَحْمَةِ الطُّرُقاتِ الوُجُوهْ
الحقائِبُ سِكَّتُنا كَيْ نَتُوهْ
في دُروبِ المتَاعِبْ
الحقائِبُ أَعْباؤُنا
والحقائِبُ خَوْفٌ يُرَافِقُنا كُلَّما هَبَّ فِيْنا حَنِينٌ إِلى سَفَرٍ
((لا تَضِيع الحقَائِبْ))
كَالمحَارِبِ مَاتْ
مُنْذُ أَنْ ضَيَّعَتْهُ الكَتِيبَةْ
لمْ نَجِدْ في حَقِيبَتِهِ دَفْتَرَ الذِّكْرَياتْ
أَوْ دُمُوعَ الحَبِيبَةْ
كَالمحارِبِ مَاتَ كَأَنَّه لم يَخُضِ الحَرْبَ في ذِكْرَياتِ المحَارِبْ
الحقائِبُ مَقْرُونَةٌ بالمسَافَاتِ
كُلُّ الدُّروبِ سَوَاءٌ
...وَكُلُّ الجِهَاتِ هَبَاءٌ
وَتَبْقَى المسَافَاتُ
مِنْ رِحْلَةٍ شِبْهِ يَوْمِيَّةٍ لِلْمَدَارِسِ في سَنَواتِ الطُّفولَةِ
نمْضي وَأكْتافُنا بِالحقَائِبِ مَشْدُودَةٌ
تخْتفيْ ضِمْنَها كُتُبٌ ودَفاتِرُ مَثْنِيَّةٌ مِنْ قَراني صَحَائِفِها
وَعَرُوسٌ مِنَ الزَّيتِ والزَّعْتَرِ
انطَبعتْ بُقَعاً تَسْتَدِيرُ مَساحَاتِ حُزْنٍ
تجدِّدُ حَيْرتَنَا سَفَراً... سَفَراً
كَالمَحَطَّاتِ
أَوْ عَرَبَاتِ القِطَارِ
المطارِ
الموانِئِ وَالسُّفُنِ
المركَبَاتِ تُقِلُّ فَصِيْلاً مِنَ الجُنْدِ
أُولئِك المتْعَبِينَ
حَقائِبُهُمْ صُوَرٌ مَا تَزالُ مُعَلَّقَةً بِخُيُوطِ العَناكِبْ
والحَقَائِبُ أُبَّهَةٌ دبلوماسِيَّةٌ
يَتَبَخْتَرُ حَامِلُها بِالوَجَاهَةِ وَالموقِعِ الاجْتِمَاعِيِّ
تُفْتَحُ بِالرَّقْمِ لِلْوَهْمِ
تُمْنَحُ لاسْمٍ وَإِثْمٍ
وَلَكِنَّها لِلأَمَانَةِ يَعْجِزُ سَارِقُها عَنْ طلاسِمِها
وتَعَاويذِهَا بِفُنُونِ التَّجَارِبْ
نادِراً مَا تَكُونُ الحَقَائِبُ جِلْدِيَّةً
تَسْتَحِيلُ لمَطَّاطَةٍ تَحْزِمُ الكُتُبَ الثَّانَوِيَّةَ
كُرَّاسَةَ الطَّالِبِ الجَامِعِيِّ
إِذَا مَا القُلُوبُ حَقَائِبُ أَسْرَارِنَا
تَرْتَقِي سُلَّمَ البَوْحِ عَبْرَ الشِّفاهِ
لِيَجْهَشَ مُخْتَنِقَاً كُلُّ سِرٍّ عَلى دَرَجَاتِ الشِّفَاهْ
كُلَّمَا القَلْبُ تَاهْ
خَاضَ مَعْرَكَةً وَانْهَزَمْ
وَشَرايِينُ قَلْبِي حَقَائِبُ دَمْ
ضَجَّ عَبْرَ مَتَاهَاتِهَا...زَمَنٌ سَرَقَتْهُ العَقَارِبْ
الحَقَائِبُ كَالغُرَبَاءِ مُشَرَّدَةٌ
كَالقِطَارِ هُوَ الدَّهْرُ يَمْضِي حَقَائِبُهُ حِقَبٌ
تَتَسَاقَطُ أَشْيَاؤُهُ دُونَ أَنْ يَشْعُرَ الدَّهْرُ
هَذا الّذي لا يَسِيرُ عَلى سِكَّةٍ
إِنَّما يَقْتَفِي إِثْرَهَا أَثَرَ اللحْظَةِ الرَّاهِنَةْ
وَالخَطِيئَةُ أُوْلى حَقَائِبِنَا مُذْ هَبَطْنَا إِلَى الأَرْضِ
ثُمَّ اسْتَحَالَتْ إِلَى خَرْجِ خَيْلٍ لَهُ الفَتْحُ في الأَرْضِ
وَلْوَلَةً وَعَوِيلاً تَعُمُّ المضَارِبْ
أَوْ مَنَادِيلَ تَلْتَفُّ مِنْ كُلِّ زَاوِيَةٍ
صُرَّةً تَتَعَلَّقُ مَائِلَةً مُتَمَايِلَةً
كُلَّمَا مَالَ هَوْدَجُها ظَاعِنَةْ
وَالعُيُونُ حَقَائِبُ مُكْتَظَّةٌ بِدُمُوع ِالحِدَاءِ
مِنَ الزَّمَنِ الجَاهِلِيِّ
إِلى الزَّمنِ المسْتَحِيْلِ المُوَارِبْ
ليْ حَقِيبَةُ ظِلٍّ تُطَارِدُني
دُوْنَ أَنْ تَتَشَابَهَ مَعْ قَامَتِي مُتْعَباً
تَخْتَفِي .. تَخْتَفِي فِي الظِّلالِ
إِذا الشَّمْسُ رَاوَدَهَا أُفُقٌ مَغْرِبِيٌّ عَرِيضُ المَنَاكِبْ
وَكَأَنِّي عَلَى صَخْرَةِ المَوْجِ رَاكِبْ
مُنْذُ أَنْ أَنْكَرَتْنِي ظُهُورُ المَرَاكِبْ
صِرْتُ أَكْرَهُ حَزْمَ الحَقَائِبِ لاََََََ سَفَرَاً
بَلْ رَحِيلاً
ِلأَنَّ أَمَرَّ الرَّحِيلِ
رَحِيلٌ.... بِدُونِ حَقَائِبْ
حكمة جمعة
30/7/2006
ادلب