الرسول الكريم يتحدث عن نفسه الشريف
(الجزء التاسع)
أنا أول من تنشق عنه الأرض، فأكسى الحلة من حلل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش، ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري. أما أول الناس خروجا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وما من نبي إلا تحت لوائي، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة، فيفتح الله لي، فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر.
إن مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حوله، جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل يزعهن ويغلبنه، فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني وأنتم تقتحمون فيها.
مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء، فأطاعته طائفة، فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم، فنجوا، وكذبته طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني، واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق.
ما لي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة، ثم راح وتركها. إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كرجل بنى بيتا، فأحسنه، وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: ما رأينا أحسن من هذا، هلا وضعت هذه اللبنة؟