السلام عليكم
لقد اخترت هذه القصة القصيرة لتكون باكورة مشاركاتي في هذا المنتدى الجميل .
هذه القصة بعنوان ( الخريف .. لن يطول ) اخترتها من مجموعة قصصية بعنوان ( خريف أصفر ) للكاتب السوري الشاب ( عمرو علي ) ابن المخرج المعروف ( حاتم علي ) ..
هذه المجموعة ثاني عمل ادبي له بعد رواية بعنوان ( علاقات شائكة ) حولها الى فيلم تلفزيوني اخرجه
بنفسه صيف 2006 .
انتظر الردود و التعليقات ، و تحية الى شباب و ادارة المنتدى ..
القصة الثالثة ضمن المجموعة
الخريف .. لن يطول
- المراهقة ؟!
و أطلق ضحكة مكتومة .. ثم اكتسى وجهه سحابة من الكأبة و الأسى و قال :
- عندما كنت صغيرا سمعتهم كثيرا يتحدثون عن المراهقة حتى ظننتها شيئا ملموسا مخيفا و خطيرا و عندما
بلغت الرابعة عشرة من عمري تساءلت : أين هي المراهقة ؟ و لم أحر جوابا شافيا ذلك الحين .
عندما كنت غارقا في الدراسة و المذاكرة كانت المراهقة تبعد عني ملاين الأميال أما الآن فاهتديت الى
الجواب اليقين كانت المراهقة تتجسد فيّ .
زفر و حرك يديه بعصبية و التفت الى ابنة خالته و اكمل :- امي تريدني أن أكون أحسن إنسان في الكون . انها تحاسبني اذا نقص مجموعي علامة واحدة ! تصوري !
تحملني ما لا طاقة لي به . أما أبي فانه يريدني ن أكون مثله ، اجتمع به مرة كل أسبوع أو أسبوعين حسب
الظروف فهما منفصلان كما تعلمي . و جدتي تتحكم بحياتي دائما و اذا ما تشجعت و ووقفت بوجه
إرادتها يوما أو صرخت في وجهها : لا ، فإنها ببساطة و سذاجة تهددني بأمي .
أشعر بالذل و القرف ، ما زالوا يعاملونني على أنني طفل صغير أو ولد عابث ، الكل يتحكم بحياتي . و أنا
أشعر بنفسي أتخبط بينهم دون أن يكون لي كلمة أو موقف .
حياتي غدت خريفا اصفرا قاتما متواصلا لا ينتهي و الخوف ارتسم على وجهي ، لقد فجروا عندي نهرا
جارفا من القلق لا ينضب ! و لكنني أريد ان أعيش الحياة التي أريديها , أريد ان أحول خريفي الى ربيع
و دموعي الى ضحكات و آهاتي الى زغاريد و وحشتني الى انس . هل تعي ما أقول ؟
لمعت عينيها التي انعكس عليهما غروب الشمس و قالت بصوتها العذب :- ان كلامك يشبه ما اقرأه في كتب القراءة و القواعد الا أنني المسه احسه و افهمه . و تأكد أنني ساكون
معك أستمد قوتي من قوتك و شجاعتي من شجاعتك .
ابتسم و هو يمسك يدها ثم قال و قد ومضت عينيه :- سنكون معا و دائما لان الخريف لن يطول …