رجل بين الاندحار و الانتحار
المشهد الأول
لطخ أنفه بالرماد وقال أنا حداد ، قطع السبابة والإبهام بالمنشار وقال أنا نجار ،حاك عباءة من وبر الذئاب ، اكترى ركنا عند المكتبي ، قرأ كتابين أصفرين ، حفظ العناوين ادعى الثقافة ، اشترى ريشة الطاووس من العشاب ، أرسل مقالة لجريدة محظورة من زمان .
المشهد الثاني
فرش حصيرة جمع حلقة يروي الأزلية و العنترية ، ويحكي مغامرات السندباد ، رفع سيفه في السماء مهللا و مكبرا ، هرب الحاضرون بين الدروب الضيقة ، سفارات الإنذار تدوي وجد نفسه وحيدا تحت ركام الهراوات .
المشهد الثالث
تكاثرت عليه الهموم ،اسودت الحياة في عينيه ، يطارده الدائنون في كل مكان ، فكر في الانتحار ، دخل المطبخ غلق الباب و سكر النوافذ ، شرب كأس ماء بارد ، فتح أنبوبة الغاز وجدها فارغة .
نهاية المسرحية
دخل المسجد ، وقف في المحراب صلى ركعتين ، رفع يديه إلى السماء دعا الله المغفرة و رفع الغمة ، سالت من عينيه دمعتان حارقتان ، أخذته غفوة وجد نفسه في جنة الخلد بين بساتين التفاح والرمان ، ارتاح قلبه ، واطمأن باله ، صحا من حلمه على صوت الآذان .
محمد يوب
30-01-10