......بعد صمتٍ طويل قال لي أحدهم أريد أن أسمع منك قصيدة جديدة وألحَّ علي......ثم انهمرت حروفي :
حدا بي إلى شعري من الشوقِ ما حدا
فذكرنـي أحلـى قصيـدي وأجـودا
وكنـت إذا أشـدو توقـف طـائـرٌ
عن الشدوِ يسترعي انتباهاً لمن شدا
أنا شاعر الحـرف الـذي تسمعونـه
ولا أستطيب الشعر ما ردد الصـدى
أكور ألفاظـي علـى شكـل فكرتـي
وأغرف من بحر عظيـمٍ بـلا مـدى
ولي في غروب الشمس وجد ولوعة
وأعشق في إشراقة الشمـس مولـدا
ولي في ليالي البـدر أنـس وراحـة
وموعد همس مـا أحيـلاه موعـدا
وويلي على الأيـام تمضـي سريعـة
أظنُّ غدا واليوم فـي الوقـت واحـدا
أرى ذكرياتِ العمر في جوفِ غيمـةٍ
ووامضٍ برقٍ بعدمـا كـان أرعـدا
حياتي كمثل الطير يسبح في الفضـا
وإن شاء فوق الغصن غنَّى وغـرَّدا
أحب من الأشعار مـا قـال أحمـد:
"لكل امرئ مـن دهـره مـا تعـودا"
ولا أصطفـي الأبيـات إلا خيارهـا
ولا أنشـد الأشـعـار إلا مـسـودا
وأقطف مـن كـل البساتيـن زهـرةً
يفـوح شذاهـا كلمـا عـاش جـدَّدا
وأعشق صمتا يجلب الروح والصفـا
ويطرد هما بـات لـي أعظـم العـدا
يقولون أين الشعر يا شاعر النهـى
أمـا آن للنـيـران أن تتـوقـدا؟؟
فقلـت علـى ذل أصـوغ مشاعـراً
سأترك شعـري كـي يكـرم مغمـدا
ذروني على صمتي فلسـت بمـادح
ولـم أر شجعانـا ولا فارسـا غـدا
ولا مكرما ضيفـا ولا حاميـا حمـى
ولا مطلقـا وجهـا ولا باسطـا يـدا
وما الشعر إلا ما اعتلى الأفْق وانتشى
وليـس بأبيـات نضيعهـا ســدى