إلى الذي فاق حبه لي حب كل الأباء....
إلى من رعاني بعد والدي فغرس في نفسي الفضيلة والأخلاق الرفيعة .
إلى أخي مولود..
عشقه للأطفال لم يكن سرا بالنسبة لي ،رغم أن ظاهره يدل على خلاف ذلك.فكثير من الأشخاص من تمنع ملامحهم الجادة والحادة انعكاس ما يوجد في باطنهم فعلا، لكن بمجرد الإقتراب منهم أكثر فأكثر تجد أن واقعهم يختلف كلية عن عن ظاهرهم.
هو كان من النوع الذي ألهته الحياة عن مسايرة احلامه ومتطلباته ليس عبثا ،ولكن الظروف القاسية هي التي اجبرته على ذلك .ولما جاء اليوم الذي خففت عنه الحياة عبئها ،التفت للوراء ليجد نفسه قد ابتعد كثيرا عن المحطة التى كانت ستسعده بابتسامة طفل .عرفت ذلك كله من بريق عينيه عندما تقعان على ابتسامة طفل .فحبه للأطفال بالنسبة لي لم يكن سرا.
هي الحياة هكذا يا من أخذتك دوامتها إلى أعماق بحارها .قد تجعلنا نتخلى عن أولى الأولويات لأعتقادنا أن الأخرين هم أولى باوقاتنا وحياتنا من باب الواجب المحتم لا الإختيار.
قد يستغرب من هم حولنا كيف يمكننا فعل ذلكم رغم أن سعادة الآخرين هي لهم لا لنا . ولكننا لا نبالي بأرائهم لإدراكنا انه ليس من الضرورة أن نقنع من حولنا بما نجده نحن مقنع لنا.وواجب علينا.
ولإدراكنا ان وجهات النظر لا تغير من الحقائق شيئا.
لم يكن يصعب علي تحديد داءه ولا دواءه ولو كنت طبيبا نفسيا لكتبت في وصفته .....يحتاج لكثير من الجرعات المستخلصة من لمسات طفل حانية.....