المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أبوسالم
بنت الشهباء
صباح الأصالة
لو لم تكتبي إلا هذه الرسالة
لكفاك فخرا يا ابنة الشهباء
ففي الوقت الذي تتهاوى فيه القيم
وتتفسخ فيه كل المعاني الراقية الأصيلة
وتلهو عنه
أفئدة الشابات والشباب
نجد قلبا كبيرا نقيا وضميرا حيا يسكن في بنت من بنات الشهباء
تقف كالطود الشامخ في الدفاع عن هويتها وأصالتها وانتمائها
تقف لتدافع عن دينها
فلا عذر لعربي مسلم أن يتهاون في لغة القرآن أبدا
ولا عذر لعربي غير مسلم أن يتهاون في لغة حضارته وانتمائه
ولا عذر لمسلم غير عربي أن لا يحاول تعلم لغة دينه
فالجميع هنا غير معذورين
وكلهم مدانون إن لم يتنبهوا إلى ذلك الخطر المحدق بهم
وإذا كان رب العزة يقول
( وأَعِدُّوْا لهَمُ ْمااسْتـَطَعْتـُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاْطِ اْلْخَيْلِ )
فإن دعوتك النبيلة هذه يا أخت أمينة جزء من الإعداد الذي دعينا إليه بل أمرنا الله به
فالعربية قوة والإنتماء قوة والأصالة قوة
إن فتاة تتميز بمثل هذه الدعوة لهي جديرة بكل تقدير واحترام
فيا ابنة الشهباء
بارك الله بك
وأدامك للشهباء ذخرا ولنا وللمنتدى خيمة أصالة وشجرة وارفة بظلال المودة
وعنوانا يذكرنا بالماجدات من نسائنا
أرى بين عينيك نور الأصالة
وعلى جبينك سمة الإنتماء
وفي قلبك فرحة الشهباء
فدمت أصيلة يا أمينة
للهدرّك يا أخي الكريم يوسف أمن المعقول أن تكون ابنة الشهباء بهذا الوصف الذي أكرمتها به !!؟؟...
فوالله يا أخي يوسف كم أتمنى من الله العلي القدير أن أكون أهلا له ، وأن أكون ممن يستحق هذا الإطراء الطيب الذي يشرّفني مدى العمر ...
وأنا أردد معك يا أخي يوسف لاعذر لنا .. لاعذر لنا ... لا عذر لنا في عقوق أمنا التي لم تكن تريد لنا إلا لنثبت وجودنا وكياننا بوحدة وجمالية وأصول قواعد لغتها ...
ولكن للأسف يا أخي يوسف فإننا لم نعد ندرك على أيّ مفرق نقف أمام الهجمة الشرسة التي تتعرّض لها أمتنا بهدف مواكبة العصر .. ونسينا بأن الله أكرمنا وأنزل كتابه باسمها حينما كانت وعاء الأمة وعقيدتهاوحضارتها وثقافتها ، وقد تبوأت مكانتها بين اللغات الأخرى في نشر علوم المسلمين العرب من حدود الصين شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا لينهل منهم الأمم الأخرى علوم حضارتهم بالإضافة إلى نقل العلوم الأخرى التي زادوا عليها ..
ولو أننا يا أخي الكريم يوسف عدنا إلى فحول الشعراء , وأئمة اللغة , وجهابذة المفكرين والعلماء واللغويين لرأينا أن أول ما حرصوا على أن تكون لغة القرآن وفهم معانيها وتدبر آياتها هي الخطوة الأولى التي سلكوها لذا فإننا نجد في ذلك الحين أن اللغة العربية التي أنزل القرآن باسمها قد بلغت من التطور اللغوي في الأسلوب والفكرة ما لم تبلغه لغات العالم أجمع مما أدى إلى انتشارها وسيادتها فيكثير من البلدان التي فتحها المسلمون بكون هذا القرآن معجزة الدين الإسلامي الذيأرسله الله على نبيه الأمي بلسان عربي مبين...
وإنني أجد بالرغم من المؤشر الخطير التي تتعرض له لغتنا العربية لكننا
على يقين بأن اللغة العربية مهما وصلت إلى ما وصلت إليه لكنها ستبقى هي معجزة القرآن الكريم التي بلغت من نضجها لئن تتجاوز أقطار العالم وكتاب الله خير شاهد على ذلك
"إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
سورة الحجر: 9