( مـــــــــصـــــــــر )


سماحُ الأرضِ فى مِصرا ومهدُ جِنانِها الكُبرى
وهمسُ حنان أُلفتها وأكبرُ غرسِهـا عُمـرا
ونبتُ عقول حكمتها وبِكرُ قصورهـا الغـرا
بها التاريخُ مُقترنٌ حواهـا فانتشـى كبـرا
ونيلٌ فاضَ من فيها يمدُ مروجَهـا الخُضـرا
فطوراً زينةٌ تغرى عيونَ المجـدِ بالبُشـرى
وطوراً غابُ وجدانٍ يتيهُ على النُهى شِعـرا
وحيناً سعـدُ جـذلانٍ يمـوجُ ثنـاؤه ذِكـرا
وحيناً عُمقُ أحزانٍ تفوحُ على المدى عِطـرا
بها الإيمانُ ملحمةٌ تفيضُ على البلا صَبـرا
وعشقُ الأرضِ مروحةٌٌ تمدُ مُقِيمَهـا شُكـرا
وفقرُ الحـالِ منزلـةٌ تزيـدُ فقيرَهـا بِـرا
ويسرُ الحالِ مرتبةٌ تـوارى لصهـا سَتـرا
وجودُ الكونِ مَرحمةٌ تمدُ ضروعَهـا وَفـرا
وروحُ العدلِ مَنبهةٌ تهـبُ فتُلهِـبُ الجمـرا
ونفحُ الحُبِ فى عينٍ وأمنُ الودِ فى الأُخـرى
وحصنُ الدينِ يُمناها مآبُ الضِيقِ باليسـرى
وصبرُ الحِلمِ مَغزاها يروى صبرَهـا نصـرا
وعهدُ السِلمِ شِيمتهـا يُجَسِـدُ أمنَـه نهـرا
وطولُ العمرِ مَائدةٌ لحِكمـةِ شعبهـا ذُخـرا
*************
تضاءَل جهدُ أقلامى إذا ما صِغتُ عن مصرا
ومـسً الخلـدُ أيامـى إذا أوليتُهـا سطـرا
وعمً الطيبُ إلهامـى إذا كانـت لـه ظِئـرا
وروًى الحُسنُ أحلامى إذا ما جُبتُهـا نظـرا
وشفً اليـأسُ أنغامـى إذا فارقتُهـا شبـرا
وزفً السعـدُ أقدامـى إذا يَمَمتُهـا شِطـرا
جزاكِ اللهُ من أرضٍ أعَـدً دخولَهـا نصـرا
كَشفتِ الحُسنَ للناسِ فجالوا حولـه بَهـرا
وصُنتِ العلمَ حَيراناً ومَهدتـى لـه الفِكـرا
فلاحَ الضوءُ للسارى وجُبتـى ليلَـه فجـرا
كساكِ اللهُ إبداعـاً يُخـالُ لروعـةٍ سِحـرا
ومدً رُباكِ أفناناًً فكانـت فـى الفـلا زهـرا
وساقَ خُطاكِ إقداماً تجـوبُ بخطـوةٍ دهـرا
وزادَ سماكِ إنعاما فأضحـت للظمـا مطـرا
*************
كعطفِ النيل فحوانا غَمرنـا ضيفَنـا يُسـرا
وحُزنا السبقَ مضماراً يشدُ السبقَ إن مـرا
وجُبنا المُلك أقماراً كـأن بضوئهـا ظُهـرا
وجُزنا الفُلك أقـداراً وآنسنـا العُـلا سَمـرا
وخضنا القفرَ عُماراً ففجرنا الحصـى ثمـرا
فكننا العلـمَ أحبـاراً طوينـا عُمقََـه سِـرا
وزهو بنـاءِ أولنـا يزيـدُ أخيرَنـا فخـرا
وعُمقُ فداءِ أعزلنـا يُقـدِمُ للوغـى عِبَـرا
ولم يودى بنا ضيمٌ ولا مـدً الرفـا صِغَـرا
ولم يجهل بنا مَجدٌ ولا كـان الونـى كَسـرا
ولم يفتر بنا عَـزمٌ ولا كـان الوفـا أسـرا
ولم يلصق بنا بُغضٌ ولا تَركَ الشقـا كُفـرا
ولم يَنقُص بنا وِدٌ ولا شـاب الصفـا كـدرا
ولم يَعدِل بنا بَطشٌ ولا بَعَثَ الجفـا غـدرا
ولم يرخص لنا رملٌ وإن كان الجـزا تبـرا
ولن يُعدم لنا ذِكرٌ وإن صار الـورى جمـرا
فبذلُ الروح تضحيـةٌ نُعِـدُ قَبولهـا ظُفـرا
وإنـا فـى أصائلهـا نَمـدُ لعزمـهـا أزرا
وإنا فى دياجيهـا وقفنـا للحصـى سِتـرا
************
شــعــر / عــــلاء البـعـبـولـى
20/2/2008