إلى إشعار آخر
... فكم انتظروا ذلك اليوم بفارغ الصبر، وكم أمسوا وأصبحوا يعدون ما تبقى من الأيام والليالي بينهم وبين الموعد، الذي ضرب لهم منذ زمن، وعندما حل يوم الحسم ضيفا بينهم، توجهوا فرادى وجماعات إلى حيث دعوا لعقد الإجتماع بهم، فلم يتخلف منهم أحد، إذ حرصوا على حضور ساعة الفصل دون تردد أو إبطاء ...
قدموا قصد المشاركة بهمة عالية، فكانت خطاهم حثيثة وهم في طريقهم إلى حيث المكان المعلوم، وشاهدة على صدق عزمهم الأكيد، فطمحوا إلى إنجاح اللقاء وبلوغ الغاية من عقده، وأجالوا في أذهانهم ما حلموا به كثيرا، وترقبوا حدوثه قبل أن يجتمعوا ...
لم يتمكنوا من تحقيق مبتغاهم وتعذر عليهم تدارك الأمر وتجاوز المانع، إذ استقرت أعينهم على لوحة كتب عليها: تأجل عقد اللقاء إلى إشعار آخر ...
د. أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com