غادرت أمه المنزل و هي تمسك بيده ، ثم تركته عند جيرانها و مضت .
بعد ساعات ... حين أكثر من السؤال عنها قالوا له : ستعود من هذا الطريق .
وقف في الشرفة منتظراً ، و كلما لاح له خيال يشبهها تأمله بشوق حتى ينهي مسيره في الطريق ‘ و عندها فقط يثبت لديه أنه لم يكن خيالها الذي ينتظر .
مرت سنون ، نبتت لحيته و شارباه ، و صار أباً لعدة أولاد ، لكنه كل صباح يعد فنجان قهوة و يجلس ليحتسيه في شرفته ، مستنيراً بأشعة الشروق المرتسمة في السماء بشاعرية ‘ و على الجبال بشموخ ، و متأملاً في الطريق بلهفة مكتومة الصوت ، قائلاً لنفسه التي لم تمل يوماً الأمل : لعلها .... لعلها اليوم من ها هنا تعود .