أألـقـاك محـــــزونـا أم ألـقـاك باكـيـا
وحسبك منـى حـزن عـــمـر طوانيـا
أتيـت فلـم يبـرح بقلـــــبـى مـوضـع
يـنـادم خــلا أو يـلاطــــف عـــانـيـا
فيا عـام لا مرحـى ولســـت بشـارح
أساريـر وجهـى أو حمـدت خواليـا
تغربت عن دارى ومـا زلـت سائـلا
علـى أي حـال ســوف ألقـاه ثانـيـا
أقـول لقلبـى حـــيـن ضـاق تصـبـرا
وأرجف طوعـى واســتهـان مقاميـا
ســـتلقـى بمـوت يـومـذاك لـراحـة
وتدفـن أحــــزانـا وتفـقــــد ماضـيـا
تــودّع عــلات لــــــديـك مقــــــيـمـة
لعمـرك لـم تعهـــــد بمثـلـك شاكـيـا
حفظــــــت ودادا لــم يـكـــن لــوداده
نصـيـر يُراعـى أو حـــــبـيـب يدانـيـا
وعُدت تجـوب الأرض تـزرع طيبـا
وتحصـــــد زقـومـا يـغــــص إنائـيـا
و لســــت بمســتبـق أخــا بمصيـبـة
متى ما رأيت الخطـب أنشـب ضاويـا
رويـدك إن المـوت لـيـس بغـافـــــل
يجـرّع مُـــرّا كـل مــن كـان هـــــانيـا
فصبـرا جمـــــيـلا لـسـت أول ثـاكـل
ولا آخـر حـــــزن بـات عنـدك باقيـا
سـيذكرنى صــحـب نظـرت فلـم أجـد
حــيـال المـآسـى حبـهـم فحوانـيـا
فيـا أم مـن ذاقـوا بمـوتـك حنـظـلا
يسيلـون دمـع الحـزن جفنـا باكـيـا
كــفـاك صلاحـا أن غـــدوت صبـورة
رمـاك فــراق للحــــبـيـب مُعـــانـيـا
يخـاف علـــيـك المـوت قبـل وقوعـه
وينعـى للـــيـــــلات بقـربـك راضـيـا
تـذوّق طعـم العطـف مــنـك فــؤاده
ولم ير صـدرا مثـل صـدرك حانيـا
تدافـع عــنـى فـى أمــور كــثـيـرة
وتدفـع عنـى شـر نفسـى المدانيـا
بحثـت فلـم أنظـر لوجهـك ساطــعـا
بنـور صــلاح يستطـيـب لـــقائـيـا
وقــيل تـوارى فـى التـراب ضياؤهـا
فواعُجْـب قلــبـى ظـل طرفـك رائيـا
ويا لهف نفسى غـاب عنـك دعاؤهـا
وكـان دواء النفــــس كـان رجائـيـا
ويـا لهـف نفسـى أن أكـون معـذبـا
أعانـى لـوحـدى غـــــربـــة وتنائـيـا
حــزنـت لبعـدى عنـك أمضـغ مُـرّه
وقـد كــــنـت أرجـو الله فـيـك أمانيـا
رُمــينـا ببعـد فـى الحــــــيـاة وفـرقـة
ومـن يـك ذا عـــــلـم يعُــد صياصـيـا
فيـا لـك مـن أم فـقـــــدت عطـوفـة
لهـا طـــــيـب الدعـوات ظـل عزائـيـا
كـــلانـا تجـــرّع كـأس مـوت وربـمـا
يمـوت عـــذابـا قــلـب مـن كـان نائيـا
تلاقـى المـــنايـا دون علمـى وحـيـدة
وتحـزن روحـى رغـم بعــد مكانيـا
إلى الله أشــكـو كـل حــــزن و لوعـة
وجـرح طحـا بالقـــلـب بعـدك ثـاويـا
فـلا الدمـع يشـــــفينـى غـداة ذكرتهـا
ولا الشـعـر للأحـزان يصـــبـح آسيـا
تذكّـــــرنـى الأيــام قـســـــــوة رحـلـة
على الرغـم منـى أن تكـون قضائيـا
فللـه نفسـى فــى بــلاد بعــــــــيـدة
تعايـش حـــــزنـا أو تعالـج مــا بـيـا
ويـا قـبـر تسقـى بالملـــــث غمـامـه
مـن الغـــــيـث قطـرا يستجـم وصافيـا