لعله من الجنون ان ينشر احدهم قصتين قصيرتين دون ان تفصل بينهما مده زمنيه تزيد عن 24 ساعه
ولكن لمذا لا فلنجرب
(( عيل واحد ...... يا رب ......... حتي لو هموت بعده ) قصه قصيره
البيت نظيف كعادته
الكراسي مرتبه
الوسادات في اماكنها
وهي شبه ساكنه وقد استسلمت لكرسيها المتأرجح تقرأ قصتها المفضله ( اوديب )
ذات المشهد الذي اعتاده عند عودته من العمل وعلي مدي اربعه عشر عاما
*( مساء الخير )
**( مساء النور )
هي اتجهت متثاقله الي المطبخ
وهو في تكاسل الي المكتب
جلس علي كرسيه
فتش في الادراج واخرج ورقه ونظر الي المقلمه التي تمني ان يأتي ذات مره و يجد الاقلام متناثره حولها
استل قلما واستسلم لذكرياته
عندما صارحها بحبه للمره الاولي منذ خمسه عشر عاما تحدثا طويلا عن ذلك الذي سيأتي و بكل شقاوه ليبعثر اقلامه و ينشر الفوضي في ارجاء المنزل
( تشششششششششششششششششششششششششششش) صوت الزيت الذي يغلي في المطبخ وقد اضيف له الطعام مبتلا وحده كان القادر علي انتشاله من هذه الذكريات
ولكن ذات الصوت لم يكن قادرا علي ان يخرجها من ما هي فيه
كانت تسبح في عالم من الخيال بدأ عندما تذكرت مقوله جارتها صباح اليوم و التي احتفلت بـ ( سبوع ) طفلها الرابع
* ( امسكي ....... خدي نصيبكم من السبوع )
** ( شكرا بس ده كتير قوي دول ( خمس ) بواكي ......... اتنين بس كفايه )
* ( لا يا اختي ....... خدي الخمسه خليها بشري خير ..... عقبال عوضك )
ظلت ترددها ( عقبال عوضك .... عقبال عوضك ..... عقبال عوضك ....) قبل ان تفيق علي يديه التي انتزعتها انتزاعا من مواجهه قدر الزيت الذي تحول الي كره من اللهب صارخا فيها (( حاسبي ........... خلاص متعيطيش .... حصل خير ))
اطفأ النار و لحق بها الي غرفه النوم
استلقي بجوارها علي السرير وادار كل منهما ظهره للاخر
فجأه التفت نحوها و هم ان يهمس في اذنها بشيء ما
ولكنه تراجع بعد ان دوت في اذنيه عاليه كلمات طبيبه الخاص (( يهب لمن يشاء اناثا و يهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا و اناثا و يجعل من يشاء عقيما ........ربنا وحده يعلم الغيب ..... مظنش انك هتحتاج زوجه ثانيه يا باشمهندس ))
ادار ظهره لها مره اخري وقد تحطم قلبه علي صخره اليأس
كانت تشعر به وهو يتقلب و يتراجع
هي ايضا همت ان تحادثه و لم تتراجع الا علي صوت طبيبتها ( متتعبيش نفسك يا مدام ...... وفري فلوسك ...... الانابيب مش هتنفع معاكي ....... لو بتحبي جوزك خليه يتجوز تاني )
خبأت وجهها تحت وسادتها خوفا من ان يستشعر دمعاتها دون ان تدري انه ايضا كان يردد ذات الكلمات التي كانت تنطقها هي حينها (( عيل واحد يا رب ......... حتي لو هموت بعده )