عجبا منك يا أمتي!!...
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
قيل يا رسول الله :
أي الناس أفضل ؟
قال : { كلّ مخموم القلب صدوق اللسان }
قالوا :
صدوق اللسان نعرفه, فما مخموم القلب ؟
قال:
{ هو التقي النقي لا إثم فيه ,ولا بغي ,ولا غل ,ولا حسد }
[رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والبيهقي وغيره ]
هل هناك أروع من أن يحيا الإنسان وقلبه سليماً من الأحقاد ,والضغائن, والأوشاب!!؟؟..
وهل هناك أجمل من هذه النعمة الإلهية التي فطر الناس عليها ليحقق للجماعة المسلمة عواطف الحب, والود ,والتآلف فيما بينهم !!؟؟..
وهل هناك أرقى من أن يتمنى المسلم الإنسان لنفسه ما يتمناه لأخيه !!؟؟؟..
لنسأل أنفسنا :
هل نستطيع أن نطهر أنفسنا, ونزكيها ونحن نأمل من الله أن يجمع, ويؤلّف بين قلوب أبناء أمتنا !!؟؟..
ننظر إلى هنا وهناك فلم نرى إلى جماعات مسلمة, وشيعا متفرقة ومتناحرة , وأعداء الله يتربصون بنا الدوائر دون رحمة, ولا شفقة ...
صراع يحتدم بين الجماعات الإسلامية وكل واحدة منهم شعارها :
لا إله إلا الله محمد رسول الله
هؤلاء يسمون أنفسهم باسم .. وأولئك سموا أنفسهم اسما آخر ..
وهذه جماعة .... وتلك جماعة .....
وأمة الإسلام تحترق بلهيب نار الظلم والطغيان ....
عجبا والله نرى في هذه الأيام الحالكة هذا يسبّ , وذاك يشتم !! ..
عجبا نرى الشحناء والبغضاء بدأت تتراخى مع مسيرة الليالي, وامتداد الأيام!! ..
أي مأساة وصلت إليه أمة الإسلام!! ؟؟..
والله الذي لا إله إلا هو إن الذي أصاب الأمة اليوم من ويلات, وكوارث , وحروب طاحنة تدور رحاها في كل مكان ليس له إلا سببا واحدا هو الخلاف فيما بيننا ..
تُرى هل استطاع معسكر الشرك في زمن الحبيب النبي الأميّ أن يهزموا كلمة التوحيد !!؟؟..
لنسمع معا قول النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث}[سنن الترمزي ج4ص329]
هل نتلمس العيوب على غيرنا, ونفتري عليهم و ننسى عيوب أنفسنا, والله يخبرنا أن جريمة الافتراء لهي أشد جريمة عنده!!؟؟..
{ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا }
[الأحزاب58]
أين نحن من سلامة الصدر يا أمة الإسلام !!؟؟..
أين نحن من الحب, والإخاء يا أمة القرآن !!؟؟..
أين نحن من مشاعر الود, والتآلف مع الأخ المسلم الإنسان!! ؟؟..
أما يجب علينا أن نتعظ, ونأخذ العبر والدروس من مدرسة نبينا الكريم صاحب الرسالة الربانية !!؟؟..
عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل ثم قال: ألا اخبركم بشراركم المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب }
[رواه أحمد ]
أي والله المفرّقون بين الأحبة!! ؟؟..
أعداء الله يجتمعون, ويتفقون على كلمة واحدة ألا وهي :
تشريح جسد أمتنا , ونهب ثرواتها , وهتك حرماتها , بهدف القضاء على الإسلام , ونزع كلمات التوحيد من صدورنا ..
ونحن لا نجتمع فكيف لنا أن نتفق !!؟؟...
لنسأل أنفسنا بصدق ونعود إلى ما كانت عليه أمة الإسلام !!؟؟...
ما هي النواة الأولى في حياة الجماعة المسلمة !!؟؟..
كيف انتصر المسلمين وشعروا بالحياة الحرة الكريمة!! ؟؟...
ما سبب امتداد الدولة الإسلامية إلى مشارق الأرض ومغاربها !!؟؟؟..
ما هي المبادئ والأسس التي قامت عليها دولة الإسلام !!؟؟....
هل كان صحابة رسول الله في صدورهم حسداً وغلاً على إخوانهم !!؟؟؟..
لو رجعنا إلى سيرة نبينا وصحبه , واقتفينا آثارهم ونهجنا نهجهم هل وصل بنا الحال إلى ما وصل إليه اليوم ...
كل مظاهر الكفر, والشرك ,والظلم, والبغي, والطغيان كانت تسعى للقضاء على الفئة المسلمة , لكنها لم تستطع رغم قوّتها ,وجبروتها وطغيانها لأن الذي كان يجمع الأمة شعار واحد :
*إنما المؤمنون إخوة *
جيل الحبيب كان الإخاء والمحبة والإيثار عنوان حياتهم ..
جيل كان هدفه التضامن, والألفة ,والمحبة التي تصفو لها القلوب, وتسعد بها الأرواح ..
جيل النبي كان عنوان مبدأه :
{ والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم , ولا يجدون في صدورهم حاجة ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون }
[الحشر9]
خطاب موجّه إلينا يا أمة الإسلام ..
خطاب جاء ليربي النفوس ويربطها بالحقائق العليا بعيداً عن نزوات الحقد, نزعات الحسد والضغينة...
النبي الأميّ معلم البشرية كان يقول لأصحابه حين يلتقي بهم:
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
{ لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر}
[سنن أبي داود ج4ص265]
هذا هو نبيّنا ومعلّمنا حبيب الله ومصطفاه ...
هذا هو أستاذنا الجليل, والمربي الفاضل ...
هذا هو إسلامنا وديننا الحنيف..
دين الحب, والوفاء, والصدق, والتسامح, ودين الأخوة والمحبّة في الله..
بقلم : ابنة الشهباء