بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وأسعد الله أوقاتكم بكل خير وبعد:
لغتنا العربية,لغة القرآن الكريم,قادرة على تعريب كل المفردات والمسميات بحياتنا اليومية وذلك لما تتصف بها من صفات حباها الله تعالى وحفظها إلى يوم القيامة بكتابه تعالى القرآن الكريم...
ومن قال بأنها غير قادرة على مواكبة العلم والطب وغير قادرة على تصدير الإشتقاقات اللغوية فهو بلاشك مخطىء تماماً...
يُدَرَّس الطب بسوريا قلب العروبة النابض منذ مائة سنة تقريباً باللغة العربية, وعلماء النفس وجدوا أنه يمكن حصول الفهم والإدراك للعلم بشكل ممتاز لو كان يدرس بلغة القوم..وتخرج آلاف الأطباء من سوريا وهم على فهم ووعي طبي وتفوق علمي ومتابعة للتخصصات بشكل لا غبار عليه...ولو رجعنا إلى تاريخنا الإسلامي لوجدنا ما يلي:
ولنأخذ أراجيز ابن سينا مثالا ,فلابن سينا سبع أراجيز في الطب هي:-
ا- أرجوزة في التشريح مطلعها:
الحمد الله على تهذيبي وعاصمي من أمم تهذي بي
2- أرجوزة في تدبير الصحة مطلعها:
الحمد الله اللطيف الكافي الواحد الفرد الحكيم الشافي
3- أرجوزة في الوصايا الطبية 71 بيتا مطلعها:
- أول يوم تنزل الشمس الحمل تشرب ماء فاترا على عجل
4- أرجوزة في المجربات الطبية في خمس وثلاثين ومائة بيت مطلعها:
بدأت باسم الله في النظم الحسن اذكر ما جربته طول الزمن
5- أرجوزة في الفصول التي فيها تناول الطعام مطلعها:
يقول راجي ربه ابن سينا ولم يزل بالله مستعينا
6- أرجوزة في حجر الذخيرة وتسمى أيضا أرجوزة في ألباه مطلعها:
يا سائلي عن وجع في الوسط ونقطة تأتي له لم تخطى
7- أما الأرجوزة السابعة أشهر الأراجيز وأطولها والمسماة بألفية ابن سينا في الطب ولو أنها تحتوي على ألف وثلاثمائة وعشرين بيتا وموضوعها حفظ الصحة ومطلعها:
الطب حفظ صحة برء مرض ومن سبب بدن عنه عرض
ونلاحظ أن ابن سينا ضمن المطلع أقسام الطب الخمسة- الأسباب (الايتولوجيا) وعلم المرض االباثولوجيا)، والأعراض (عنه عرض) والوقاية (حفظ الصحة) والعلاج (برء)
اذن الأمر لم يتوقف عند علمائنا العرب عند تأليف الكتب فحسب ..
ولو لم يؤلف ابن سينا إلا القانون فى الطب لكفاه
وما أدراكم ما قانونه فى الطب والذى قال عنه الطبيب الشهير وليام أوسلر بأنه أشهر كتاب طبي على الإطلاق
ويعد هذا الكتاب فريدا من نوعه، إذ يمثل وثيقة تحوي كل علوم الطب منذ أقدم الأزمنة (كالطب الفرعوني والإغريقي والهندي) وحتى عصر ابن سينا. وتميز هذا الكتاب بعرضه مواضيع الطب وفق خطة منهجية قريبة جدا لما تتبعه الكتب الطبية المدرسية الحديثة، خصوصا فيما يتعلق بطريقة سرد الأمراض من حيث التعرض لتصنيف الأمراض ثم ذكر أسبابها وأعراضها وعلاماتها وسرايتها، ثم ذِكْر علاجها وإنذارها. ويمكننا القول بأن حسن ترتيب كتاب القانون فضلا على شموليته جعلاه الأكثر انتشارا في الأوساط العلمية الطبية في كل من الشرق والغرب وذلك حتى أواخر القرن السابع عشر.
وضع ابن سينا هذا الكتاب ولما وجد أن همم الطلاب قاصرة عن تعلمه كاملا أراد أن ييسر الأمر عليهم فاختصره فى ألفيته , وقد وضعت عدة شروحات لهذه الأرجوزة، أشهرها التي وضعها العالم الفيلسوف ابن رشد والذي توفي سنة 595 هـ – 1198 م. وترجمت هذه الأرجوزة إلى اللغتين اللاتينية والعبرية.
و قسّم ابن سينا أرجوزته إلى قسمين؛ الأول نظري، والثاني عملي.
ولنأخذ مثلا جزءا من الأرجوزة يتحدث فيه عن الطفل في بطن أمه:
الطفـل يحفـظ ببطـن أمــــه .. كي لا يُصيبَ آفةً في جسمه
فاحتط على الحامل في معدتها .. كي لا ترى الفسادَ في شهوتها
ويُصلَحُ الـــدمُ ويُنْقــَى الفضْلُ .. ذاك الذي يكون منه الطفـــل
إن هاجها الدمُ فلا تَفْصِدْها .. بل بالبرود والتطافي اقصدهـــا
أو هــاجها خلط فلا تُسهلها ..بل بتلطف لـــه عامـلها
وهكذا نرى أن ابن سينا قام باختصار الطب فى زمانه ( أو لنقل أساسياته ) فى قصيدة يحفظها الطلاب يتعلمون فيها أساسيات الطب ويدرسون شروحها وتطبيقاتها .
تخيلتنا ونحن ندرس الطب بهذه الطريقة ..
أبيات رشيقة جميلة نحفظها نلخص فيها الكثير من المعلومات التى يشق علينا تذكرها .. ويكون الأهم لدينا هو معرفة الشرح وفهم التطبيقات
ربما تكون تجربة لطيفة
وأخيرا ..
هذه لغتنا .. نظنها غير قادرة على استيعاب بعض المصطلحات وهى هى نفسها تلك التى امتطاها أجدادنا وخاضوا بها كل علم .. واخترقوا بها كل جدار
للموضوع تكملة......