النص الذي فاز به :
( 1 ) ( يتامى )
صغيران كنّا
مثلَ جناحي حمامة
والآن كلُّ واحد منّا
تضيقُ به الدنيا اليمامة
مشاعرُنا العذابُ
ما كانت لتخبو
وليس لنا مذ كبُرنا
أنْ تدركَنا السلامة
في كلِّ عامٍ لنا
من هذا اليأسِ نبلٌ
يمزّقُ آخرَ طيفٍ
آتٍ إلينا
بأبسطِ أشياء الابتسامة
زمنٌ حرّمَ النورَ علينا
وسارَ بالفوضى إلينا
تُرانا ما فعلنا ؟
صباحاً صاحبتْنا السعادة
مساءاً هاجمتْها الندامة
يا معذّبتي
أنا وأنتِ والتلاشي سواءْ
دنيانا كلّما عوّى ذئبُ روحي
طارحتْنا البلاءْ
حالي وأنتِ
مثلَ عليلٍ يموتُ
بين أقراص الدواءْ
أيَّ جُرم ٍ ترانا ارتكبنا
أم أيّ جميلِ تُرانا عبْنا
صدقي عينيّ
لسنا الآن موتى
نحن كذاكَ إلى يوم القيامة
صدقي عينيّ
نحن مذ عشقنا بعضنا
يتامى ..
......................................
( 2 ) (( رثاء ))
أنا آخرُ شاعر ٍ
يرثي القصيدةَ ... بقصيدة
وينامُ على حافةِ قبرها
متألماً
ويغصُ في أوّلِ التنهيدة
أنا جرحُ الشعر ِ
ينزفُ
معنى
ينسابُ على خدي قُبْلةٍ
ويبكي النسيبَ
معنا
ماتَ الجميلُ
ابنُ الجميلِ
بعدما رسمَ الأفقَ
شاقولياً
ليُمَتِعَنا
ويجمعنا
في مفردةٍ عربيّةٍ وحيدة
***
أنا آخرُ فنان ٍ تشكيليٍّ
يرسمُ لوحة ً مذبوحة
ينشغلُ بطقِّ بساميرها
وينسى ألوانها المجروحة
يبحثُ لها عن جدار ٍ شقيٍّ
معلقة ٌ هي كأفكارِنا
متناسياً سمائنا الزرقاءْ
ولعبة َ العيدِ
في يدي طفلةٍ
الطفلة ُ
تبحثُ عن زمان ٍ آمن ٍ
في مكان ٍ لا تقتلهُ الأحزانُ
ولربّما
عن مدينةٍ للملاهي
كانتْ هنا
وفيها ألفُ أرجوحة
***
أنا آخرُ من أمسكَ النايَ
وسمعَ لحنَهُ المحزونَ
على ضفافِ النبيذ
ونسيَ أن يعزفَ
أغنية ً
تحلمُ بسماعِها
فيروز
هو لم يعرفْ
شكلا ً واحدا ً
لمقطوعةِ اللحن ِ اللذيذ
الخوابي
أخذتهُ بعيداً
حيثُ غانية ٌ
سكرانة ٌ
على سرير ٍ من الذهبْ
الخوابي
أخذتهُ بعيداً
عن عالم ِ الصفاءْ
حيثُ السعادةُ الأنيّة ُ
تنفضُ عن نفسِها غبارَ التعبْ
والرجاءُ
مازالَ ينتظرُ
يحلمُ بناي ٍ
فِعْلُ لحنِهِ فعلُ النبيذ
***
أنا آخرُ دمعةٍ
همتْ على وجنتي طفلٍ
الطفلُ
استيقظ َ بعدَ منتصفِ الليل
ما وجدَ أمّهُ
نائمة ً
في حضن ِ الرجلِ
الذي أحبّتْ
لأنّ والدهُ
مــــاتْ
والإحساسُ فينا
مـــــــــاتْ
.
.
(3) (( صاحب الدفء ))
يا صاحبَ الدفءِ
اغسلْ بدمي عارَ القصيدة
وسافرْ
بأناتي كريماً
حيثُ آهاتي السعيدة
آخذاً معكَ
ما تبقّى من تفاصيلي
قلمي
قَصاصةَ أظافري
فنجانَ القهوةِ
والجريدة
يا صاحبَ الدفءِ
هيّاكَ
أبثُّكَ بعضَ ما بي
إنّي دونَ بحرِ الكلمات
كسائح ٍ
يبحثُ عن مدينةٍ
داخلَ التنهيدة
إنّي دون بحرِ الكلمات
كتائهٍ
أضاعَ دربَ الدمع ِ
وعادَ يبكي
القصيدة
يا صاحبَ الدفءِ
البردُ
رجلٌ متسكِّعٌ
في عُتمةِ الشتاءْ
يجلسُ على حافةِ رصيفٍ زجاجيٍّ
يراقبُ النّاسَ حاقداً
يحتسي آخرَ كأسٍ ٍ
تبقّى في زجاجةِ الزمهرير
إنّهُ دائماً مُستاءْ
يا صاحبَ الدفءِ
هبني معطفاً
أو قطعةً صغيرةً
من فؤادِكَ الكبير
أراكَ تراني مترفاً ..؟
قدْ جانبَ الصوابَ
إحساسُكَ
فأيقظْ ما نامَ
فيّ من ضمير
الصقيعُ
سحقَ ما ترسّبَ
فيّ من عبير
يا صاحبَ الدفءِ
هبني هزّةَ خصر ٍ
واحدة
أختصرُ فيها جميعَ النساءْ
ثمّ هبني وردةً
رغيفَ خبز ٍ
مترَ قماش ٍ
لأحيا حرّاً بلا أشياءْ