الموت في القرآن الكريم و الشعر العربي والفلسفة
منذ أن نشرت على صفحات المربد نص "موت"، تتالت النصوص الإبداعية و القراءات المتعلقة ب" تيمة الموت "، فقد قرأنا ل"المصطفى سكم" نص " في حضرة الموت"و بالمناسبة كان نصاً عميقاً، و أنا الذي أعرف كتاباته، و عمق تحليلاته، أطلب منه أن لا يبخل علينا بإنتاجاته خاصة مقارباته الفلسفية، و نص بل نصوص الأخ العزيز " السِّي محمد اللغافي" وقراءات كل من الأخ الكريم خليد اخريبش"المهلوس"و الأخت الكريمة "مريم أحمد". لذا رأيت انه من اللازم أن أسترسل في البحث في تيمة الموت كما وردت في القرآن الكريم و الشعر العربي و الفلسفة.
و تتغيى هذه الورقة أن تقارب "تيمة" الموت كما وردت في القرآن الكريم و الشعر العربي و الفلسفة، و أنا واع تمام الوعي بصعوبة الموضوع المرام الخوض فيه، لاعتبارات عدة؛ منها أن الموت، مثلاً، في القرآن الكريم أتى أحياناً بصيغة المفرد و أخرى بصيغة الجمع، و هو حيناً "موت" و أخرى" وفاة" و ثالثة" رحمة" إلى غيرها من الكلمات ... أما في الشعر العربي فورد بصيغة "موت" و "منية"...
و طرق موضوع كهذا ليس أمراً هيناً ويسيراً لغزارة المادة المعرفية أولاً، و صعوبة الإحاطة بما أنتجته أقلام الشعراء العرب في الموضوع و تشتتها عبر الدواوين و المصادر و المراجع، ثم إن هناك شعراء أشاروا إلى الموت في بيت يتيم أو أبيات متفرقة ذكرتها بعض المراجع مع الإشارة العابرة لقائليها. أما بالنسبة للفلسفة فالأمر ليس أقل يسراً و سهولة لأن "تيمة الموت" قلًّ من لم يتطرق إليها من الفلاسفة، فتعددت تبعاً لذلك الرؤى و التصورات..
و سأبدأ ، إن شاء الله و بعونه، بجرد العبارات والمصطلحات كما وردت في القرآن الكريم. ثم كما وردت في شعرنا العربي القديم، و عند بعض فلاسفة الغرب.
و أملي كبير في أن يعمد إلأعزاء في المربد على تطعيم هذه المحاولة المتواضعة بالإضافات و الملاحظات.و الله المعين.
و لنبدأ بالموت كما جاء في القرآن
1- الموت في القرآن الكريم:
سورة البقرة مدنية آياتها 286
قال تعالى و هو أصدق القائلين:
- " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون" (آية 27 من سورة البقرة).
- " قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين" (آية 93 من سورة البقرة).
- " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي، قالوا نعبد إلهك و إله آبائك إبراهيم و إسماعيل و إسحاق إلهاً واحداً و نحن له مسلمون" (آية 132 من سورة البقرة).
- " و لا تقولوا لمن قُتِل في سبيل الله أموات، بل أحياء، و لكن لا تشعرون" (آية 153 من سورة البقرة).
- "ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم و هم أُلوفٌ حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم، إن الله لذو فضل على الناس، و لكن أكثر الناس لا يشكرون" (آية 242 من سورة البقرة).
- " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربهأن آتاه الله الملكَ إذ قال إبراهيم ربي الذي يُحْيِي و يُمِيت، قال أنا أُحْيِي و أُميت، قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب فبُهِت الذي كفر...." (آية 257 من سورة البقرة).
- " أو كالذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها، قال أنَّى يُحْيي هذه اللهُ بعد موتها فأماته الله مائةَ عام ثم بعثه.." (آية 258 من سورة البقرة).
- " و إذ قال إبراهيمُ رب أرني كيف تحيي الموتى، قال أَوَ لَمْ تومن، قال بلى و لكن ليطمئن قلبي.." (آية 259 من سورة البقرة).
سورة آل عمران مدنية آياتها 200
- "و رسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم، إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفِخ فيه فيكون طائراً بإذن الله، و أبرئُ الأكمه و الأبرص و أُحيي الموتى بإذن الله" (آية 28 من سورة آل عمران).
- " عن الذين كفروا و ماتوا و هم كفار فلن يُقبل من أحدهم ملءُ الأرض ذهباً و لو افتدى به، أولئك لهم عذاب أليم، و ما لهم من ناصرين" (آية 90 من سورة آل عمران).
- "و لقد كنتم تَمَنَّون الموت من قبلِ أن تلقَوه فقد رأيتموه و أنتم تنظرون. (آية 142 من سورة آل عمران).
- " و ما كان لنفس أن تموت إلاَّ بإذن الله كتاباً مُؤَجَّلاً، و من يرد ثواب الدنيا نوته منها، و من يرد ثواب الآخرة نوته منها و سنجزي الشاكرين" (آية 144 من سورة آل عمران).
- "و لئن قُتلتم في سبيل الله أو مِتُّمْ لمغفرةٌ من الله و رحمةٌ خير مما تجمعون.." (آية 156 و 157 من سورة آل عمران).
- "الذين قالوا لإخوانهم و قَعَدوا لو أطاعونا ما قُتلوا. قُلْ فاذرَءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين" (آية 167 من سورة آل عمران).
- "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ، بل أحياء عند ربهم يُرزقون". (آية 168 من سورة آل عمران).
- "كل نفس ذائقةُ الموت و إنما تُوَفَّوْن أُجوركُم يوم القيامة". (آية 184 من سورة آل عمران).
سورة النساء مدنية آياتها 167
- " أينما تكونوا يُدْرِكْكُمْ الموتُ و لو كنتم في بروج مُشَيَّدة، و إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله، و إن تصبهم سيئةٌ يقولوا هذه من عندك، قل كل من عند الله" (آية 77 من سورة النساء).
- " ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مُراغماً كثيراً و سَعة، و من يخرج من بيته مهاجراً إلى الله و رسوله ثم يُدْركْهُ الموتُ فقد وقع أجرُه على الله، و كان الله غفوراً رحيماً" (آية 99 من سورة النساء).
(يتبع )
البشير الأزمي
تطوان 2/1/2007