الانوار قد اطفأت
الاصوات لم تهدأ بعد
كانت لا تزال في المطبخ ..... لعلها كانت تقبر بقايا الطعام داخل الثلاجه القديمه
دقائق معدوده وانتشر الصمت
( شكلها نامت ) هكذا حدثته نفسه
تحركت يده الرقيقه الي اسفل وسادته واستل قلمه في سكون
وانساب في هدوء من تحت ذلك الغطاء الثقيل
خطوات قليله تحركها في حذر قبل ان يصل الي الجانب الاخر من الغرفه
امتدت يده المرتعشه في هدوء الي النتيجه المعلقه علي الحائط وعينه معلقه علي ذلك البدين المستلقي علي السرير الواسع المقابل لسريره الضيق
انتشل الورقه الصغيره
فتح الباب في هدوء وعينه لا تزال معلقه بالسرير الواسع
هبط علي ركبتيه و استند الي يديه و بدأ رحله الحبو التي ادمنها الي الجانب الاخر من الشقه
كان هذا هو سبيله الوحيد للمرور امام باب غرفتها المفتوح دون ان تنتبه الي ظله الناتج عن ضوء الحمام المقابل لغرفتها
وما ان وصل الي الجانب الاخر حتي اطلق انفاسه التي كان قد حبسها مع بدايه الرحله
امتدت يده في ذات الهدوء لتفتح باب البلكونه و التي اصبح بداخلها في لمح البصر
اسند ظهره الي حائط مبكاه الذي لا تكاد رأسه تبلغ حافته
واستسلمت قدماه في هدوء لتستقر مؤخرته علي البلاط البارد
جمع ركبتيه النحيفتين الي صدره الضامر
اخرج القلم من جيبه المثقوب و كتب علي ورقه النتيجه بخط رديء و يد مرتعشه حطم البرد اعصابها
0
22\11
النهرده عندي 9 سنين
قلت ليها :- انتي مش بتديني اكل كتير زيه ليه
ردت :- هوا الكبير لما تكبر هتاخد زيه
كنت عاوز اقولها :- كل اما انا بكبر هوا كما بيكبر )) 0
طبق الورقه في هدوء قبل ان يقف متثاقلا و يخبئها في صندوقه الخشبي الصغير الذي زينته قطرات الماء الدافئه التي قطعت طريقا طويلا بدأ من عينيه
حتي بعد شهر كامل لم يتمكن من نسيان اصرارها علي القاء صندوقه الخشبي بين الكراكيب في البلكونه واه لو علمت ماذا يحوي هذا الصندوق
اعاد الصندوق الي مكانه مختفيا بين الكراكيب
فتح باب البلكونه و دخل الي الشقه مره اخري
و الغريب ان الجو المطير في الخارج كان اكثر دفئا من ذلك الذي يعيشون فيه
تسلل في هدوء و بذات الطريقه الي غرفته او لتكن تلك التي يشارك فيها ذلك البدين الذي سبقه اليها بعامين علي اقصي تقدير
اغلق الباب خلفه و تحرك في حذر بأتجاه سريره الضيق
اختبأ تحت الغطاء الثقيل ولكن عينيه المبتلتان حتي عجزتا عن الرؤيه ظلتا معلقتين بذات السرير الواسع الذي تمني ان يفترشه ولو ليله واحده
1\4\2005