تجربة الشقين
Click image for larger version. 

Name:	67301032_2353608061387001_7069370002888982528_n.jpg 
Views:	1 
Size:	23.1 KB 
ID:	1836
تجربة علمية واحدة غيرت مسار العلم ودخلنا عصر فيزياء الكم ( الكوانتا)
تجربة شقي يونغ هي إحدى أهم التجارب الفيزيائية التي أسهمت في البحث في طبيعة الضوء وإثبات طبيعته الموجية، ثم استخدمت في اثبات وجود خاصية موجية لجميع الجسيمات مثل الإلكترونات وغيرها.
القضية أن هذه ليست ثورة في العلم وانقلاباً في طرق التفكير القديمة ،لكنها أثرت وستؤثر في كل المجالات الفلسفية والأدبية والنفسية.
بهذا العلم أصبح تفسير المعجزات والخوارق التي كانت ترفض من قبل العلم المادي سابقاً أصبحت ممكنة.
النظرية تثبت أن الزمن ليس كما نظنه بأنه يسير بشكل متقدم ،وتثبت أنه بالإمكان السفر عبر الزمن بل العودة إلى الماضي
يمكننا الانتقال عبر الكون
التجرب ببساطة كما الصورة : أن العالم توماس يونغ قام باطلاق إلكترونات عبر شق واحد فتموضعت في مكان واحد.
كما لو أنك ترمي كرات بلورية، ثم قام العالم بوضع شقين أمام الإلكترونات فكانت النتيجة مخالفة للمتوقع؟!
ذلك أنه كان من المفترض أن الإلكترونات ترسم على اللوح خطين وفق خروجهما عبر الشقين ،لكنها رسمت على اللوح خطوطاً متوازية وكأن الإلكترون أخذ شكل الموجة ( كما هي موجات المياه)
فكان العلماء يظنون أن الإلكترون هو كائن مادي ككرة صغيرة من الحديد مثلاً،والبداية كانت مع إينشتاين الذي قال بأن الفوتون الضوئي له طبيعة موجية إضافة لطبيعته المادية.
فأجابه أحد العلماء وهو يونغ بأنه ليس الفوتون له هذه الطبيعية المختلفة بل كذلك اللإلكترون وقدم تجربته.
القضية لم تقف هنا فالاكتشافات المذهلة توالت بشكل أقرب للسحر والخيال وقلبت المفاهيم المادية التي دأب العلماء الماديون تلقينها للعالم بأسره والتي انعكست على كل العلوم الأخرى.
فحين قام العلماء بوضع مراقب إلكتروني عللى الإلكترونات ليراقب حركتها وفور تشغيل المراقب يقوم الإلكترون المنطلق عبر الشقوق بتغير طبيعته الموجية ويلتزم فقط بالطبيعة المادية.
بمعنى أننا حين نراقب النتائج لتحركات الإلكترونات على اللوح نراها على شكل خطوط متوازية وقد أخذت الطبيعية الموجية.
لكننا فور وضع مراقب عليها فهي تلتزم طبيعتها المادية فقط وتعطي نتيجة مخالفة للتجربة قبل وضع المراقب.
الذهول لم يقف هنا
فقال العلماء لنضع المراقب بعد الشقين لا قبلهما
أي بعد أن يأخذ الإلكترون شكله الموجي فكانت النتيجة التي أصابتهم بالذهول
وبمجرد تشغيل المراقب قام الإلكترون بالعودة للخلف والدخول من شق واحد وفق الطبيعة المادية
وهنا قال العلماء وتوصلوا بأن الإلكترون يستطيع تغيير ماضيه
استمرت التجارب
وقام العلماء بوضع موشور ووظيفة الموشور تكرار الإلكترون
فحين يطلق إلكترون يصبح اثنين
ووضع العلماء أمام كل إلكترون شقين لكنهم وضعوا مراقباً واحداً أمام إلكترون واحد
ومن المنطقي أننا نحصل على نتيجتين مختلفتين ، فالإلكترون الذي وضع عليه المراقب سيأخذ الطبيعة المادية والإلكترون الآخر سيأخذ الطبيعة الموجية.
لكن المفاجأة كانت بأنهم حين شغلوا المراقب على الإلكترون الأول قام الإلكترون الثاني في التجربة الثانية بأخذ ذات الخاصية وسمي ذلك بالتشابك الكمي ( كما هو قلب الأم حين تحسّ بمرض ابنها البعيد أو بمقتله )
وما أسماه أينشتاين بالطبيعة الشبحية
ومن أقواله حول الرؤية المادية يقول اينشتاين : "بقدرما هي قوانين الرياضيات تشير إلى حقيقة واقعة ، فهي ليست معينة ، بقدر ما هي معينة ، فإنها لا تشير إلى حقيقة واقعة"
وكان للعالم هايزنبرغ جهود عظيمة في ذلك حيث قال بأننا لا يمكن التنبؤ بمكان وسرعة الإلكترون في نفس الوقت.
إينشتين أنكر الطبيعة الشبحية للإلكترون أو لنقل الروحية بأنه لا يوجد رابط روحي بين الإلكترون وبين الإلكترون الآخر
وهما كالقفازات واحد يمين والآخر شمال
وقال مقولته الشهيرة: الله لا يلعب بالنرد
ويقصد أن الله خلق العالم وفق قوانين دقيقة لا يمكن أن تتغير كالاحتمالات
ومات وهو مؤمن بهذه الفرضية.
لكن العلماء أكملوا مسيرة المنجزات في فيزياء الكم
وقالوا: بل الله يلعب بالنرد ( طبعاً هي عبارة مجازية )
واكتشفوا أن هناك علاقة روحية بين الإلكترون ونظيره وكل تغير يصيب أحدهما يؤثر في الآخر وبأن الإلكترون يوجد في كل مكان وليس كما نظن بأنه جسيم مادي محدد.
هذا المنجز العلمي قلب العلم رأساً على عقب وانهارت معه النظريات العلمية المادية القديمة والتي تشبع بها الفلاسفة والمثقفون والأدباء والنقاد ،حتى قيل بأن الفلسفة ماتت.
قد يقول قائل ولماذا لم نشهد تأثيراً ملموساً في الواقع العلمي والأدبي والفلسفي في العالم.
والسبب بأن التغيرات الكبيرة تحتاج لحقبة من الزمن لتؤثر على المجتمع والمجتمع العربي المعاصر بكل أسف سيكون آخر من يتأثر بهذا التغير لأنه مقلد للغرب ومؤمن حتى الثمالة بالمادية ومن الصعب بعد هذه السنوات الطويلة والتعليم والثقافة التي كرست المادية في عقول الطلاب والمعلمين والمثقفين والكتاب والأدباء وحتى الفنانيين بأن تتراجع بين يوم وآخر.
الكلام في هذا الموضوع قد يكون ضرباً من الجنون لكنه قادم لا محال وستنقلب طاولة العلم بأسره بعد هذه الانفجارات العلمية في ميكانيك الكم.
الغريب في هذا التطور بأن العلماء قالوا :لقد تطابقت نتائج العلم الحديث مع ما ذهب إليه المتصوفة فذلك المتصوف أدرك حقيقة الكون بروحه وتأخرنا نحن العلماء عن اللحاق به في المجال المادي.
وكتب في العلاقة بين ميكانيك الكم والتصوف غير كتاب وللفيزيائي العراقي جيم الخليلي غير مقال حول ذلك.
هذه النقطة بالذات وقف عندها العالم أبو حامد الغزالي حين توصل بعد مسيرة من التفكير بأنك لن تتمكن من الوصول إلى الله بعقلك فعقلك محدود، لكن الروح غير محدودة ويمكنها الوصول لغير المحدود.
هذه النتائج ستغير نظرنا إلى تراثنا وتاريخنا فلم يعد التفكير المادي يطغى في العلم الحديث.
بذلك إن ما توصل إليه الشعراء والأدباء من فلسفة روحية لن يكون بأقل مما سيصل إليه علماء الكم كأعمال العطار وجلال الدين الرومي ونظريات أبو حامد الغزالي والفكر الصوفي للكون والقصائد الشعرية التي عرفت الناس بروحية الكون.
فالحقيقة ليست حكراً على علماء المادة بل هي من نصيب كل من يسعى إليها.
طارق شفيق حقي