نيل الحياة
حَزِنَـتْ نفسـى أن أمـوتَ بعيـدا
فارجعونـى نيـل الحيـاة جـديـدا
كـم نأينـا وظــل مــلء صــدور
وعـقـول مــا بـارحـت تمجـيـدا
قــد عشـقـنـاه نيـلـنـا فنظـمـنـا
أروع الشـعـر سائـغـا وحمـيـدا
قال شوقـى مـا قـال مـن أبيـات
مـا أضافـت لهـا الليالـى مزيـدا
يـتـغـنّــى وحــافـــظ يـتـمــنّــى
وكـلا الشاعـريـن كــان فـريـدا
ساكنى مصر هل لنا من رجوع
نلتقـى فـى مرابـع النيـل صيـدا
نحتـسـى رشـفـةً تـبــلُّ غـلـيـلا
أو تـداوى مـن الجـروح عنيـدا
كـل مـاء سـوى ميـاهـك يـبـدو
آسنـاً أو قــذى عـيـون صـديـدا
إن نـأيـنـا فـقــد بقـيـنـا بـقـلـبٍ
بحماكـم يحـيـا سعـيـدا سعـيـدا
قول حقٍ وصـدق حـسٍ عظيـمٍ
فالمسـافـات لــم تـبـدّل نشـيـدا
إن نــأى النـيـل أو نأيـنـا فـإنـا
نـتـغــنّــى بــحــبــه تــغــريــدا
وطنى مـا الخلـد المقيـم ليُغْنـى
لقـلـوبٍ تــرى شـقـاءك عـيــدا
كـل عيـدٍ بغـيـر أرضــك مـسـخٌ
يُلهـب الشـوق يستثيـر مـزيـدا
أتنـادى يـا عيـد هـل مـن جديـد
لبعـيـد عــاش الـعـذاب وحـيـدا
حـمـل الـهـمَّ والمعـانـى كـبـارا
خـاصـمـتـه أيــامــه تـحــديــدا
لم يجد فى ضفافكم من حظـوظ
أو يـجـد فــى فراقـكـم تـجـديـدا
بـيْـد أنـــى بـأرضـكـم أتـسـلـى
أن أرى أهـــلا أو أراه حـفـيــدا
كلمـا نفـسـى نازعتـنـى إليـكـم
خفـت مـن فقـرٍ ينبـرى تنكـيـدا
ذلُّ فقرٍ أنكى علـى النفـس ممـا
يتـخـطّـى خـيـالُـنـا مسـتـعـيـدا
لـم أجـد لا بالمـال عنـك بـديـلا
أو نـديـداً ولا طـعـمـت رغـيــدا
أبـدل الشيـب سحنتـى ورمانـى
بهـمـومٍ قــد عـــاودت تعـقـيـدا
فمتـى أبدلتنـيَ الحـيـاةُ بـكـأس
ألْبـس الناظريْـن مـرأى جديـدا