أيُّها الشعرُ
أيقظْتَ فيَّ مـواجعي يا غــارقاً بمدامعي
أسلمتَ نورك للمدى , فقبستُ منه مطالعي
وغزلتُ من هذي النجوم عبــاءةً لبدائعي
وبحثتُ فـوق تخوم كفِّكَ سائلاً عن طـالعي
إني المسـافر في مـداك محمَّلاً بفجــائعي
أنفاسيَ الحرَّى علـى شفتيك بعضُ زوابعي
***************
بعثرتني فوق الضفـاف الخضر منك مواسمـا
أثخنتني سـحراً ومـا وهبت رقـاك تمائما
وسقيتني حـتى ثملتُ وطـرتُ نحـوك هائما
ومشيتُ فـوق الموج كي ألقاك حلماً ناعما
إني هسيس الأحـرف الثكلى تطير حمـائما
وتحـطُّ فـوق نوافـذ الأوراق عطراً فاغما
***************
يا أيُّهــا الشِّعرُ المغمِّسُ في دمـي ألحـانَهُ
مازلتَ فـوقَ نخيل عمـريَ تجتني أغصـانَهُ
تلهو علـى أوتــار قلبيَ طـاوياً أكـوانَهُ
مـا زرتني إلا وقـد نفضتْ يداك لَبَــانَهُ
حتّـام تبقـى في الدفــاتر حاصداً أحزانَهُ ؟
انظرْ , فمـا ابيضَّتْ عيـوني إذ تشدُّ عِنـانَهُ
***************
لم أستطعْ صبراً وقـد خرقتْ يـداك مراكبي
حتى أنـام على وسـادة موجـك المتغاضبِ
إن شئتَ دعني في غيابــة جبِّيَ المتثــائبِ
لأكـونَ في عينيك يا معنـايَ طلَّ سحائبِ
وتكـونَ طيفاً عـابراً بمجرَّتي وكـواكبي
إن كنت مني تائبـاً أنا " لستُ عنك بتائبِ "
*******************
علي صالح الجاسم